نورهان البطريق تكتب: كوني كبيرة لا جميلة

أن أري نفسي في عينيه" كبيرة " ،فأنا لا أبحث عن تلك النظرة التي تنم على الجمال، لأنه مع الوقت سيزول ،ولا عن النظرات المفعمة بالحب فى اللقاءات الأولى ،لأنه مع مرور الأيام سيعتاد على تلك المقابلات حتى تصبح جزءًا من روتينه اليومي. ...لكني أنبش عن تلك النظرة الشغوفة التي تحمل بين ثناياها الانبهار الذي لا ينطفيء ،أن أظل محط إعجابه في كل ما أقوم به - حتى وإن كان بسيطًا - و يصل أحيانا إلي حد السذاجة ، أن يجد في بساطتي أمرًا مميزًا، وفي كلماتي التلقائية و أفعالي الفوضوية أمرًا ملفتًا ، أن أشعر باختلافي معه وحتى و إن لم تكن صفاتي و تصرفاتي تدعو إلى ذلك ،أن يبعث لي ما يجعلني منفردة بحنايا قلبه .

لم يكن اختياري يومًا يعتمد على أمور شكلية من ملامح ومظهر ولا ناتجة عن إمكانيات مادية أو مكانة اجتماعية. إنما كان على ذلك الطبع اللين ،طيب اللسان ،الذي لا ينفر وقت الخلاف، ولا يهجر وقت الخصام، من يملك عينًا ترى كل ما يفعله شريكه محل تقدير ، وقلب يتسع له كلما ضاقت به الحياة ، أحيانًا يلوم ، وأحيانا أخرى يكثر من العتاب ،ولكنه أبدا لم يفكر يومًا بالغياب .

أن ألمح بين عينيه طيف من الاحترام يرمي إلى أني أهم ما اقتناه لقلبه، و أفضل ما تحصل عليه لنفسه ،و أن يبذل ما بوسعه حتي يبعث في نفسي شعور بالطمأنينة من أجل الحفاظ علىّ، كلها أمور كفيلة أن تجعلني في نظره"كبيرة".