الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سيد مندور يكتب: حكاية الشيخ زايد وإمام الدعاة

سيد مندور
سيد مندور

جذبتنى صورة كنت أجلس أمامها وذلك فى ساحة إمام الدعاة فضيلة الإمام محمد متولى الشعراوى، وذلك فى الاحتفال بذكرى وفاة الإمام التي نحتفل بها سنويا. كان يجلس بجوارى الدكتور عصام محمد زوج إبنة الشيخ الشعراوى الصغرى وبجواره المستشار صبرى عمارة وهو من مريدي وعشاق الشيخ الشعراوي، كان يلازمه حتى فى سفرياته خارج البلاد.

والصورة التى أقصدها هى صورة كبيرة وضعت في برواز كبير للشيخ الشعراوى والشيخ زايد رئيس دولة الإمارات الراحل، فنظر إلىّ المستشار صبرى، وقال لى: "هذه صورة الشيخ عندما كان فى الإمارات بدعوة من الشيخ زايد لمنح فضيلة إمام الدعاة وسامَ (زايد) من الدرجة الأولى، وذلك في قصره العامر في أبوظبي". قلت: نعم، فقال لي: كانت هناك قصة سأحكيها لك، أنت تعلم أن الشيخ الشعراوي كان مريضا، فطلب منا الشيخ زايد ألا نخبر الشيخ بقدومه لمجلسنا حتى لايقف ويسير إليه لظروفه المرضية، وأنه هو الذى سيذهب إليه ويجلس بجواره.

وهنا تدخل فى الحديث الدكتور عصام محمد صهر الشيخ، وقال: أنا كنت جالس بجوار الإمام وقتها، وحينما دخل الشيخ زايد وقام من في المجلس عرف الإمام بحضور الشيخ زايد فقام ومشى إليه ليصافحه، فأسرع الشيخ زايد وأمسك بيد الإمام وأجلسه بجواره، ودار بينهما حديث ودي، وبعد أن منح الشيخ زايد الوسام للشيخ الشعراوى ألقى الإمام قصيدة فى حق الشيخ زايد، فقد كان الإمام يحب الشعر ويكتبه فقال هذه الأبيات :
يا زايدَ الخير مِمّا حلَّ مصدرهُ
يجري على يدكم يُسْرًا وإيثارا
فإنّ خيرك للدنيا بأجمعها
لكلّ ذي حاجةٍ تُجريه مِدرارا
يا زايدَ الخير أعلاكم تواضعكم
لِذا رُفِعتَ بفضل الله مِقدارا

وهنا يواصل المستشار صبرى الثناء على الشيخ زايد ومدى حبه وتقديره للإمام الشعراوي ولمصر خاصة. وروى لى موقف اخر، حينما اجتمع الشيخ زايد بالعلماء من دولة الإمارات وقال لهم: لماذا لا تبتسمون للناس أثناء إلقاء مواعظكم؟ فقالوا: إذا ضحكنا وابتسمنا ضاعت الهيبة ولم يسمعنا الناس. فقال لهم الشيخ زايد: كيف؟ الشيخ الشعراوى يقول نكت ويضحك الناس وبرغم ذلك يسمعونه.

رحم الله الإمام الذي جمع حوله قلوب الناس والمريدين وجعل قلوبهم متعلقة بكتاب الله عز وجل.