الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية لوحة .. العشاء الأخير تصور المسيح جالسا مع حوارييه قبل خيانته

العشاء الأخير
العشاء الأخير

رسم الفنان الإيطالي ليــونــاردو دافـنـشـي لوحة "العشـاء الأخيــر"، بناءً على طلب دوق ميلانو الذي كان يريد من الفنان رسم تلك الواقعة التاريخية المهمة.

وجاءت اللوحة تمثيلا صوريا بليغا للحدث الأكثر أهمية في تاريخ المسيحية، حيث تصور المسيح جالسا على المائدة مع حوارييه الـ12، في الليلة التي سبقت خيانة المسيح من قبل أحد اتباعه، حيث جمعهم على الطعام وأخبرهم بما سيحدث.

واللوحة تحكي عن تلك الثواني القليلة من القصة أي بعد أن ألقى المسيح على الحواريين مفاجأته الصاعقة بأن أحدهم سيخونه قبيل شروق الشمس.

واللوحة تكشف بوضوح عن ردود فعل الحواريين التي كانت مزيجا من الرعب والصدمة والغضب، بالإضافة إلى المسيح نفسه، فإن الشخصية المحورية في اللوحة هي شخصية يهوذا المتآمر "الخامس من اليسار"، وقد تعمّد دافنشي رسم وجهه في الظل، بينما بدا خلف يهوذا مباشرة بطرس بلحية بيضاء ووجه غاضب متحدّثا إلى يوحنا بن زبدي بينما يميل برأسه ليستمع إلى بطرس، فيما يظهر يوحنا بملامح أنثوية لصغر سنه، حيث كان من عادة الرسامين الايطاليين رسم الشباب كذلك كدلالة على الصبا والجمال، أما الشخص الوحيد في الغرفة الذي يبدو وجهه هادئا كان هو المسيح نفسه.

وتبلغ هذه اللوحة أكثر من خمسمائة عام، وقد عمل دافنشي عليها حوالي 18 سنة، ونذكر أن اللوحة نجت بمعجزة من قصف قوات الحلفاء لروما في العام 1943.

"ليوناردو دا فينشي"، كان موسوعيًا ينتمي إلى عصر النهضة حيث كان رسامًا، مهندسًا، عالم النبات، عالم خرائط، جيولوجيًا، موسيقيًا، نحاتًا، معماريًا وعالمًا إيطاليًا مشهورًا، ولأنه كان رجلًا عبقريًا ذا موهبة عالمية في عصر النهضة فقد جسد روح عصره كاملًا مما أدى ذلك إلى اكتشاف كبار نماذج التعبير في مختلف مجالات الفن والمعرفة.

ويعتبر أحد أعظم عباقرة البشرية، ربما عبقريته التي ميزته أكثر من أي شخصية أخرى، كانت بمثابة التجسد الإنساني المثالي لعصر النهضة، وكثيرًا ما وُصف ليوناردو باعتباره رمزٌ لرجل عصر النهضة، ورجل ذو "فضول جامح" وصاحب "خيال إبداعي محموم".