من أصول يونانية.. قصة أول رئيس برلمان مصري بيع كعبد قبل قدومه للقاهرة.. نوستالجيا

لم يتخيل البعض أن يأتى أول رئيس للبرلمان المصرى فى تاريخه من أصول أجنبية، حيث ولد إسماعيل راغب السياسي العثمانى في المورة وهي منطقة في اليونان وذلك يوم 18 أغسطس من عام 1819، ودرس أساسيات العلوم واللغات هناك، قبل أن يتوجه إلى الأناضول حيث اختطف وبيع كعبد، ثم جاء إلى مصر في عام 1830 مملوكًا لإبراهيم باشا، حيث تلقى العلم بالمكتب الأميري، ونال الشهادة العليا عام 1834.

ويعتبر راغب أول رئيس لمجلس النواب المصرى فى الفترة من 25 نوفمبر 1866 إلى 24 يناير 1867، ثم أصبح ناظرا للداخلية عام 1867، ورئيسًا للمجلس الخصوصي عام 1868، فناظرًا للزراعة والتجارة عام 1875.

• مناصب تقلدها

عين مساعد ترجمة بمجلس الملكية، ورقاه محمد علي إلى رتبة الملازم أول، ثم تولى رئاسة قلمي المحاسبة والإيرادات عام 1836، ثم رقي إلى رتبة بكباشي (مقدم) عام 1840، ثم قائمقام (عقيد) عام 1844، ثم أميرالاي (عميد) عام 1846.

اعتزل الخدمة في عهد عباس الأول، وفي أواخر عام 1854 عُين وكيلًا للمالية، ثم وكيلًا للخزانة، وأنعم عليه برتبة ميرميران مع لقب باشا، وعُين رئيسًا للديوان الخديوي عام 1856، وصاحب الوالي محمد سعيد باشا للسودان.

كما تولى مهام منصب ناظر المالية (1858—1860)، ثم ناظرًا للجهادية (1860—1861)، فمفتشًا للأقاليم البحرية عام 1862، فـ باشمعاون الخديوي (1863—1865)، وأنعم عليه برتبة بكلربكي، ثم عُين رئيسًا للمجلس الخصوصي مع بقائه في رئاسة المعاونين.

وانتدب لنظارة الداخلية عام 1864، ثم عُين ناظرا لها عام 1865، كما تبوأ منصب ناظر المالية في عهد نظارة محمد شريف باشا الأولى (7 إبريل 1879 - 5 يوليو 1879).

• إسقاط نظارة نوبار باشا الأولى

قامت حركة اللائحة الوطنية التي أنيط بها إسقاط نظارة نوبار باشا الأولى، المشهورة بالوزارة الأوروبية (28 أغسطس 1878 - 23 فبراير 1879)، ثم تدبير أمرها في منزل إسماعيل راغب، وكان من أثرها إسناد الوزارة لشريف باشا، وعُين إسماعيل راغب ناظرًا للمالية، وشاهين كنج ناظرًا للجهادية.

ساهم مع محمد شريف بجميع تكلفة ترجمة الدساتير واللوائح الأجنبية الخاصة بالمجالس الأوروبية للاستفادة منها في تنقيح لوائح مجلس النواب المصري، وقام بهذه الترجمة الكاتب والصحفي السوري أديب إسحاق.

• برامج وزارته

شكل وزارته في (17 يونيو 1882 - 21 أغسطس 1882) بعد سقوط وزارة محمود سامي البارودي، وكانت الوزارة الوحيدة التي تقدمت ببرامج، لم تتله برامج أخرى إلا بعد إسناد الوزارة لعدلي يكن باشا في 16 مارس 1921.

• بلاغ عن عرابي

على الرغم من موقفه المؤيد للثورة العرابية في البداية، وقبل قصف الإسكندرية في 11 يوليو 1882، ونصحه للعرابيين بضرورة التخلص من الخديوي توفيق، إلا أنه أبلغ سيمور قائد الأسطول الإنجليزي بالإسكندرية في 17 يوليو 1882 بمخالفة عرابي لأوامر الخديوي فيما يقوم به من وسائل الدفاع، وعزم الخديوي على عزله من منصبه، مما أضعف موقف أحمد عرابي.

• شلل نصفى

ظل يعمل 28 عامًا مصابًا بالشلل النصفي، وترك ثلاثة عشر ألف فدان في مناطق السكاكين وغمرة والظاهر في القاهرة، وراغب باشا بالإسكندرية، وقصر البراموني وسان ستيفانو، كما ترك 200 ألف جنيه ذهب مودعة في بنك الكريدي ليون وثلاثين أخرى مودعة في بنك منشة وشركائه.

• أعماله

من أهم أعماله إحداث الميزانية وحصر الإيرادات والمصروفات وقانون المرتبات، واللائحة السعيدية، وقوانين الزراعة.