الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عاشت الإيد الشقيانة.. عمال «الحدادة» شغل في عز الحر والصيام

عمال الحدادة في منطقة
عمال الحدادة في منطقة سوق العصر بالسبتية

ما أن يقترب شهر رمضان من كل عام إلا ويستبشر معه الكثيرون أنهم على موعد مع شهر الراحة، والتي تصل بالكثيرين إلى حد الكسل، في حين يعتبره أصحاب الحرف والمهن الصعبة شهرا  للعمل مع الصوم لزيادة الأجر، وحفاظا على لقمة العيش.

حرفة الحدادة أحد أصعب الحرف اليدوية التي تعتمد على القوة البدنية والتي يعاني من يعملون بها أشد المعاناة خلال عملهم في أوقات الإفطار، فهل تصورت حالهم ومعاناتهم وهم صائمون خلال شهر رمضان.

داخل ورشته المتواضعة بسوق العصر بمنطقة السبتية بالقاهرة، والتي توجد بها أشهر ورش الحدادة، وقف الأسطى «ثروت هشام» صاحب الـ 60 عاما، يمارس عمله في مهنة لحام الحديد، والتي يتكسب منها قوت يومه، ولم يمنعه الصيام وارتفاع درجات حرارة الجو من مواصلة تلك المهنة التي يعمل بها منذ أكثر من 50 عاما.

«الحمد لله ربنا بيقوي كل واحد.. واتعودنا على شغلنا في الحدادة .. وربنا يرزقنا القوة علشان خاطر إحنا صايمين»، بتلك الكلمات بدأ الأسطى «ثروت» حديثه عن كيفية عمله وهو صائم، حتى أنه وصف تلك المهنة الشاقة مهنة الأنبياء حيث كان يعمل بها نبي الله داوود، حتى أنه يعتبره مثالا للصبر والجهد والعمل من أجل الرزق ولقمة العيش.

ارتفاع درجة حرارة الجو لم تمنع الأسطى «ثروت» عن عمله وهو صائم، لارتباطه بالعديد من الالتزامات المادية التي يجب عليه سدادها نهاية كل شهر حتى أنه علق قائلا: «مينفعش منشتغلش في شهر رمضان.. علشان الشغل ده رزق ولو مشتغلناش مش هنلاقي مصاريف ولادنا وكمان مش هنعرف نجيب لهم الأكل».

الظروف المعيشية التي لا تعترف بصيام أو مرض أو حرارة جو هى السبب الرئيسي الذي دفع صاحب الـ 60 عاما العمل في نهار رمضان وهو صائم، لتوفير مصاريف أبنائها في مراحلهم التعليمية المختلفة، ولتنفيذ الكميات المطلوبة من الورشة.

حال الأسطى «ثروت» لا يختلف كثيرا عن حال من يعملون معه، تعددت الوجوه والأسماء والمهنة واحدة «صنايعي لحام»، دفعتهم الظروف المعيشية إلى العمل في تلك المهنة الشاقة خلال نهار شهر رمضان.

تعددت الورش في منطقة سوق العصر، لكن توحد عمالها في العمل في نهار شهر رمضان، حتى أطلق عليهم أصحاب الإيد «الشقيانة»، كونهم يعملون في مهنة هى من أصعب المهن وأكثرها شقاءً خلال صيامهم في شهر رمضان.