الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هتروح فين يا صعلوك بين الملوك.. قصة بريء خلدت حكاية مثل شعبي

مذبحة القلعة
مذبحة القلعة

مثل شعبي شهير، متداول بين أفواه المصريين في جلساتهم ونوادرهم، يرمونه كسخرية وتهكم فيما بينهم البعض، فإذا حضر أحد العامة لحفل كبير، يهاجمه أصدقاؤه بجملة لاذعة "هتروح فين يا صعلوك بين الملوك".

مثل شعبي يحمل بين حروفه قصة موت أليمة لصاحبها، الذي حُرِّف اسمه فيما بعد ليصبح صعلوك، تعود أصوله إلى عهد المماليك، وطريقة الموت الغاشم الذي قتل بها صاحبنا ذلك في يوم من الأيام.



الشيخ إسماعيل زعلوك، ينحدر من أصول أكبر العائلات في دسوق، ويعمل موظف حسابات لدى أحد المماليك، وعرف بكبير مشايخ المنطقة، ويروى عنه أنه القائد الأول والمسئول عن معركة شبراخيت أمام الحملة الفرنسية.



وفي اليوم المشئوم، الأول من مارس عام 1811، قاده حظه السيء، وقدره المحتوم إلى مرافقة رب عمله إلى الحفلة الكبيرة التي أقامها محمد علي باشا في القلعة، ودعا إليها المماليك في مصر في حيلته للتخلص منهم و الانفراد بحكم مصر وإبعادهم عن طريقه، ليحضرك زعلوك الحفلة وبعد الاستمتاع بفقراتها، انغلق الباب عليه كالبقية، و وسط الزحام، أطلق عليه الرصاص مثلهم، ومات الشيخ زعلوك غفلة وسط مئات المماليك.

انتهت المذبحة، وأقبل جنود محمد علي لإحصاء وتسجيل عدد الموتى، ليفاجئوا بالشيخ زعلوك وسط عداد القتلى، وأبلغ أهله بخبر موته، وتداول و القصة، ليقول أحدهم :" تروح فين يا زعلوك بين الملوك" ، لتتردد المقولة من شخص لاخر، ومع مرور للزمن، تحولت إلى "تروح فين يا صعلوك بين الملوك".



ومع الفوضى التي عمت البلاد بعد المذبحة، وأقبل جنود محمد علي في الاستيلاء على اموال وممتلكات المماليك، كانت ممتلكات الشيخ زعلوك من ضمن ما تم الاستيلاء عليه، إلا أن الورثة حاربو وأفتعلو المشاكل والفوضى لاستردادها، وحين علم محمد علي باشا الأمر، أمر بمنح ورثة الشيخ زعلوك تعويضا لفقيدهم الذي قتل خطأ في المذبحة، ومنحهم الاف المواشي والأفدنة تقديرا منه لهم.