الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سوهاج تزخر بالاكتشافات الأثرية .. وزير الآثار يعلن الكشف عن مقبرة أثرية لشخص يدعي توت تضم 50 مومياء.. ويزيح الستار عن تمثال رمسيس الثاني بعد تجميعه.. ويفتتح تطوير منطقة ابيدوس..صور

سوهاج تزخر بالاكتشافات
سوهاج تزخر بالاكتشافات الأثرية

تمثال رمسيس الثاني كان محطما إلى ٧٠ قطعة داخل متحف مكشوف
يبلغ ارتفاع التمثال ١٢ مترا ووزن ٤٥ طنا و أعمال ترميمه استمرت ٦ اشهر
مقبرة "توتو" بها نقوش غاية في الجمال وتضم رفات زوجته و٥٠ مومياء لأشخاص وحيوانات
٣٧ سفيرا وممثلا لعدد من الدول الأجنبية يشهدون الإكتشافات الأثرية

شهدت محافظة سوهاج اليوم عدة اكتشافات أثرية هامة، أعلنت عنها وزارة الآثار ،حيث تم الكشف عن مقبرة ملونة لشخص يدعي "توتو" من العصر البطلمي وزوجته، بها ٥٠ م مياه لأشخاص وحيوانات وطيور، كما تم إزاحة الستار عن تمثال رمسيس الثاني بعد تجميعه وتنصيبه في متحف المكشوف بمدينة أخميم، كما تم افتتاح مشروع توسعة وتطوير منطقة أبيدوس الأثرية بمدينة البلينا.

وافتتح الدكتور خالد العناني وزير الآثار اليوم الجمعة ، مشروع تطوير منطقة آثار أبيدوس ومشروع خفض منسوب المياه الجوفية بحمام الاوزيريون بمعبد ستي الاول بالمنطقة، و الذي تم تنفيذه والانتهاء منه في فبراير 2019 بالتعاون مع الشركة الوطنية للمقاولات العامة والتوريدات بعد عامين من بدء المشروع.

حضر الافتتاح محافظ سوهاج الدكتور أحمد الأنصاري والدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الاعلي للاثار و مجموعة من السفراء والمستشارين الثقافيين لعدد ٣٧ دولة أجنبية و عربية وإفريقية من بينهم انجلترا، وايطاليا، وفرنسا، وبلغاريا واليونان وروسيا والكاميرون وكوريا الجنوبية والأرجنتين وشيلي ومالطا والفلبين والتشيك، و ليتوانيا و غيرهم بالاضافة الي ممثل مكتب اليونسكو بالقاهرة، ومجموعة من مديري المعاهد الأجنبية بمصر، وعدد من أعضاء من مجلس النواب.

يعتبر هذا المشروع هو الثالث من نوعه حيث استطاعت وزارة الآثار على مدار عشرات السنوات من الانتهاء من أعمال 3 مشاريع ضخمة لتخفيض منسوب المياه الجوفية بثلاث مواقع أثرية، وافتتاحهم في 30 يوم، وذلك في إطار جهود الوزارة في التغلب على خطر المياه الجوفية الذي يهدد العديد من المواقع الأثرية بمصر.

المشاريع الثلاثة تم الإعلان عن اثنين منهما حيث تم افتتاح منطقة آثار كوم الشقافة بالأسكندرية في 3 مارس 2019، كما تم افتتاح أعمال مشروع معبد كوم امبو بأسوان في 25 مارس بعد الانتهاء من مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية بهما، وذلك بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، والهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي.

كما تم افتتاح المشروع الثالث في منطقة الاوزيريون بمعبد ستي الاول ضمن مشروع تطوير منطقة أبيدوس الاثرية بسوهاج.

يقع الكشف الأثري الجديد في منطقة الديابات بمدينة أخميم بمحافظة سوهاج وهو عبارة عن مقبرة مزدوجة من العصر البطلمي لشخص يدعي "توتو" و زوجته "تا شريت إيزيس" التي كانت تشغل منصب عازفة الصلاصل (الشخشيخة) الخاصة بالآلهة حتحور، هذا بالإضافة الي بقايا آدمية ومجموعة من دفنات لطيور وحيوانات

تم العثور علي مكان هذه المقبرة و مدخلها أثناء عملية القبض علي أحد العصابات أثناء محاولتها الحفر خلسة في المنطقة الواقعة خارج التل الأثري بمنطقة الديابات.

فور انتهاء شرطة السياحة والآثار من التحقيقات تسلمت وزارة الاثار الموقع و بدأت أعمال التنقيب الأثري و العلمي عن طريق بعثة اثرية مصرية برئاسة د. مصطفي وزيري الأمين العام بالمجلس الأعلي للآثار، أسفرت أعمال الحفائر العثور علي باقي أجزاء المقبرة بداخلها بقايا آدمية و مجموعة من دفنات الطيور و الحيوانات.

المقبرة في حالة جيدة من الحفظ و تتميز بجمال نقوشها وألوانها الزاهية حيث صور على جانبي مدخلها مشهدان يصوران الاله انوبيس يستقبل توتو مرة، و تا شريت إيزيس مرة اخري، بالاضافة الي منظر المحاكمة امام الاله اوزوريس و خلفه الابنتين إيزيس و نفتيس..

كما تحمل النقوش ايضًا أسماء لبعض أفراد عائلة صاحبي المقبرة، ومنها أسماء كل من والدها ووالدتها، ووالد ووالدة زوجها.

تتكون المقبرة من غرفتين زين مدخل الغرفة الثانية بالكورنيش المصري عليه قرص الشمس المجنح، اما العتب فزين بقرص شمس آخر مكتوب على جانبية لقب حورس سيد السماء.

اثناء أعمال الحفر الأثري عثرت البعثة على تابوتين من الحجر الجيري بداخلهما دفنات آدمية، بالاضافة إلى مجموعة من دفنات الطيور والحيوانات المحنطة مما يشير إلى أن المقبرة قد أعيد استخدامها في عصور لاحقة كجبانة للحيوانات والطيور.

ومن أهم دفنات الحيوانات التي عثر عليها هي النسر والصقر وأبو منجل و من الحيوانات الكلاب والقطط والقوارض (الفئران).

تفقد وزير الأثار ومرافقيه أعمال تطوير منطقة ابيدوس، وأوضح العميد هشام سمير مساعد وزير الاثار للشؤون الهندسية ان تنفيذ مشروع تطوير منطقة ابيدوس الأثرية ومشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية بها بدأ عام 2008 ولكنه توقف في عام 2011 بسبب ضعف التمويل حتى استأنف العمل مرة أخرى في أكتوبر 2016.

يهدف المشروع الي تحقيق الرؤية الحضارية لمنطقة أبيدوس الأثرية وفتح المجال البصري والعمراني بها، والكشف عن المزيد من المعالم الأثرية بعمبدي رمسيس الأول والرابع وغيرها من المعابد الموجودة بمنطقة أبيدوس، و تطوير الساحة الأمامية لمدخل المجموعة الاثرية عند معبدي سيتي الأول وجعلها نقطة بداية لرحلة الزائر خلال تواجدة بمنطقة أبيدوس.

اشار الي ان تكلفة أعمال تطوير منطقة أبيدوس الاثرية بلغت 42 مليون جنيه بتمويل ذاتي من وزارة الأثار، وقد تضمنت الأعمال، عمل مسارات لتنظيم موقع الزيارة وعمل خطة ترميم شاملة لكافة المعالم الأثرية، وإنشاء مبنى لخدمة الزوار مكون من قاعة عرض مرئي وغرفة شباك التذاكر وغرف ادارية وكافيتيريا ودورات مياه، وساحات مخصصة كمواقف للسيارات ، بالاضافة إلى تحديد وتأمين المنطقة الاثريةً وعمل أسوار لحمايتها ومنع أي تعديات عليها.

أما عن مشروع خفض منسوب المياه الجوفية بحمام الأوزوريون بمعبد سيتي الأول بأبيدوس والذي يعد واحد من أهم مكونات أعمال تطوير المنطقة، قال المهندس وعد الله أبو العلا رئيس قطاع المشروعات، أن حمام الأوزوريون هو مبني ذو طبيعة مائية في نشأته حيث أنشئ علي عيون مائية جوفية قديمة ويقع خلف معبد سيتي الاول علي مستوي منخفض يبلغ 18 مترا ، مؤكدا علي ان زيادة وتدفق المياة الجوفية فيه يرجع إلى عدد من الأسباب العلمية ومنها وجود قناة فرعية قديمة لتوصيل المياه مر النيل الي الاوزوريون ماره اسفل معبد سيتي الاول، بالاضافة الي زيادة مناسيب مياه نهر النيل وخاصة بعد إنشاء السد العالي عام 1964.

كما كانت المنطقة تعاني من التعديات السكنية والزراعية، ووجود منازل قرية العرابة المدفونة التي ترجع الي اكثر من 100 عام واراضي زراعية قديمة ومستحدثه تسببت في زياده تدفق مياه الصرف الصحي والزراعي وهو الامر الذي زاد من ارتفاع مناسيب المياه في الاوزوريون.

وأوضح المهندس أيو العلا أن مكونات المشروع لنزح المياه الجوفية الموجود بحمام الأوزوريون شمل بناء 6 آبار إنتاجية يصل عمقها إلى 60م، مزودين بمحطتين رفع ومحطة تهدئة وخزان بوستر بالإضافة إلى غرفين محابس و مبنى التحكم الذي يحتوي علي اجهزة التحكم والوحات والأجهزة الكهربائية. يعمل هذا النظام بالكمبيوتر التي تقوم بتشغيل ومراقبة النظام ومتابعة الأداء تلقائيا.

وازاح وزير الأثار الستار عن تمثال الملك رمسيس الثاني بالمعبد المكشوف للملك بمدينة أخميم، ليعود الي مكانه الطبيعي بجوار ابنته الملكة ميريت أمون.

قال العناني، أن التمثال بدأ العمل في تجميعه وترميمه منذ ٦ أشهر لافتا إلي أن التمثال كان محطما الي ٧٠ قطعة، وتم العمل فيه بأيدي مصريه مشيرا أن التمثال يبلغ ارتفاعه ١٢ مترا بوزن ٤٥ طنا، مقدما الشكر الي أعضاء فريق الترميم الذين عملوا بكل جد وجهد لكي يظهر التمثال بشكله اللائق.