الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحلام على دخان الحروب.. سبأ تعبر عن الأزمة اليمنية بلمسات فنية.. صور

من أعمال الفنانة
من أعمال الفنانة سبأ جلاس

"ربما لا يستطيع الفن إيقاف الحروب ولكنه يساعد على إبقاء أرواحنا بخير، أن نشعر بالجمال وسط قبح الحروب، أن نقاومها بما لدينا من أمل، حتى تنتهي ويبقى الفن والسلام"، كلمات تؤمن بها فنانة يمنية اكتسبت شهرة عالمية خلال الحرب الأهلية باليمن، فجهودها بالرسم على دخان الحروب كانت أشد تأثيرا من أي حديث عن وقف الحرب، حيث لفتت برسوماتها البسيطة أنظار العالم إلى ما يحدث في موطنها اليمن إيمانا منها بأن «الفن ينتصر على الحرب».


تخرجت سبأ محمد جلاس (34 عاما) من كلية الأدب الفرنسي جامعة صنعاء، حيث تعيش بنفس المدينة، ولكن الرسم كان هوايتها الأولى منذ صغرها، فكانت تنقش بيدها الصغيرة أية رسومات تخطر على بالها في أي ورقة متاحة أمامها، "كنت أرسم على دفاتري وعلى أي ورقة فاضية في كتب المدرسة وأي مكان فاضي ألاقيه أمامي" كما قالت سبأ لـ"صدى البلد".


استوحت الفنانة اليمنية فكرة الرسم على دخان الحرب من أعمال فنانين فلسطينيين، رأت أن رسائلهم بالفن أفضل ما يعبر عن الصمود والمعاناة، "عجبتني الفكرة واخترت السلام والمحبة والأمل كرسالة لأعمالي"، فترى أن الدخان يتشكل من تلقاء نفسه وتكتفي سبأ بوضع لمساتها لتوضيح الأشكال.


أعمالها البسيطة كحد وصفها تؤثر في اليمنيين وتحيي فيهم الأمل، وهذا ما يسعدها، لكنها توجهت مؤخرا لإقامة مزادات خيرية ليكون هناك فائدة ملموسة من أعمالها، فدشنت في عام 2018، 5 مزادات على 5 من لوحاتها بالألوان الزيتية لدعم مشاريع مختلفة.


لم تتوقف جهودها على الرسم فقط بل سعت لمحاولة إصلاح الوضع في اليمن، وجمع التبرعات لإعادة إحياء ما تم تدميره، كإنشاء فصول دراسية، وقامت ببيع لوحتها "ميلاد" بمبلغ 1000 دولار لفاعل خير رفض ذكر اسمه، وتم تسليم المبلغ لمبادر "لك الله"، والذين قاموا بتوفير شنط ومستلزمات مدرسية لطلاب من أسر متواضعة الحال.


وتقول لـ"صدى البلد": "لا أدري كيف أعبر عن أوضاع اليمن الحالية، هناك حرب في أكثر من مكان، حصار، وأوضاع اقتصادية متردية، إلا أن الناس تبحث عن أي شيء يساعدها على تجاوز هذه الأزمات، والناس تتكاتف بشكل مذهل رغم قساوة الأوضاع، أتمنى أن تتوقف هذه الحروب ويعود اليمن سعيدا كما كان".