حكاية قصر عربي حائر بين يزيد بن عبد الملك والوليد الثانى.. صور

قال الدكتور محمد عبد اللطيف، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق، إن قصة بناء قصر المشتي في الأردن تشير إشارة واضحة إلى اتحاد المسلمين فى عصر بنائه.
وأضاف عبد اللطيف لــ"صدى البلد": "زخارف هذا القصر كثيرة ومتعددة الأشكال، ولقد أجمع علماء الآثار على أن الصناع لم يكونوا من جنس واحد، ولكنهم حسب تصنيف هذه الزخارف يعودون إلى بلاد الشام والعراق ومصر، بل ويضيف بعض العلماء بأن بعضهم كان من المسيحيين الذين اعتنقوا الإسلام".
وعن نسبة بناء هذا القصر، أوضح أنها لها أكثر من قصة، الأولى تنسب البناء إلى الخليفة الأموى يزيد بن عبد الملك (يزيد الثانى بين عامى 101 : 105 هـ/ 719 : 723م)، ويقال إنه لم يكمل بناء القصر وتركه قبل إتمامه بسبب وفاة يزيد حزينا على صديقته، أما القصة الثانية فتنسب بناء قصر المشتى إلى الخليفة الأموى الوليد بن يزيد (الوليد الثانى) بين عام 125 : 126 هـ/ 743 : 744م، ويقال إن الوليد شرع فى بناء مدينة لنفسه فى الصحراء وجمع لها الصناع من جميع البلاد ومات الكثير منهم بسبب الإرهاق وقلة الماء، إلا أن قتل الوليد بن يزيد على يد إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك، واستولى على الخلافة فقام بتسريح العمال قبل أن يتم البناء.
وتابع: "ليس لدينا الدليل الكافى الذى يجعلنا نرجح نسبة قصر المشتى إلى أى الخليفين الأمويين دون الآخر، وقصر المشتى قصر صحراوى غير تام البناء وفى حالة مهدمة، وأهم ما يميزه زخارفه الجميلة التى نقل أهمها المحفور فى الحجر الجيرى فى الواجهة الجنوبية للقصر إلى متحف القيصر فردريك ببرلين بألمانيا كهدية من السلطان عبد الحميد إلى القيصر غليوم الثانى، وذلك عام 1903م وقد أصبحت هذه الواجهة فيما بعد نواة للقسم الإسلامي بهذا المتحف، وقصر المشتى مستطيل التخطيط وحائطه تكتنفه أبراج نصف دائرية أما مدخله الرئيسى فيوجد بوسط واجهة القصر الجنوبية، ويقع هذا القصر على بعد عشرين ميلا جنوب شرق العاصمة الأردنية عمّان وقام باكتشافه العالم الأثرى لايارد عام 1840م".