وسط هدوء الليل وصمت المكان في المنزل، وبينما يغط الجميع في نومه، علا صوت طرق الباب فجأة، هرول مصطفى إلى مصدر الصوت، متسائلا عن ذلك الضيف الثقيل الذي يطرق الباب في ذلك الوقت، ولكن لا يوجد ضيف، ولا وجود لشخص أمام الباب، تتعالى أصوات الطرق فجأة، ليفيق مصطفى من نعاسه ويتتبع الصوت، ليتقفى إثره، ليجد طفله الشقي مستيقظا، شعر بالوحدة ولم يجد من يؤنس ليلته فأًصدر ضجيجا، بمنقاره الصغير طرق على الجدار جواره، ليوقظ صديقه "مصطفى" من النوم للعب معه، وبمجرد رؤيته صاح الصغير قائلا: "السلام عليكم".

تربية الببغاء تشبه تربية طفل صغير، كانت تلك قاعدة مصطفى طاطا، مربي ومدرب البغبغانات، الذي أكد أن الببغاء بعكس ما يظن الكثيرون لا يتحدث بطلاقة طوال الوقت وأمام أي شخص، فهناك ظروف معينة تسمح للببغاء أن يتحدث، أولها أن يكون آمنا مطمئنا في مكانه، لا يشعر بخوف من المحيطين به، ولا يوجد الكثيرون حوله حتى لا يخاف، إضافة إلى أن يكون اعتاد المكان المتواجد به.

وعلى مدار سنوات، أحب مصطفى الببغاوات، وأصبح امتلاكها هواية له، ولكن صعوبة العثور عليها أرهقته، حتى عثر على من يلبي له جميع تطلعاته لامتلاك الببغاوات، الحاج مجاهد صلاح صاحب أكبر مزرعة استيراد وتصدير بغبغانات في مصر، العشرات من الطيور التي تخطف ناظريك بمجرد دخول المكان، أصواتها تشعرك أنك داخل غابة استوائية، ألوانها تشبع روحك من جمالها، ومن أحد الأماكن في منطقة المرج، يصدر الحاج مجاهد طيوره لدول حول العالم.

وتبدأ أسعار البغبغانات من 3 آلاف جنيه، وتصل إلى 50 ألف جنيه، وقد تزيد على ذلك، حسب فصيلته، ونسبة ذكائه التي تختلف من نوع لآخر، فكلما زاد ذكاؤه زادت قدرته في الكلام والتقاط الجمل والعبارات، ويحتاج إلى فترة تدريب حتى يبدأ في الكلام.