الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.نسمة إمام‎ تكتب: في منزلك سفاح صغير!!

صدى البلد

القارئ في السير الذاتية للمجرمين حول العالم، والقتلة المتسلسلين تحديدًا، سيجد أن الأمر في كل مرة قد بدأ من مرحلة الطفولة، أخطر مرحلة على وجه الإطلاق في حياة الإنسان عمومًا.

من المذهل أن تكتشف أن الاضطرابات بين الآباء والأمهات، لها تأثير ملحوظ للغاية على نفسية الطفل، وستجد أن الطفل نتيجة سوء المعاملة وعدم الاهتمام به، يبدأ في الشعور بالاضطهاد والدونية مقارنة بالأطفال في مثل عمره، كذلك فمعاملته بطرق سيئة من قِبل أحد الوالدين أو كليهما أو شخص آخر حتى لو غريب ، والتعرض للكثير من المحتويات السلبية العنيفة بوسائل الإعلام، كشفت الدراسات والبحوث العلمية أن لها نفس تلك التأثيرات السلبية، وأن كل هذه الدوائر العنيفة، ما هي سوى مفتاح تحوّل لشخصيته فيما بعد.

المريب في الأمر، هو تفريغ الطفل لتلك الشحنات السلبية في الحيوانات أو أطفال قد يكونون أضعف منه أو أقل منه عمرًا، ومدى عدوانية الطفل مع من حوله بوجه عام؛ سواء أكان إنسانًا أم حيوانًا، دون أن ينتبه أيًا من الآباء أو الأمهات لما يحدث! ويفسرونه بأن الطفل يحب اللعب وأنه مفرط بالحركة بعض الشيء!!

حسنًا، فلنلقِ نظرة على السطور القادمة، لنتعرف على مدى خطورة تعرض الطفل للعدوان أو العنف سواء من بيئته الاجتماعية التي يعيش بها، أو حتى عبر وسائل الإعلام.

بالعودة إلى السير الذاتية لبعض السفاحين والقتلة المتسلسلين، يمكنك قراءة بعض مشاهد عن كيفية قيامهم بتعذيب الحيوانات وسلخها حيّة، في مرحلة الطفولة كبداية، ثم تحوّل الأمر في مرحلة المراهقة والشباب إلى ما هو أكثر بشاعة والأذى المباشر للإنسان، ليصير هذا الشخص العدواني في طفولته مجرمًا فيما بعد .. 

على سبيل المثال؛ القاتلة والسفاحة الشهيرة ماري بيل Mary Bell، التي بدأت جرائمها في مرحلة عمرية مبكرة للغاية، نتيجة تعرضها لاضطرابات وأزمات متعددة في طفولتها ، فماري كانت تعاني من مشكلة التبول اللاإرادي في طفولتها، وبدلًا من مساعدتها على حل المشكلة، لجأت والدتها وكانت لا تعي كيفية التعامل مع الأطفال، نظرًا لسلوكها المنحرف من جهة، ومعاناتها من اضطرابات عقلية من جهة أخرى، فكانت تضع الفراش الذي بللته ماري أمام أصدقائها خارج المنزل، وتجعلهم يسخرون منها!

بدأت ماري في رحلة تعذيب للآخرين ، قتلت طفلًا عمره 4 سنوات، وألقت بأخرى من فوق أحد أسطح المنازل أثناء اللعب عن عمد، وهي في العاشرة من عمرها، كل جرائمها بدأت في مرحلة الطفولة، ثم تطورت بمرحلة المراهقة ، لتنال حكمًا باثني عشر عامًا، تنقلت خلالها بين الإصلاحية والسجن.

قاتل متسلسل آخر وسفاح أمريكي، يُدعى إدموند كيمبر Edmund Kemper ، مارس العديد من الأمور العدوانية في طفولته والتي كان لابد من الالتفات لها، بدأت ملامح النزعة العدوانية في الظهور على إدموند في عمر العاشرة ، حيث قام بدفن قطة العائلة وهي حية في حديقة المنزل ، ثم استخرج جثتها وقطع رأسها وعلقها على أحد أعمدة الإنارة ، وبسؤال والدته عما حدث ، أخبرها أنه ليس الفاعل ، واختلق لها قصة وهمية .

كما كان إدموند يفرغ غضبه دائمًا بدمى شقيقتيه ، فيقطع رؤوسها كاملة ، ثم قام بقطع رأس قطتهم، اعتقادًا منه أن القطة تحب شقيقتيه وتكرهه! هنا بدأت الأم تنتبه إلى تلك النزعة العنيفة في إدموند، ولكنها لم تبادر لعلاج الأمر، فصار إدموند بداية من مرحلة المراهقة قاتلًا متسلسلًا، يحصد الرؤوس.

أليس عليك الآن أن تنتبه إلى كيفية معاملة أطفالك مع الحيوانات الأليفة أو الدُمى، وإعادة حساباتك في هذا الشأن مرة أخرى؟؟

بالنهاية يمكن القول ، إن لفت الانتباه إلى عدوانية الأطفال مع الحيوانات الأليفة، ليست مجرد أمر عاطفي فقط، بل ناقوس خطر يجب أن يُدق، لمراقبة هذا الطفل والتعرّف على حجم ما يشاهد من محتويات عنيفة عبر وسائل الإعلام، أو ما يتعرض له من عنف داخل منزله، فانتبهوا لأطفالكم.