الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكايات مصرية.. الساحات الصوفية بالأقصر قبلة الصائمين فى رمضان

الساحات الصوفية بالأقصر
الساحات الصوفية بالأقصر قبلة الصائمين فى رمضان

تعتبر الأقصر مدينة المائة باب التى طالما لفت أنظار العالم إليها بآثارها ومعابدها، فهى أيضا قبلة عشاق آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ومركز لتجمع أغلب الطرق الصوفية منها الخلوتية ويرأسها بالأقصر ساحة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب والطريقة الشاذلية والرفاعية والرضوانية والإبراهيمية وغيرها من الطرق.

يقول مدير مكتب دراسات الصعيد بالأقصر الكاتب عبد المنعم عبد العظيم ان الساحات الصوفية بالأقصر هى قبلة الصائمين فى شهر رمضان الكريم، فالروحانيات التي تزخم بها الساحات الصوفية قادرة على إزالة الأحزان، وغسل الروح، ووتقيم حلقات للذكر والمديح، ويقدم فيها يوميا وجبات لإفطار الصائمين للغرباء والمريدين.

وتتميز كل الساحات بالأقصر بطابع خاص، حيث تتميز كل ساحة عن نظيرتها بوجبة خاصة تميزها عن غيرها، ويعد طبق "العدس" أهم طبق شعبي يومي فيها، بالإضافة إلى الأرز واللحم، فيما يعد طبق المش مع الأرز واللحم في ساحة الشيخ الطيب من أهم الأطباق الذي لا يمكن التخلي عنه.

وعن ساحة الطيب، يقول "عبد العظيم" إن الساحة تنتمي إلى الطريقة الأحمدية الخلوتية وشيخها بالساحة الشيخ محمد الطيب الشقيق الأكبر لشيخ الأزهر الإمام "أحمد الطيب"، مشيرا إلى أن جد الإمام كان يدرس بالأزهر، والتقى بالشيخ أبو بكر الحداد، وكان عالما بالأزهر، وشيخا للطريقة الخلوتية، ولمس فيه الصلاح والتقوى، فأذن له أن ينقل هذه الطريقة معه إلى أهل الصعيد فأنشأ الساحة بمدينة القرنة مسقط رأسه ومن وقتها أصبحت قبلة الموردين والمداحين ويقام بها يوميا فى رمضان موائد رحمن بتواجد شيخ الأزهر الإمام الأكبر فى الليالى المتواجد فيها، حيث يشارك الصائمين إفطارهم بالساحة.

وأضاف أن هناك أيضا الساحة الرضوانية التى تقع فى قرية البغدادى التابعة لمركز البياضية جنوب الأقصر، وتعتبر من أشهر الساحات الصوفية بالأقصر والتى أسسها الشيخ أحمد رضوان لينشر من خلالها الوعى الإسلامي والدعوة المحمدية، مشيرا إلى أن الساحة كل عام تقيم في ليلة 27 رمضان مائدة إفطار هى الأكبر فى الأقصر، حيث تمتد لعدة كيلومترات وينتشر الطعام فى محيط الساحة والشوارع المجاورة لها لإفطار آلاف الصائمين الذين يحرصون على حضور ليلة القدر فى الساحة.

وأكد أن هناك أيضا بالأقصر ساحة الشيخ "أحمد المرتضى"، والتى يجتمع بها المئات من تلامذة الشيخ قبل غروب الشمس لتجهيز الإفطار آلاف الصائمين فى حفل الإفطار السنوى الذى تقيمه الساحة فى شهر رمضان من كل عام، ومع نهاية الإفطار وصلاة التراويح، تقيم الساحة مجلس علم، يحضره أبناء الساحة والزوار والضيوف الذين يتوافدون عليها من المحافظات المجاورة.

وأوضح مدير مكتب دراسات الصعيد أن علم التصوف اهتم بتحقيق مقام الإحسان وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك وهو منهج أو طريق يسلكه العبد للوصول إلى الله، وذلك عن طريق الاجتهاد في العبادات واجتناب المنهيات، وتربية النفس وتطهير القلب من الأخلاق السيئة، وتحليته بالأخلاق الحسنة.

وعن علم الصوفية، يوضح "عبد العظيم" أن أول من لقب بالصوفي "أبو هاشم الصوفي" المتوفى سنة 150 هجريا ثم أخذ من التابعين هذه الأذكار وسميت الطريقتين بالبكرية والعلوية، ثم نقلت الطريقتان حتى التقتا عند الإمام أبو القاسم الجنيد ثم تفرعنا إلى الخلوتية والنقشبندية، واستمر الحال حتى جاء الأقطاب الأربعة السيد أحمد الرفاعي والسيد عبد القادر الجيلاني والسيد أحمد البدوي والسيد إبراهيم الدسوقي وشيّدوا طرقهم الرئيسية الأربعة، وأضافوا إليها أورادهم وأدعيتهم، وتوجد اليوم طرق عديدة جدًا في أنحاء العالم ولكنها كلها مستمدة من هذه الطرق الأربعة، إضافة إلى أوراد السيد حسن الشاذلي صاحب الطريقة الشاذلية والتي تعتبر أوراده جزءًا من أوراد الطريقة موجودة اليوم.

وأضاف أنه هناك اختلافا بين الطرق التي يتبعها مشايخ الطرق في تربية طلابهم ومريديهم باختلاف مشاربهم وأذواقهم الروحية، واختلاف البيئة الاجتماعية التي يظهرون فيه فقد يسلك بعض المشايخ طريق الشدة في تربية المريدين، فيأخذونهم بالمجاهدات العنيفة ومنها كثرة الصيام والسهر وكثرة الخلوة والاعتزال عن الناس وكثرة الذكر والفكر، وقد يسلك بعض المشايخ طريقة اللين في تربية المريدين فيأمرونهم بممارسة شيء من الصيام وقيام مقدار من الليل وكثرة الذكر، ولكن لا يلزمونهم بالخلوة والابتعاد عن الناس إلا قليلا، ومن المشايخ من يتخذ طريقة وسطى بين الشدة واللين في تربية المريدين، وكل هذه الأساليب لا تخرج عن كتاب الله وسنة رسوله، كما يقولون، بل هي من باب الاجتهاد ولذلك يقولون: "لله طرائق بعدد أنفاس الخلائق".