الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رسالة مفتوحة لوزير الداخلية


السيد وزير الداخلية.. تحية طيبة وبعد:

معالي السيد وزير الداخلية.. "التقدير والهيبة"، سمتان لطالما تغنينا بهما في بلادنا بالجنوب، وبمن يتصف بهما، فالجمع بينهما من شيّم "ولاد الأصول"، ولأنك أحد هؤلاء، دفعني ذلك إلى أن أمرر إليك رسالتي التي وصلتني من شخص يرغب في انهاء صراع دموي في قرية بائس أهلها "كبرًا وصلفًا" لهثًا خلف موروثات ثأرية طاحنة، علها توقف نزيف الدماء بين العائلتين المتناحرتين.

بقرية كوم هتيم، التابعة لمركز أبوتشت في قنا، تاريخ من الدماء النازفة، والمُطاردات النارية، التي لم تفلح معها جلسات الصلح، وعمليات الملاحقة الأمنية لضبط المتورطين في إشعال الفتن والثأر والخصومات.

لهذه القرية نسيج اجتماعي خاص، بخلاف القرى الأخرى، حيث يقطنها 3 عائلات كبرى، لا قرابة بينهم ولا نسب، تتناحر عائلتان منهما منذ سنوات، "عائلة الطوايل وتنتمي إلى الهوارة"، وعائلة "الغنامة"، والتي راح ضحيتها حتى الآن 16 قتيلًا.

في 2004 وقعت مشكلة بين العائلتين، قُتل فيها أحد أفراد عائلة الطوايل، وبعد وساطة المصلحين ارتضت العائلة بقبول "الكفن"، وعاد الهدوء نسبيًا إلى القرية، باستثناء مشاجرات أفراد من عائلة الغنام مع بعض العائلات الصغيرة الأخرى بالقرية، والمُثبت في محاضر مركز شرطة أبوتشت.

لسوء حظ أبناء العائلتين، وإكدار الزمان عليهم، نشبت مشاجرة بين اثنين من سائقي سيارات الأجرة في موقف سيارات القرية أُصيب إثرها أحد أفراد عائلة الطوايل، ولم تجد الأسرتان من يقرب وجهات النظر بينهما وتدخل الشيطان، لتبدأ سلسلة معارك، بقطع الطرق، والتكسير حتى تدخل كبار رجالات المركز وعمدة موجب الأميرية للإصلاح بينهما وهو ما تحقق.

في اليوم التالي لجلسة التصالح، اشتعلت نيران الفتنة مرة أخرى على يد بعض الشباب، وأثناء عودة عمال كسر القصاب اعترضهم بعض نفر من عائلة الغنامة وأطلقوا أعيرة نارية أصابت أشخاص، وهشمت سيارات.

توالت الأحداث، وتصاعدت وتيرة المشادات والمشاجرات والمشاكسات لتصل إلى حد مقتل 16 شخصًا من بين أفراد العائلتين، ومازال آخرين مطاردين وملاحقين في البلدان ينتظرون بادرة أمل، أو بارقة حلم في رأب الصدع، ولم الشمل، وإنهاء الخلافات التي يتمنى انهاؤها كل المسالمين والعقلاء من أصحاب البلدة والبلدان المجاورة وهو ما سيتحقق بتدخلكم الفوري وإعطاء الأوامر بإنهاء تلك الخلافات، والضرب بيد من حديد على مُثيري الفتن، وموقدي نيران الحرب.

انتهت رسالتي وبما حملكم الله من أمانة أنتم أهل لها، احفظوا أرواح من بقي واحقنوا دماء من رغب في الحياة، وأوقفوا تيتيم أطفل وترمل نساء وتشريد عوائل القرية البائس أهلها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط