الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انفجار معهد الاورام.. كيف حول المصريون محنتهم إلى منحة لمساندة ضحايا الحادث

انفجار معهد الأورام
انفجار معهد الأورام

مساء الأحد الماضي، الرابع من أغسطس، ليلة بكى فيها المصريون، تأججت النيران فأشعلت معها قلوب الملايين الذين ذرفوا بدل الدموع دمًا؛ حسرة وحزنا على الكارثة التي أسقطت عشرات المصابين وأزهقت أرواح الأبرياء، انفجار أمام معهد الأورام تناثرت به الجثث على الأرصفة، هرب المرضى من أسرتهم خوفا من النيران التي أضاءت سواد الليل، يحاصرهم الموت من كل مكان ما بين المرض والانفجار، ففروا منه هاربين.


كابوس تلك الليلة بقدر بشاعته إلا أنه أظهر معدن المصريين الذين كانوا أبطال انفجار معهد الأورام، بداية من خلية النحل التي تحركت في الظلام لإسعاف وإنقاذ المصابين، ما بين أشلاء وجثث متفحمة، وبسالة المارة في حمل المرضى الفارين من حريق معهد الأورام، وحتى قوة مواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى جدار دعم ومساندة خلف ضحايا حريق معهد الأورام.


"بيتي مفتوح لاستضافة أي أسرة من ضحايا حريق معهد الأورام".. منشور كتبه عبد العظيم أحمد، أحد سكان منطقة المنيل، الذي حول منزله إلى دار ضيافة لاستقبال أهالي المرضى الذين فروا من نيران المعهد بأطفالهم دون مأوى، فقرر الشاب فتح أبواب منزله لهم، وبعد ساعات فقط من كتابته للمنشور، كانت زوجته تستقبل ثلاث أسر في المنزل، الذي امتلأ بالطعام لضيافة الأهالي.

عبد العظيم وزوجته، لم يكونا الوحيدين ممن قرروا فتح منزلهما للأهالي، فتحولت أغلبية منازل منطقة المنيل والأحياء المجاورة لمعهد الأورام إلى دار ضيافة لضحايا الحادث الأليم، وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي منصة إنقاذ عاجلة، وبخلاف كرم المصريين في استضافة المرضى، تحولت حسابات مستخدمي "فيس بوك" و"تويتر" إلى دعم جمع التبرعات الخيرية للمعهد، وتداول الملايين أرقام حسابات التبرع لمعهد الأورام، فيما تسابق الألوف إلى بنك الدم والمستشفيات التي نقل إليها ضحايا الحادث للتبرع بالدم لإنقاذ المصابين.


"بنتي تبرعت بـ 50 جنيه آخر مبلغ حوشته للمعهد وحلفتني أوصل الفلوس، حد يعرف أوصلها إزاي؟".. بمشاعر الطفولة البريئة والحب غير المشروط، قررت الطفلة ذات الخمسة أعوام التبرع بكل ما ادخرته من نقود، وأقبلت على والدتها بحصالتها للتبرع بها، فما كان من الأم سوى السؤال عبر إحدى الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي للاستعلام عن طريقة التبرع، فلم يكن الكبار فقط هم أهل الكرم والعطاء، بل بذرة المصريين التي زرعوها في أطفالهم وحصدوا ثمارها اليوم.

وفي ليلة واحدة، جمع المعهد ملايين الدولارات التي تسابق رجال الأعمال للتبرع بها لصالح معهد الأورام، سواء بأموال أو ترميم المعهد من آثار الانفجار، ولم يقتصر التبرع على داخل مصر فقط، حيث فاجأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، المصريين بتبرعه بمبلغ 50 مليون جنيه لصالح المعهد القومي للأورام.