الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. مجدى بدران يكتب: الزنك يحافظ على كفاءة الجهاز المناعى

صدى البلد

تم نشر 72 بحثا عن الزنك والمناعة فى سنة 2019 حتى كتابة المقال . يلعب الزنك أدوارا هامة فى الجسم ، فهو يدخل فى تكوين 300 إنزيم ،وتحتاجه أغلب خلايا الجسم خاصة خلايا المناعة . يشارك الزنك فى العديد من التفاعلات الكيماوية داخل الجسم ، حتى فى تكوين الشفرة الوراثية ، و تكاثر الخلايا، و يساعد على التئام الجروح . ينشط الزنك حاسة الشم والتذوق والبصر ، و يساهم فى بناء العظام و الأسنان ، و يفيد الإدراك ، و فى الحفاظ على البشرة و الشعر و الأظافر . الزنك هام جدا فى علاج أمراض الطفولة، حيث يخفض العلاج بالزنك معدلات الإصابة بالالتهاب الرئوى 41% و الإسهال 25% .

ينشأ نقص الزنك بسبب إتباع النمط الغذائى النباتى ، و سوء التغذية أو سوء الإمتصاص ، و فى الأطفال المبتسرين . يؤدى تناول الخمور إلى فقدان الزنك فى البول ، و انخفاض إمتصاص الزنك من الأمعاء ، إضافة إلى فقدان الشهية التى تؤدى إلى عدم تناول الأغذية الغنية بالزنك . لقد لوحظ أن أطفال الدول الفقيرة يعانون من نقص الزنك بسبب نقص البروتينات الحيوانية الأصل ، و التى تعد من أهم مصادر الزنك،و فى نفس الوقت زيادة البروتينات النباتية الأصل ، و التى تحتوى أيضا على أملاح حمض الفيتيك التى تقلل من إمتصاص الزنك ، مع فقدان الزنك خلال حالات الإسهال .

يؤدى نقص الزنك إلى وفاة 800 ألف سنويا فى العالم . يسبب نقص الزنك نقص المناعة ، بل قد يهاجم جهاز المناعة نفسه ،بدلًا من حمايته ، و انخفاض مناعة الأطفال بنسبة كبيرة .حيث يؤثر بصورة سلبية على التمثيل الغذائى لفيتامين أ ، فهو يقلل من إمتصاصه ، و إنتقاله إلى الدم ،و إستفادة الأنسجة من فيتامين أ . لقد تبين ذلك بوضوح فى ثلاث مراحل عمرية هى خلال الحمل ، و فى أول شهر بعد الولادة ، و فى مرحلة الفطام. يسبب النقص أيضا انخفاض الخصوبة، و تأخر البلوغ ، و العقم ، و التأخر العقلى، و بطء الإدراك .

يعوق نقص الزنك كفاح الجهاز المناعى ضد الطفيليات، كما تقلل الطفيليات من مستوى الزنك فى الجسم ، وتسرقه أيضا . يقلل الزنك من عدد أيام غياب الأطفال عن المدارس ، و يخفض من استخدام المضادات الحيوية، خاصة مع الذين يعانون من نزلات البرد .

يسبب نقص الزنك أيضا مشاكل بالجلد فى صورة طفح جلدى مميز حول الفم و الشرج و منطقه الحفاضة ، و يتم تشخيصه خطأ كحساسية للطعام،لا يستجيب للأدوية التقليدية، إضافة لسقوط الشعر وفقدان حيويته ، وغياب بريق الجلد وانتشار الحساسية به،و ظهور علامات بيضاء على الأظافر مع التهابات الأظافر، و تشقق راحة اليد ، و تلون الجلد باللون الداكن المائل للسمرة ، و بطء التئام الجروح ، و التمهيد للإصابة بالأمراض بشكل عام ، و فقدان الشهية، و نقص وزن الجنين و الطفل ، و قصر القامة .

يتعاظم تأثير نقص الزنك على المناعة فى المسنين ، فتقل المقاومة للميكروبات، و تزداد حالات الإصابة بالالتهاب الرئوي و مدتها، مع زيادة استخدام و مدة العلاج بالمضادات الحيوية ، و أيضًا تزداد معدلات الوفيات الإجمالية لدى كبار السن بسبب نقص الزنك .

يجب على الحامل والمرضع الاهتمام بالزنك ،لأن زنك لبن الأم يصبح غير كاف بعد الشهر السادس من العمر ، و أحيانا يسحب الرضيع رصيد الزنك من الأم ، فتعانى الأم نفسها من نقص الزنك . التدخين خاصة خلال الحمل يؤدي إلى نقص الزنك فى الأم و الجنين .تحتاج البويضة المذكرة إلى زنك أكثر من الأنثى ، و نقص الزنك يساهم فى إجهاض الحمل بالذكور . وفي المراحل المتتالية من العمر يسبب نقص الزنك ضمور الغدد التناسلية، و تأخر النضج الجنسي، حيث تفشل الخصيتان في تصنيع الهرمون الذكري التيستوستيرون ، مما يدل على حاجة الذكور للزنك أكثر من الإناث .

الاحتياج اليومى للزنك : 3 ملليجرام للرضع بدءا من الشهر السابع ، و يزداد حتى يصل إلى 8 ملليجرام عند عمر 9 سنوات، و 10ملليجرام عند البلوغ ، و 13 ملليجرام للحامل ، و 14 ملليجرام للمرضعات ، و يجب زيادة الكمية 50% مع النباتيين .

تشمل مصادر الزنك المأكولات البحرية ، و اللحوم الحمراء ، و الطيور المنزلية ، و الحبوب ، و المكسرات ، و البقول كالفاصوليا و الفول و العدس و البسلة ، و الخبز الأسمر الغني بالردة ، و الكبدة ، و اللبن ، و البيض . يفضل أن تكون هذه الأغذية طازجة لأن الأطعمة المجمدة تفقد الزنك الموجود بها.