EN 
رغم أن شارع أمين سامي، يقف الآن بعيدا عن بؤر النشاط التجارى والفنى والسياسي بالقاهرة، فإن أرض شارع أمين سامي، شهدت شخصيات وأحداثا سياسية واجتماعية وعلمية في عهود وفترات متباينة، وتبدو مناسبة للتعرف على جانب من شكل ومضمون الحياة السياسية والاجتماعية والعلمية والثقافية في مصر ابتداء من بواكير العصر الحديث حتى اللحظة الراهنة.
ويبدأ شارع أمين سامي، من الحافة الجنوبية الشرقية لحي جاردن سيتي معقل الارستقراطية المصرية والأجنبية منذ عهد محمد، والمكان المفضل لقصور أمراء الأسرة المالكة، وينتهي بكوبري حديدي ضيق يفتح مباشرة على دنيا دراويش وفقراء حي السيدة زينب.
شارع أمين باشا شاهد على اغتيال عدد من الشباب العرب.
شهد جزء من أرض شارع أمين سامي، في نهاية القرن الثامن عشر إغتيال عددًا من صفوف الشباب العرب، عندما اختار قاده الحملة الفرنسية جزءا من أرضه، ونصبوا فوقه مشانقهم التي اغتالت عددا من صفوة الشباب العرب الذين هبوا لطرد الفرنسيين من مصر، وكان يعرف الشارع باسم المدرسة نسبة للمدرسة الناصرية القريبة منه وهي من أقدم مدارس مصر.
سبب تسمية الشارع باسم أمين باشا
أطلق على الشارع اسم أمين باشا سامي نظرا لجهوده العلمية والبرلمانية وأيضا كما يذهب بعض المؤرخين لانه كان يسكن بالقرب منه، فأمين باشا سامي صاحب الشارع ولد في عام 1857 وتخرج في مدرسه المهندسين التي كانت تعرف باسم المهندسخانة عام 1884 وبمجرد تخرجه عين مدرسا للحساب والطبوغرافيا بمدرسة بني سويف وهناك اسس فرقة للمساحة كما عمل مساعدا للضبط بمرتب شهري قدره 400 قرش وهو مبلغ ضخم بمقاييس تلك الأيام.
أهم المباني في شارع أمين سامي
شارع أمين سامي يبدأ من ناحية جاردن سيتي بعمارات العرائس وهي منشأة سكنية تضم مئات الشقق الصغيرة، وبنيت في الأصل لإنقاذ الشباب المتزوجين حديثا من ويلات البحث عن سكن في مدينة مثل القاهرة غير أنهم حرموا منها فجأة وذهبت لمكاتب العديد من المؤسسات الخدمية والثقافية والعلمية والحزبية ومنها الهيئة العامة لقصور الثقافة والشهر العقاري والعديد من مكاتب واستراحات الجامعات الإقليمية وكذلك مقر حزب الأمة الذي لا يحظى بأى تأثير أو تقدير بين العاملين في هذه العمارات لدرجه انهم يسخرون من رئيسه صاحب حزب الأمة أحمد الصباحي حينما يرونه على أبواب المصاعد وخصوصا من المشروع الذي أعلنه لمقاومة البطالة وهو مشروع صالون الحلاقة المتنقل فقد قال أحد العاملين إنه ظهر على شاشة التلفزيون المصري و راح يقلب في محتويات حقيبة حلاقة لكي يعرف الشباب المصري الطريقة الناجعة والمبتكرة لمقاومة البطالة.
بعد تقاطع شارع الشيخ علي يوسف الصحفي الشهير وصاحب صحيفه المؤيد تهب على شارع أمين باشا سامى روائح حديقة دار العلوم و على الناصية الاخرى تقع قطعة الارض المملوكة للمعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية ومن المصادفات الغريبة التي تدل علي ان الشوارع هي الكفيلة بإصلاح ما افسده الزمن وأفاعيل البشر أن الارض التي يمتلكها الآن هذا المعهد كانت جزءا من الساحة المتسعة التي شنق عليها الفرنسيون سليمان الحلبي وزملائه بعد قتل القائد الفرنسي كليبر.
جامع نبيهة هانم أضخم منشأت شارع أمين سامي
يعتبر جامع نبيهة هانم يعد من أبرز وأضخم منشآت شارع أمين ساميـ، وهو يحتوى على مجمع إسلامى كامل يشتمل على عيادة طبية و مدرسة لتحفيظ القرآن و مجموعة تقوية لطلبة الثانوية العامة وبه يبدأ النشاط العلمي والتربوي في الشارع فإلى وقت قريب كانت تجاوره كلية دار العلوم وتواجهه الآن مدرسة طه حسين الابتدائية وبعدها تطل واجهة مدرسة أمين سامي الاعدادية للبنات.
أساطير شارع أمين سامي
يزدحم شارع أمين سامي بالتلاميذ، يذكر ذلك بازدحامها الكبير في القرن التاسع عشر ففي شهر يناير 1873 بدأت منها مراسم زفاف أنجال الخديو إسماعيل وهو محمد توفيق بن اسماعيل الذي تزوج أمينة بنت الهامي بن عباس حلمي الاول، وحسين كامل الذي تولى سلطنة مصر وتزوج من عين الحياة بنت أحمد بن ابراهيم باشا، وحسن باشا الذي تزوج خديجة بنت محمد الصغير بن محمد علي الكبير، واخيرا فاطمة بنت اسماعيل التي تزوجت الأمير طوسون بن سعيد باشا بن محمد علي الكبير.
وتعد وقائع زفاف انجال اسماعيل من أرض الشارع بمثابة الأساطير ومازالت سيرتها تردد بين أهالي المنطقة حتى هذه اللحظة واليها ترجع تسمية المنطقة بالمنيرة فقد استمرت الأفراح متلألئة 40 يوما باعتبار 10 أيام لكل فرح وبذل فيها من البرزخ ما لا يوصف كما قال الجبرتي وغيره من المؤرخين.
وفي أول أيامها خرج جهاز أمينة هانم زوجة محمد توفيق من القصر العالي الذي كانت تسكنه الوالده باشا ام الخديو اسماعيل وسير به من خلال أرض الشارع الى قصر القبة بحراسة الجنود ووسط جوقة موسيقية وكانت محتوياته وهداياه موضوعة في سلاس مكشوفة فوق عربات مكسوة وفوقها مخدات من القطيفة المزركشة بالذهب والماس كما يغطيها شاش فاخر يمسك بأطرافه 4 من الجنود لكل عربة و يتبعهم كبار الضباط بملابسهم الرسمية والسيوف مشهرة بأيديهم حول الهدايا التي كانت عبارة عن مجوهرات من أفخر أنواع الماس البرلنتى والأحجار الكريمة والذهب الخالص وارقى انواع المنسوجات المطرزة باللؤلؤ والزمرد وبعضها مطرز باسم العروس الأميرة أمينة كما ان الاواني كانت من الفضة الخالصة وعلى نفس هذا المستوى من البذخ كان شوار باقي الاميرات من حيث الفخامة.
