الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سر قناع الموت في حادث الدرب الأحمر الإرهابي


لا أستطيع تحميل الشرطة أى تقصير فى واقعة الدرب الأحمر الأخيرة والتى أودت بأرواح ٣ من الشهداء الذين كانوا يقومون بواجبهم وأقصى ما لديهم فى تتبع تحركات العنصر الإرهابي الخطير منذ محاولته الفاشلة مساء الجمعة فى تفجير محيط مسجد الاستقامة وحتى هروبه إلى حى الجمالية للاختباء فى عقار بمنطقة الدرب الأحمر ..

الإرهابى الحسن عبد الله البالغ من العمر ٣٧ عاما اختار منطقة الدرب الأحمر تحديدا للاختباء فيها لعدة أسباب أهمها أنه سيكون بعيدا عن أعين الجهات الأمنية نظرا لكونها منطقة بسيطة وعشوائية وسكانها ليسوا على أفق ثقافى متسع بالشكل الذى يجعلهم يدققون في الوافدين و المستأجرين الجدد بالإضافة إلى تواجد بعض افراد عائلته في الحى يعملون فى تجارة النحاس والصابون وهو ما يضع علامات استفهام حول مدى علاقتهم به ومساعدتهم له فى تلك العملية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر وهو أمر متروك للجهات المعنية وسلطات التحقيق كما أنه والمفاجأة الكبرى تبين أن والده الطبيب عبد الله العراقى كان يعمل في نفس عيادته بنفس المنطقة منذ سنوات طويلة قبل هجرته للولايات المتحدة الأمريكية. 

بالفحص والتدقيق فى شخصية الانتحارى لا يمكننا إرجاع ما فعله أو تجنيده من قبل الجماعات الإرهابية إلى ظروف معيشية سيئة أو حياة أليمة كان يمر بها ولكن الأرجح انه سقط وعن اقتناع فى شباك التطرف وتمكنت الجماعات من تدريبه وإعداده إعدادا جيدا للقيام بعمليات إرهابية مدوية خلال الفترة المقبلة وهو ما تجلى فى عدة نقاط هامة منها تحركاته السريعه وتنقله من مكان لأخر وتمكنه من الهروب من الشرطة فى المرة الأولى التى حاول فيها نسف منطقة مسجد الاستقامة عبر دراجة سباق متطورة وهى تعد نقلة نوعية فى استراتيجيات الجماعات الإرهابية بعد اكتشاف وسائلهم المختلفة سواء سيارات أو ميكروباصات أو غيرها لتنفيذ عمليات إجرامية شديدة الدموية من خلال حشوها بقنابل سريعة الاشتعال والانفجار تسبب خسائر مهولة.
 
حرص الإرهابى تلك المرة على ارتداء قناع واختار قناعا طبيا للحماية من الأتربة و الجراثيم و المتوفر فى كافة الصيدليات بعد معرفته بتتبع الأمن الوطنى لتحركاته وبذلك يستطيع التحرك دون إثارة الشك فى النفوس بسهولة.
 
فى لحظات الحرب تصمت كافة الألسنة لا حقوق إنسان ولا سلام ولا مهادنة مع الإرهاب.. ويفرض القدر وحده أبطالا حقيقيين يتسابقون إلى الخطر لحماية تراب الوطن من كل خائن و قاتل يسعى للعبث بمقدراته.. فلايزال المشهد متجسدا أمامى لرجال الشرطة الذين هاجموا الإرهابي بكل شجاعة وبسالة ،تلك الشجاعة التى لا يشعر بعمقها سوى من يملك قلبا وضميرا حيا ويعلم معنى كلمة وطن. 

الإرهابى الحسن فجر نفسه بحزام ناسف كان يرتديه بمجرد سقوطه فى يد قوات الشرطة، لنبدأ من هنا بمواجهة أنفسنا أولا بأننا أمام نهج جديد يختلف عن السابق.. نهج لا يتطلب تغليظ التشريعات أو تغليظ العقوبات.. فماذا يفيد ترهيب من باع نفسه وجسده وعقله للشيطان؟؟ نحتاج إلى إعادة بحث الأفكار المسمومة و مصادرها وكيفية وصولها إلى هؤلاء الشباب لنتمكن من محاربتها وتفنيدها و فضحها تدريجيا ومن هنا يأتى دور الأزهر الشريف وأساتذة الجامعات و أصحاب الفكر و الإعلام لكى نتمكن من تحقيق نصر تلو الأخر تجاه المتربصين بنا ويسعون لإسقاط الدولة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط