الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من قلب الأكاديمية المصرية لعلوم الطيران.. مصنع الطيارين المتميزين في الشرق الأوسط.. صدى البلد يرصد رحلة الدارسين العرب والأفارقة تحت سماء القاهرة

صدى البلد

إلياس صادق:
لدينا 22 طائرة تدريب تصل تكلفة الواحدة لـ1.2 مليون دولار
مدربو الأكاديمية من القوات الجوية ومدنيون حاصلون على ترخيص
إمكانيات الأكاديمية عالمية تتجاوز احتكارها محليًا.. والمراقبة الجوية "مظلومة"
نستهدف زيادة نسبة الدارسين الأجانب إلى 85%
المنتج الجيد والتنافسية في الأسعار تجعلنا نحظى بإقبال أجنبي جيد
عودة دراسة طب الطيران بالأكاديمية بعد توقف 9 أعوام
إعادة ضم معهد هندسة الطائرات والحاسبات الآلي بإمبابة

هناك على مسافة تبعد 20 كيلومترًا، عن غرب مدينة السادس من أكتوبر، داخل مطار أكتوبر تقع الأكاديمية المصرية لعلوم الطيران بكلياتها الثلاث، تقوم برسالتها في إعداد وتأهيل الكوادر المتخصصة في أعمال قطاع الطيران، من خلال مدربين مؤهلين وطائرات حديثة ومحاكيات طيران متطورة وبرامج تدريب قياسية معتمدة إلى جانب النظم الإلكترونية الحديثة في التسجيل ومتابعة التدريب.

بعد سنوات الكبوة التي شهدتها مصر، قبل أعوام قليلة طال تأثيرها القطاعات والهيئات بالدولة، وأيضًا الطيران التي تعتبر الأكاديمية جزءًا أصيلًا منه بل نواته، بتأهيل الكوادر التي تطير بركب هذا القطاع، جلها تعاني فترات ليست بالبعيدة من تراجع في أعداد الملتحقين بها، حتى استطاعت استعادة مكانتها الرائدة بالتربع على عرش الشرق الأوسط وأفريقيا، لتحظى مؤخرا بترتيب متميز يؤهلها لاستقطاب الدارسين من تلك الدول الشقيقة. 

أصبحت الأكاديمية المصرية لعلوم الطيران، تسعى نحو الصدارة والتميز باستخدام التقنيات الحديثة لمواكبة التقدم واستحداث الدورات وتطوير جميع المناهج والحصول على الإعتمادات لتحقيق أعلى عائد من التدريب لمواكبة التحديات فى مجال الطيران، إيمانا منها بأن التدريب هو الركيزة الأساسية للتقدم فى جميع المجالات، فضمت مؤخر 2 طائرة بارون متعددة المحركات و2 طائرة بونانزا لأسطول الأكاديمية ليصبح الأسطول بالكامل Glass Cockpit لضمان مستوى فنى عالى لتسهيل الطيران على الطرازات الحديثة فيما بعد، واستطاعت تلبي متطلبات السوق العالمى، وأصبح يحصل الطالب على تدريب فى مجال صيانة الطائرات طبقًا لتشريعات ( ايكاو/ إيازا) فى مجالى الهيكل والمحرك والإتصالات، وذلك لأول مرة فى الشرق الأوسط.

على هامش جولة ميدانية لـ"صدى البلد" داخل كليات الأكاديمية، للتعرف على النشاطات التي تقدمها، أكد إلياس صادق رئيس الأكاديمية المصرية لعلوم الطيران، السعي لزيادة عدد الطلاب الوافدين إلى الأكاديمية ليصلوا إلى نسبة 85%، مؤكدا أن السمعة الطيبة تسبقها فضلا عن أن التجهيزات المتواجدة بها أكبر من أن تقتصر على السوق المحلي فقط، مُشيرا إلى الأكاديمية تمتلك 22 طائرة للتدريب، يتراوح سعر الواحدة منها ما بين 1.2 مليون دولار و800 ألف دولار.

قال إن اقبال الطلاب والدارسين من الدول الأفريقية والعربية مؤخرا، دليل على نجاح الأكاديمية، حيث تعدى نسبة عدد الطلاب الأجانب يتجاوز الـ50%، مؤكدا كفاءة فرق التدريب التي تحظى بأعلى مستوى من الكفاءة، وأضاف أن المدرب أهم عنصر في العملية التدريبية وهو من يستطيع الخروج بمنتج أفضل.

وأوضح إلياس صادق، إن مدربي الأكاديمية هم أساتذه من القوات الجوية، ومدنيين من خريجي الأكاديمية حاصلين على رخصة تدريب، يقومون بتقديم أفضل أساليب التدريب وأحدثها إلى الطلاب، مما يمكنهم من الطير منفردا بعد متوسط 9 ساعات فقط بسبب خبرة المدربين والطيارين القدامى، وهو ما يختلف أمريكا حيث أن هناك الطالب يطير بعد 18 ساعة، وأكد أنه يتم عمل اختبارات جادة للطيارين الحداثى وتكون نسبة الاختيار 4% لكل مائة طيار، قائلا:"لدينا سياسات واضحة من الانضباط في معلومات الطيران".

وحول كيفية استقطاب الدارسين في ظل سوق تنافسي، أوضح أن المنتج الجيد للأكاديمية والتنافسية في الأسعار، فضلا عن الأجواء المناسبة للطيران بمصر، تؤهلنا لأسبقية الإقبال، مُشيرا إلى أنه تم تخفيض تكلفة الدراسة بالأكاديمية من 60 ألف دولار إلى 49 ألف دولار، وهي أقل الأسعار الموجودة حول العالم.

وأعلن الطيار إلياس صادق، أنه تم عودة تدريس طب الطيران داخل الأكاديمية بعد توقف استمر لمدة 9 سنوات، مُشيرا إلى أنه قبل أيام قليلة بدأت دفعة جديدة للحصول على الدبلومة طب الطيران، التي تشمل 3 أنواع (أساسية ومتقدمة ودبلومة)، مُشيرا إلى أن الأكاديمية هي الجهة الوحيدة على مستوى الشرق الأوسط التي تمنح دبلومة طب الطيران، وتكون مدتها شهر واحدة بتكلفة تصل لـ5 آلاف دولار، أما الدبلومة الأساسية تكون بتكلفة 1500 دولار.

واعتبر رئيس الأكاديمية المصرية لعلوم الطيران، كلية المراقبة الجوية "مظلومة" حيث أنها تحتوي على إمكانيات وأجهزة الأحدث عالميا، لافتا أن مدة الدراسة بها تكون 18 شهرا بتكلفة تصل إلى 220 ألف جنيه، مُشيرا إلى أنها لم تأخذ نصيبها من الترويج محليا وعالميا.

وحول المشروعات الحالية والمستقبلية التي تنشدها الأكاديمية، كشف أنه يتم إجراء دراسة حالية حول إمكانية دمج الأكاديمية المصرية لعلوم الطيران مع أكاديمية مصر للطيران للتدريب، للخروج بأفضل كيان تدريبي موحد في الشرق الأوسط وأفريقيا، مُشيرا إلى أنه تم تشكيل لجنة فنية برئاسة كابتن سامح حنفي رئيس سلطة الطيران، لمعرفة الصفة القانونية والمالية لإمكانية الدمج، وذلك لتوفير الجانب التدريبي والتعليمي للطلاب، لافتا إلى أن اللجنة مقرر أن تنهي دراسة المشروع خلال أسابيع قليلة.

وأشار إلى أنه يتم الإعداد حاليا لتوقيع بروتوكول تعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى للتنسيق فيما بينهما خلال الفترة القادمة، وللتعاون فيما بينهما من أجل تأهيل الدارسين، موضحا أن الأكاديمية تؤهل الطلاب الراغبين في الالتحاق بالكلية لمواكبة المستوى التأهيلي والشروط المطلوبة للالتحاق بها. 

ونوه إلى أنه تم الاتفاق مع وزارة التعليم العالي، على إعادة نقل تبعية معهد هندسة الطيران بإمبابة ومعهد الحاسبات الآلي إلى الأكاديمية مرة أخرى، موضحا أن المعهدين كانا يتبعان حتى عام 2011، ثم انتقلت تبعيتهم إلى وزارة التعليم العالي، لظروف عدة حينها، مؤكدة أنه تم الاتفاق في هذا الشأن على عودتهم مرة أخرى إلى الأكاديمية.

وحول إمكانية احتياج الأكاديمية إلى مزيد من صفقات طائرات التدريب، أكد أن الطائرات التي تمتلكها الأكاديمية من أحدث طائرات التدريب وتجعلنا في اكتفاء لمدة تتجاوز الـ15 عاما دون احتياج لطائرات جديدة، مُشيرا إلى أن سلطة الطيران المدني تراقب جميع الطائرات في الاكاديمية وتضع متوسط عمري لها وفق معايير دولية، وأن الطائرة التي لا تصلح لا يمكن السماح لها بالطيران، فضلا عن الصيانة الدورية التي نجريها للطائرات داخل الأكاديمية. 


-