الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مش غلباوي ولا بنص لسان.. البغبغان مغرور يتكلم بشروط ويصل سعره لـ50 ألف جنيه.. فيديو

صدى البلد





وسط هدوء الليل وصمت المكان في المنزل، وبينما يغط الجميع في نومه، علا صوت طرق الباب فجأة، هرول مصطفى إلى مصدر الصوت، متسائلا عن ذلك الضيف الثقيل الذي يطرق الباب في ذلك الوقت، ولكن لا يوجد ضيف، ولا وجود لشخص أمام الباب، تتعالى أصوات الطرق فجأة، ليفيق مصطفى من نعاسه ويتتبع الصوت، ليتقفى إثره، ليجد طفله الشقي مستيقظا، شعر بالوحدة ولم يجد من يؤنس ليلته فأًصدر ضجيجا، بمنقاره الصغير طرق على الجدار جواره، ليوقظ صديقه "مصطفى" من النوم للعب معه، وبمجرد رؤيته صاح الصغير قائلا: "السلام عليكم".

العلاقة بين مصطفى طاطا وصغيره، الببغاء، كالعلاقة بين الأب وابنه، يلعبان سويا، اعتاد مطصفى صحبته حتى أصبح وكأنه يرافق طفلا صغيرا، يطعمه ويخرجه من قفصه، ومع جلوسهما معا، تعلم صغيره بعض الكلمات التي أخذ يكررها من تلقاء نفسه، وحفظ جملا أخذ يرددها باستمرار مثل عبارات التحية، كما انتمى للقلعة البيضاء، فنطق اسم الزمالك من ضمن الكلمات التي حفظها، لا يطمئن سوى لصاحبه، الأمر الذي جعل مصطفى يسير به الشارع حرا طليقا بدون قفص، مؤمنا بعدم ابتعاد صغيره وتحليقه بعيدا عنه.

تربية الببغاء تشبه تربية طفل صغير، كانت تلك قاعدة مصطفى طاطا، مربي ومدرب البغبغانات، الذي أكد أن الببغاء بعكس ما يظن الكثيرون لا يتحدث بطلاقة طوال الوقت وأمام أي شخص، فهناك ظروف معينة تسمح للببغاء أن يتحدث، أولها أن يكون آمنا مطمئنا في مكانه، لا يشعر بخوف من المحيطين به، ولا يوجد الكثيرون حوله حتى لا يخاف، إضافة إلى أن يكون اعتاد المكان المتواجد به.


"غلباوي بنص لسان"، فكرة راسخة لدى الكثيرين عن الببغاء بعد الأغنية التي غنتها وردة، ولكن الحقيقة أنه ليس غلباويا ولا بنص لسان، فيحتاج الببغاء إلى فترة لالتقاط بعض الكلمات، ومن بعدها تتحول الكلمات إلى جمل، وبعد فترة من التدريب من الممكن أن يكوِّن الببغاء عبارات يرد بها على صاحبه، وبعد ذلك يمكن أن يرد بالإجابة عن الأسئلة التي تطرح عليه.

وعلى مدار سنوات، أحب مصطفى الببغاوات، وأصبح امتلاكها هواية له، ولكن صعوبة العثور عليها أرهقته، حتى عثر على من يلبي له جميع تطلعاته لامتلاك الببغاوات، الحاج مجاهد صلاح صاحب أكبر مزرعة استيراد وتصدير بغبغانات في مصر، العشرات من الطيور التي تخطف ناظريك بمجرد دخول المكان، أصواتها تشعرك أنك داخل غابة استوائية، ألوانها تشبع روحك من جمالها، ومن أحد الأماكن في منطقة المرج، يصدر الحاج مجاهد طيوره لدول حول العالم.

بدأ الحاج مجاهد مشواره في عالم الطيور منذ صغره، بعدما أحب صحبتها، وتأمل سلوكها وجمالها، فامتلك الكثير من طيور الببغاء، حتى أصبح العدد أكبر من مقدرته، فشارك أحدهم في افتتاح شركته، ويوما بعد يوم، أصبح الرفيقان أكبر مورد في مصر للدول الأخرى، يستوردون تلك الببغاوات من دول أوروبا وأفريقيا، ذات الطبيعة الاستوائية، ومن ثم تباع في مصر أو يتم توريدها إلى الخارج.

وتبدأ أسعار البغبغانات من 3 آلاف جنيه، وتصل إلى 50 ألف جنيه، وقد تزيد على ذلك، حسب فصيلته، ونسبة ذكائه التي تختلف من نوع لآخر، فكلما زاد ذكاؤه زادت قدرته في الكلام والتقاط الجمل والعبارات، ويحتاج إلى فترة تدريب حتى يبدأ في الكلام.