الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شيشة مان مصر زمان.. الشبكشي الراعي الرسمي لمزاج وكِيـف المصريين | نوستالجيا

صدى البلد

نفّس عن المصريين إحباطهم ومشاعرهم الدفينة، كان الراعي الرسمي لمزاج وكيف الكثيرين، فكان ملاذهم وقت الضيق، ومقصدهم وقت الفرح والسرور، تباهى به الأعيان والبشوات فاصطحبوه معهم في جلساتهم وأمسياتهم مع الأمراء، وكان الذراع اليمنى للتجار الذين حرصوا على تواجده على أبواب محلاتهم ليؤانسهم خلال أوقات عملهم، وعرف "الشبكشي" طريقه للدخول إلى مزاج المصريين منذ مئات السنين.

ومن شيشة مان القهاوي والكافيهات اليوم، عرفه المصريون منذ مئات السنوات باسم "الشبكشي" المسئول الأول عن مزاج المصريين، وكانت الشيشة تلازمه واختلفت قليلا عن اليوم، حيث كانت عبارة عن عود خشبي طويل، يبدأ بمبسم من الكهرمان، وينتهي بمكان وضع الحجر، وكان شكله أشبه بالبايب ولكن بعود أطول.


وعرفت مصر زمان مهنة "الشبكشي"، وهو الشخص المسئول عن إعداد "الشبك" أو الشيشة للزبائن، وظهر في مصر في القرن التاسع عشر.

وتعد "الشبكشي" كلمة ذات أصل تركي، دخلت مصر مع العثمانيين، ومشتقة من كلمة "شبك" بضم الشين، ومع إضافة الـ "جي" للكمة نسبة لصاحب المهنة، أصبحت الشبكجي، ثم حرفها المصريون بلغتهم العامية لتصبح الشبكشي.

وتفنن الشبكشي في صناعة أدواته، وكانت أداة لتباهي الأعيان والبشوات، فكلما كان العود مصنوعا من أجود الأخشاب، دلّ على الطبقة الاجتماعية لصاحبه، وأحيانا كان يتم ترصيعه بالفضة أو المجوهرات، أو تغليفها بقماش وحرير، أما للعامة والبسطاء فكانت بشكلها الخشبي البدائي دون أي تغيير أو تفنن في تزيينها.

واستعان الشبكشي بصبي له سمي "المسلكاتي"، وكان مسئولا عن تنظيف الشبك أو الشيشة، وتسليك العود الخشبي، وكان ذلك الصبي يخجل من الإفصاح عن مهنته، ويعمل خلسة يتوارى عن الأنظار خوفا من فضح وظيفته أمام أهل منطقته.