الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جدعنة المصريين في الغربة.. 4 آلاف مصري في حملة تبرع بـ2 مليون جنيه «عشان زياد يخرج من السجن»

على يمين الصورة محمود
على يمين الصورة محمود محمد أحد المصريين العاملين بالخارج

بصوت متهدج، خالطه البكاء، استغاثت أم الشاب المصري "زياد محمد" بالمصريين العاملين في الخارج، لنجدة ابنها القابع خلف أسوار السجن بالسعودية، بسبب خلافات مالية مع مديره في العمل، أوقعته تحت طائلة القانون، لم تجد السيدة الثمانينية طريقًا سوى مشاركة معاناتها عبر مقطع فيديو، تم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي و"جروبات" المصريين العاملين في الخارج :" 6 سنين وابني في السجن في السعودية مش عارفه اطلّعه، ياريت تساعدوني، أنا تعبانة وبين أربعة حيطان، ومليش حد، وعاوزه اشوف ابني، أبوه مات من غير ما يشوفه". 


من الفيوم خرج زياد قبل 6 سنوات إلى المملكة العربية السعودية، قاصدًا العمل سائقًا لإحدى الشركات، لم ينل زياد حظًا من التعليم، فكان أميًا لا يجيد القراءة ولا الكتابة، استغله صاحب العمل في التوقيع على مستندات بدعوى أنها خاصة بالإقامة ولوازم السفر " زياد بصم على المستندات بحسن نية، وبعد شهور حصل خلاف بينه وبين مديره في العمل، وتبادل زياد معاه الضرب والشتم، المدير راح قاله مش هخرجك من السعودية تاني"، قدم مدير زياد المستندات إلى الجهات القضائية " مديره نفذ فيه الورقة المالية بقيمة 500 ألف ريال، حوالي أكثر من 2 مليون جنيه مصري"، كما يروي محمود محمد أحد المصريين العاملين في السعودية.

لم تكن حالة زياد المادية تسمح له بسداد هذا المبلغ، ولا عائلته المعدمة، أصبح الشاب المصري قيد الحبس 6 سنوات حتى يسدد نصف مليون ريال لمديره في العمل، وهو ما يعرف في المملكة باسم الحق الخاص " زياد مكنش قادر يدفع الفلوس، عشان يخرج لازم تسدد الحق الخاص، وده اللي خلاه المدة دي كلها في السجن، وكان ممكن يفضل في السجن مدى الحياة"، يقول محمود.

وصل فيديو استغاثة أم زياد إلى محمود محمد، عرض الشاب المشكلة على أصدقائه المصريين العاملين في المملكة " اجتمعت مع 14 صديق مصري شوفنا الإجراءات القانونية اللي نقدر من خلالها ننقذه من الوضع اللي هو فيه، وننقذ أسرته"، حصل الشاب على أرقام الدعم القانونية بالتعاون مع محكمة التنفيذ في المدينة المنورة، وهي الأرقام المختصة بتحويل المبالغ المالية عليها عبر البنوك أو تطبيقات التحويل على الهواتف المحمولة " أخدنا رقم الحساب، واشتغلنا على كل جروبات المصريين في السعودية والخليج"، بدأ محمود ورفاقه في توصيل قضية زياد إلى أكبر عدد من المصريين في الخارج "بدأنا نوعي الأمور للناس، ووصلنا لشريحة كبيرة في السعودية والإمارات، وقولنا للناس ده راجل مصري زينا وحالته على قده، وفي خلال 6 أيام قدرنا نحول المبلغ كامل على حساب المحكمة ".

إجمالي من شارك من المصريين في حملة إنقاذ زياد محمد نحو 4200 مصري في السعودية والإمارات عبر ماكينات الصرافة " كل واحد دفع حوالي 100 أو 120 ريال على حساب المحكمة، والحمد لله تم سداد المبلغ بالكامل ومن المنتظر خروج زياد من السجن خلال 40 يوم"، سارع محمود إلى إبلاغ الخبر إلى أم زياد والتي تلقته بالحمد والسجود والزغاريد.


ليست هذه هي المرة الأولى التي يساهم فيها محمود محمد في إنقاذ مصير مصري بالخارج " إحنا ابتدينا الأول بحملة اسمها إعفاء جمركي، بهدف إعفاء المصريين بالخارج من الجمارك، لكنها توقفت، وبقينا دلوقتي بنشوف أي مصري في الخارج عنده أزمه ونحاول نحلها ونقف معاه، وننشر قضيته على صفحتنا إعفاء جمركي، وعلى كل جروبات المصريين".

محمود الشهير بمحمود "شَكَل"، والذي يعمل مدير بإحدى شركات التغذية، يتمتع بعلاقات قوية في الخليج، فهو مندوب مدني في السفارة المصرية بالسعودية، كما يقول "زياد مش أول واحد نقف معاه، فيه قبل كده الست سعدية المعتمرة المصرية اللي لقوا معاها مخدرات، وطلعت متلفقة لها، القضية دي عملت ضجة، وإحنا وقفنا معاها وطلعناها من السجن بالسعودية".

نموذج آخر يتذكره محمود لمواطن مصري اسمه ضياء، صدم سعوديًا بسيارته فحكمت عليه المحكمة بدية قدرها300 ألف ريال سعودي " وصلنا فيديو مناشدة من ابنته تطلب التدخل للإفراج عن والدها، جمعنا المبلغ من المصريين بالخارج وكانت ملحمة في شهر فبراير، ومن المنتظر خروجه قريبًا"، يريد محمود بهذه الأعمال دحض فكرة " المصريين بياكلوا بعضهم في الغربة، إحنا كلنا هنا بنقف مع بعض".