الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فيلم المومياء.. حكاية فيلم تجاهله الجمهور فحصد الجوائز وأصبح أهم أفلام السينما العربية

صدى البلد


يوم 15 من مارس عام 1930 وُلد أحد أعظم مخرجي القرن العشرين المصريين شادي عبد السلام، الذي ولد في مدينة المنيا  وتخرج  من كلية  فيكتوريا بالإسكندرية عام 1948، وبدأ عبد السلام حياته الفنية مصمماً للديكور وعمل مساعداً للمهندس الفني رمسيس واصف عام 1957، ثم عمل مساعداً للإخراج في عدة أفلام كان أغلبها لمخرجين أجانب، بعدها كانت انطلاقته.

 

المومياء

حيث أخرج واحد من أهم أفلام السينما المصرية وهو فيلم المومياء عام 1974 وهو يعالج قضية الهوية والحفاظ على التراث الحضاري لمصر فقد كان شادي يرى أن الحضارة المصرية القديمة هي عبارة عن تجربة إنسانية وفكرية عميقة تستحق أن تدرس وتستلهم لتكون مصدر لنهضة وتقدم مصر.




جوائز الفيلم

وقد نال فيلم المومياء العديد من الجوائز في المهرجانات العالمية منها جائزة سادول وجائزة النقاد في مهرجان قرطاج 1970 م وغيرهما، ومن أجل فيلم المومياء استحق شادي عبد السلام أن يكون واحداً من أبرز مخرجي العالم، فقد اختير ضمن أهم 100 مخرج على مستوى العالم خلال تاريخ السينما في العالم من رابطة النقاد الدولية في فيينا، كما احتل المومياء المرتبة الأولي في استطلاع الأفلام الأجنبية الذي أجري في فرنسا عام 1994.

 

ونشرت مجلة الكواكب عام 1970 حواراً صحفياً لـ شادي عبد السلام يحكي فيه قصة فيلمه المومياء حيث قال: كنت قد قرأت قصة اكتشاف المومياوات في الدير البحري لأول مرة عام 1956، وهي التي أصبحت موضوع أول أفلامي، ومنذ عام 1963 وأنا في بولندا أثناء العمل في فيلم "فرعون" جعلني الحنين إلى مصر أفكر في هذا الموضوع في ليلة شتاء باردة جدا وكان التفكير هادئا وبعمق شديد.

 

وتابع: قلت لنفسي أين هذا المناخ من مصر ومن هنا بدأت رحلة المومياء في عقلي، وفى عام 1965 ظهر الشكل الأول، قصيدة شعر من 40 سطرا تقريبا كتبتها على لسان الغريب، أنها ليست قصيدة بمعنى الكلمة لكنها نظم أقرب منها إلى الشعر، وبعدها بدأت أكتب السيناريو.




"دفنوه مرة ثانية"

في البداية كان فيلما واقعيا تقليديا أطلقت عليه "دفنوا مرة ثانية"، ثم "ونيس"، ولكننى لم أكن متعجلا، وكنت أبحث للوصول إلى الشكل الملائم تمامًا للتعبير عن نفسي.

 

وفى مارس 1968 بدأت التصوير مع عبد العزيز فهمي الذي اعتبره يدي اليمنى، وأصدقائي وتلاميذي سمير عوف مساعدي الثاني وصلاح مرعي مهندس الديكور، وأنسي أبو سيف مهندس الديكور أيضا، وكلهم من خيرة الشباب في السينما المصرية

                                                                              

المومياء ليس أكثر من 24 ساعة تمثل لحظة وعي أو ضمير لم ينضج بعد عام 1881، أي قبل عام من الزحف الاستعماري الإنجليزي على مصر، "إنى أحاول في الواقع أن أعبر عن قضية عامة جدا لكنها تأخذ القالب المصري، البيئة والحياة والتاريخ الذي أعرفه وأحس به أكثر من غيره".يتابع شادي عبد السلام في حواره.

 

وفى عام 1969 وبعد انتهاء تصوير الفيلم تردد المسئولون في عرضه على الجمهور المصري بحجة أنه يعتبر فيلما ليس جماهيريا ولن يحقق إيرادًا، بينما فى عام 1974 قرر يوسف السباعي وزير الثقافة، عرض الفيلم داخل مصر باعتباره عملاً فنياً متكاملاً يصل بالفيلم المصري إلى المستوى العالمي، وذلك بعد أن شاهد عرضًا للفيلم بطوكيو أثناء زيارته لليابان.