ماكرون خلال لقائه بوتين: أؤمن بامتداد القارة الأوروبية

أكد الرئيس الروسي أن بلاده تجمعها علاقات اقتصادية وتجارية بفرنسا، لافتا إلى تطور تلك العلاقات على الرغم من التباطؤ الذي شابها على مدار الأشهر الستة الماضية.

ولفت بوتين إلى وجود توازن في التجارة بين البلدين، وأشار الى أن إجمالي حجم استثمارات الشركات الروسية في الاقتصاد الفرنسي بلغ 3 مليارات دولار، فيما يبلغ حجم الاستثمارات الفرنسية في روسيا 17 مليار دولار.

وأضاف الرئيس الروسي أن 500 شركة فرنسية تعمل بنشاط في السوق الروسي، مؤكدا على أنه يشرف دائما بمقابلة رجال الأعمال الفرنسيين.

وأكد على أن بلاده ليست هي التي انسحبت بشكل أحادي الجانب من معاهدة الصواريخ المبرمة مع الولايات المتحدة، مضيفا أنه لم يرى أي مبادرة من جانب الشركاء الأمريكيين بشأن تجديد معاهدة "ستارت 3" ، وأن المقترحات الروسية مطروحة بالفعل على الطاولة.

وأعرب الرئيس الروسي أيضا عن قلقه إزاء مشكلة تسليح الفضاء الخارجي، معربا عن أمله في تبادل الآراء مع الرئيس الفرنسي حول هذه القضية ومعرفة الموقف الفرنسي تجاهها.

وفيما يخص معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، حذر بوتين من أنه في حال أنتجت الولايات المتحدة مثل هذه الأنظمة، فإن روسيا ستعمل على إنتاجها أيضا، ولكن لن تقوم روسيا بنشرها قبل أن تنشر الولايات المتحدة أنظمتها.

وأشار إلى أنه يأمل في أن يناقش مع الرئيس الفرنسي القضايا الأمنية الدولية، وأن يتحدثا عن الصراعات الإقليمية، ومن بينها مناطق شرق وجنوب شرق أوكرانيا أو الدونباس، مضيفا أنه سيطلع الرئيس الفرنسي على آخر اتصالاته بالرئيس الأوكراني الجديد حيث إنه هناك بعض الأمور جديرة بالنقاش وتبشر ببادرة تفاؤل.

وأوضح أنه سيتحدث مع نظيره الفرنسي أيضا حول سوريا قبل توقيع الاتفاقيات في مدينة "سوتشي" الروسية بشأن نزع السلاح في إدلب.
وفيما يتعلق بليبيا، قال بوتين "يجب بذل كل ما في وسعنا لتحقيق المصالحة والسلام بين أطراف الصراع هناك"، لافتا إلى أنه من المهم معرفة موقف فرنسا في هذا الشأن حتى يمكن تنسيق موقفي البلدين.

وأعرب عن شكره لفرنسا على موقفها من عودة الوفد الروسي إلى المجلس الأوروبي، مؤكدا اقتناعه بأن هذا سيجعل من تطوير علاقات الثقة مع أوروبا ممكنا.

من جانبه ، وحول الوضع في سوريا ، قال ماكرون " لقد توصلنا إلى نتائج ملموسة، وهذا لا يعني أننا لا نختلف بشأن بعض النقاط، لكننا حققنا تقدما بشأن سوريا، لقد أعربت عن قلقي بشأن الوضع في إدلب، ولكني أعتقد أنه بإمكاننا التأثير على الوضع هناك بشكل أكبر بما فيه من الناحية الإنسانية".

وأضاف ماكرون "فيما يتعلق بأوكرانيا، لدينا بعد الاختلافات، لكننا من خلال النقاش سنتوصل إلى حل جيد"، مؤكدا على أن البلدين لم يحلا كافة الاختلافات بينهما حول مثل هذه الملفات، إلا أنه من الممكن الاتفاق حولها من خلال النقاش.

ولفت إلى أن على الرغم من الاختلافات بين فرنسا وروسيا حول عدد من الملفات، إلا أنه يعتقد وجوب محاولة خلق موقف مشترك وإعادة روسيا إلى أوروبا، مشيرا إلى في حال ترك الأمر يزداد سوءا فيما يتعلق بإعادة عضوية روسيا إلى مجلس أوروبا "فإن العواقب الواقعية ستكون لصالح غلق الباب بين الجانبين".

وتابع قائلا "اليوم بإمكان المواطنين الروس الذهاب إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ورفع الدعاوى القضائية والإيمان بالقيم الأوروبية، وأقول لكل من يقلل من قدر هذه النتائج ويصفها بأنها غير مهمة، إذا كنا قد تركنا الأمور تجرى في مسار بعيد، فإننا نشجع روسيا إلى الذهاب في عزلة أو بناء علاقة من نوع خاص مع الصين أو أي قوة دولية جديدة، وهذا لن يصب في صالحنا".