الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجمل بـ 112 جنيها.. حكاية رحلة محمل الحج من مصر للأراضي المقدسة | نوستالجيا

صدى البلد

موكب ضخم يزفه المئات، تعلو أصوات النساء بالزغاريد والرجال بالتهليل والتصفيق، أجواء احتفالية ضخمة تشعرك وكأنك في زفاف واحد من أعيان البلاد، ولكن بدون عروسين، موكب يجوب شوارع المحروسة، هودج تحمله الجمال، وتسير خلفه الطبول والدفوف وتحاوطه الخيول التي زينت للاحتفال بخروج ذلك الموكب قبل رحلته إلى الأراضي المقدسة بالتزامن مع موسم الحج، حاملا معه كسوة الكعبة.


اعتادت مصر قديما على إرسال كسوة الكعبة التي كان يتم تصنيعها في أرض المحروسة منذ عهد عمر بن الخطاب حتى عصر جمال عبد الناصر، ويخرج الموكب سنويا بقافلة كبيرة تطوف القاهرة، ويرافقها الطبل والزمر، وتكون مصر في تلك الأوقات في عيد فتتزين المحلات، ويخرج الخديوي وأعيانه برفقة شيخ الأزهر ووفد من الأوقاف، ومع توديع الموكب تطلق 21 طلقة مدفع للاستقبال والتوديع.

وقامت الحكومة المصرية بتوفير 3 جمال للمحمل والكسوة، وتدفع أجرا عن كل واحد منها 50 جنيهًا مصريًا، وتستغرق حوالي ثلاثة أشهر ذهابا وعودة إلى أرض الحجاز.


ويتم شراء الجمل الواحد بقيمة 112 جنيها، بشروط معينة لتتحمل مشقة وعناء السفر، ويتم تخصيص اثنين من الموظفين لرعايتها.

كما تشمل تكلفة الجمال قيمة 342 جنيها تتضمن؛ تهذيبها 4 مرات في العام وتجديدها بقيمة 5 جنيهات، و17 جنيها ثمن برسيم لمدة 90 يوما تحت إشراف الطبيب البيطري مرتين كل أسبوع، والمحمل نفسه كان عبارة عن هودج فارغ يُقال إنه كان هودج شجرة الدر، وتوضع الكِسوة نفسها في صناديق مغلقة وتحملها الجمال. 

ومع عودة الموكب، يصطف الجنود المصريون في ميدان محمد علي من مشاة وفرسان ومدفعية، وكان في استقبالهم صاحب الدولة محمد باشا سعيد، رئيس الوزراء، والعلماء وكبار الموظفين والأعيان والتجار اجتمعوا لاستقبال أمير الحج بالمحمل، وأطلقت المدافع وحيت الجنود التحية العسكرية.

وبعد الحج، يعود المحمل بالكسوة القديمة للكعبة بعد إبدالها بالكسوة الجديدة، وتُقطع الكسوة القديمة إلى قِطع وتُوزع على النبلاء والأُمراء.