قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

إبراهيم النجار يكتب: السويداء.. هل تبقي الجغرافيا السورية علي حالها؟!

إبراهيم النجار
إبراهيم النجار

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن بلاده لن تسمح بنشوء جنوب لبنان جديد عند حدودها مع سوريا. مشيرا، إلي التطورات الأخيرة في الجنوب السوري. خصوصا في السويداء. تشكل تهديدا مباشرا لأمن إسرائيل. السويداء، تشتعل. وإسرائيل تتدخل بذريعة حماية الدروز. أي مخططات فتنوية تفتيتية، ترسم لسوريا؟ مع تصاعد وتيرة الأحداث، هاجمت تل أبيب، أرتال الأمن العام والجيش السوري. في خطوة لا فتة لكون هذا القصف، يأتي في ظل تصاعد المؤشرات علي تقارب إسرائيلي- سوري. 

المشهد المشتعل في السويداء، في الخاصرة السورية، ليس توقيتا عشوائيا، ولا جغرافيا عابرة. هناك من يحرك خرائط النار. بدقة وبتنسيق أمريكي- إسرائيلي واضح. لمن يقرأ الصورة الأوسع لسوريا ولبنان وغزة أيضا. السويداء في الواجهة اليوم، وإسرائيل مرتكبة المجازر، تطرح نفسها بوقاحة حامية للدروز. خلف هذا القناع، مشروع فتنة وتفتيت وتشجيع علي اقتتال داخلي. يضرب قلب سوريا، ويفكك محيطها الحيوي. ليست صدفة، أن تنفجر السويداء اليوم، تماما كما اشتعل الساحل من قبل. فما الذي يرسم؟ وأي خرائط تعدها واشنطن لبلاد الشام، تحت الطاولة، بتنسيق مع تل أبيب؟

ومن سوريا إلي لبنان المجاور، الكلام الأمريكي، بات يخلو من الدبلوماسية. والمطلوب نزع سلاح المقاومة. أو زوال لبنان. وبين التهديدات السياسية الأمريكية، والغارات الإسرائيلية، يبدو العدوان، وكأنه يخاض بأكثر من وجه. الفكرة باتت واضحة، هي إعادة تشكيل المنطقة وتركيبها علي مقاس الأمن الإسرائيلي، والمصالح الأمريكية. لكن رسم الخرائط شيء وتنفيذها علي الأرض شيء أخر. ففي لبنان وفي سوريا أيضا، كما في غزة. مقاومة متجذرة لم تقل بعد كلمتها الأخيرة. وبين القصف الإسرائيلي المباشر، والتصعيد المتواصل من جانب قوات دمشق، داخل المدينة. تفتح جبهة الجنوب السوري، علي احتمالات جديدة. هل هي بداية لخرائط نفوذ ترسم من الخارج، أم أن ما يجري مقدمة لانفجار أكبر، قد يمتد إلي أبعد من السويداء؟…