بعد فترة من الارتباك الإداري لم يعتدها جمهور الأهلي كثيراً عبر تاريخه وما صاحبها من ارتباك فني واهتزاز في النتائج بشكل لم يتوقعه أشد المتشائمين... بدأت بوادر الاستقرار تظهر تباعاً بعدما أتمت إدارة النادي التعاقد مع الدنماركي ييس توروب وما سبق ذلك بحوالي شهر بتعيين الكابتن وليد صلاح الدين كمدير للكرة ...
على وجه العموم يتمتع النادي الأهلي بمدرسة إدارية عريقة أسس قواعدها الراحل مختار التتش وثبت هذه القواعد تلميذه صالح سليم، فيما حافظ حسن حمدي ومحمود الخطيب على البناء بالكامل...
هذه المدرسة العريقة في الإدارة ربما مرت أحياناً بفترات إخفاق نتيجة قرارات لم تنل حقها من الدراسة بشكل كاف وذلك شأنها شأن أي مؤسسة...
لحسن حظ جمهور النادي أن فترات الفشل عبر تاريخه لا تستمر طويلاً وما تلبث المؤسسة إلا أن تعود سريعاً لطريق النجاح بقيادة رجال يقدرون تماما قيمة ناديهم ومدعومة بشعبية جماهيرية كاسحة يتمناها أي ناد في العالم.
مشاهد عديدة جرت منذ بداية الموسم بدأت بإقالة الإسباني ريبييرو بعد خامس مباريات الفريق ضد بيراميدز والخسارة بهدفين وإن كنت لا أفضل التضحية بالمدير الفني مهما كان اسمه بعد فترة قليلة، لأن الصبر مطلوب أحياناً حتى يعتدل حال الفريق... لكن إحقاقا للحق أصبحت إقالة المدرب حتمية بعد المباراة المذكورة، لأنه وضح تماما فقدان الثقة فيما بين المدرب والجمهور وكذلك فيما بينه وبين لاعبي الفريق... أسندت الإدارة المهمة لعماد النحاس لحين التعاقد مع مدير فني أجنبي... وكان القرار الأهم هو تعيين وليد صلاح الدين كمدير للكرة… ولاقى تعيين وليد قبولاً جماهيرياً كبيراً حيث يمتلك شعبية كبيرة باعتباره نجما سابقا وأحد أبرز من حملوا شارة القيادة… كان الفريق بالفعل يحتاج لشخص بمثل هذه المواصفات أو ما يطلق عليه بالبلدي “يملى العين”.... فمجموعة النجوم المتواجدة تحتاج بالفعل لنجم كبير وليس لنجم عادي… وبالفعل أعلن وليد بعض القرارات الهامة كان أبرزها غلق باب الترضيات لبعض اللاعبين الذين لازالت عقودهم ممتدة وأعلن كذلك أنه لن يتفاوض إلا مع من ينتهي تعاقدهم العام القادم… وأعلن وليد بشكل صريح أن ما يتم تداوله في المنصات الإعلامية حول الفريق لا تتجاوز صحته 10% من جملة الأخبار وهو ما طمأن الجمهور ووضع حدا للقيل والقال الذي لا ينقطع على مدار الساعة من كافة صانعي المحتوى واليوتيوبرز... إلى جانب دعمه لنجوم الفريق في مواقف عدة كأزمة تريزيجيه مع الجمهور ومطالبته بالاعتذار وكذلك أزمة ياسر إبراهيم مع مندوب الشركة الراعية وغيرها… وكان لإعلانه أن الجهاز الفني بقيادة النحاس مستمر لخمس مباريات حتى التوقف الدولي الحالي أثر كبير في إضفاء نوع من الاستقرار بجانب منح المكلفين باختيار الجهاز الأجنبي الجديد نوع من الراحة ليكون الاختيار بعناية حتى وإن قوبل هذا بضغط وهجوم جماهيري كبير… لكن سارت الأمور بشكل أفضل ووصل الأهلي لقمة جدول المسابقة كنتيجة منطقية للمعطيات السابقة..
لا نستطيع أن نتخطى أيضاً قرار الكابتن الخطيب بضم سيد عبدالحفيظ لقائمته الانتخابية بما يمثله سيد من قيمة كبيرة لدى الجمهور ومع اقترابه من تولي منصب الإشراف العام على الكرة في الفترة القادمة حتى وإن لم يصدر قرار رسمي بذلك حتى الآن...
كما ذكرت سابقاً ريما يتعثر الأهلي أحياناً لكن يستطيع المشجع الأهلاوي أن يضمن بشكل كبير أن إدارة ناديه ستعود سريعا للطريق الصحيح.