الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مطالبا بزيارة القدس.. نائب مفتي فلسطين: لا نريد جيوشا تحارب ولكن تخدمنا المؤازرة

نائب مفتي القدس مع
نائب مفتي القدس مع صدى البلد

قال الشيخ إبراهيم خليل، نائب المفتى العام للقدس والديار الفلسطينية، وكيل دار الإفتاء، إن موضوع مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الـدولي الـ30 الذي يأتي بعنوان "فقه بناء الدول.. رؤية فقهية معاصرة"، مهم وحيوي في الفترة الراهنة؛ لاختلاف الآراء ووجهات النظر حوله.

وأضاف إبراهيم خليل لـ"صدى البلد" على هامش المؤتمر، أن الأبحاث والدراسات التي قدمها المؤتمر ستثمر كثيرًا وبنتائج ملموسة على أرض الواقع، في فهم موضوع بناء الدول، مشيرًا إلى أن الأفكار المتطرفة التي تتبناها بعض الجماعات حول مفهوم إقامة الدولة من أبرز المحاور التي ناقشها المؤتمر وجلساته.

وتابع أن هذا المؤتمر يجسد الحكمة والموعظة الحسنة في الدعوة إلى الإسلام التي أمرنا الله بها، وإظهار السماحة والوسطية في تعاليمه، مشيرًا إلى أننا لا نعادي أحدًا من الديانات الأخرى ما لم يخرجونا من أرضنا ويقاتلوننا أو يتظاهروا على إخراجنا كما قال الله تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين".

وأكد نائب المفتى العام للقدس أنه لابد لكل مسلم ومسلمة أن يكونوا على درجة من الوعي والثقافة وفهم الواقع حتى تعبر سلوكياتنا عن ديننا الحنيف، مشيرًا إلى أن أي أمر يفيد الإسلام والمسلمين يكون في صالح القضية، وأي ضعف أو تشرذم بين الدول والمجتمعات العربية يضر بها ويضعفها ولا يستفيد من ذلك سوى العدوى الصهيوني الغاصب.

وأشار خليل إلى أن مواقف الدول العربية والإسلامية متباينة حول زيارة القدس، غير أن الفلسطينيين لا يتركون محفلًا دوليًا ولا مناسبة إلا ويذكِرون أشقاءهم العرب بالزيارة بقصد شد الرحال إلى الأقصى ومساندة إخوانهم الفلسطينيين في قضيتهم من غير تطبيع للعلاقات أو رضا بوضع القدس المحتلة الحالي، لافتًا إلى صدور كتيب عن دار الإفتاء الفلسطينية يوضح أحكام هذه الزيارة وضوابطها حتى تكون زيارة شرعية سليمة.

وأضاف أن مجرد الحصول على التأشيرة من الكيان الصهيوني لدخول القدس ومساندة الفلسطينيين؛ لا يعني التطبيع، لافتًا إلى أنه مواطن فلسطيني ولا يدخل أو يخرج من دون الحصول على التأشيرة والموافقة الإسرائيلية، متسائلًا: "فهل أنا مطبع؟ بالطبع لا ولكنه أمر واقع وهم يتعاملون معه، ولا توجد أي بديل".

وتابع أن التطبيع من عدمه إنما يكون بكيفية الدخول وماذا سيفعل الذي سيدخل، مؤكدًا أن الفلسطينيين لا يريدون من إخوانهم العرب جيوشًا تحارب وإنما يريدون ممن يدخل أن يؤازر ويشارك اهل القدس ويصلي معهم وأن يكثر المسلمين الموجودين في المسجد الأقصى.

وأوضح أن المسلمين من سكان القرى الموجودة حول القدس يمنعون من دخول المسجد الأقصى، مشيرًا إلى أن المواطن العربي الذي يأتي لزيارة القدس يسمح له بالدخول والصلاة وكثيرًا ما أغاظت هذه الزيارات العدو الصهيوني، وخدمت القضية الفلسطينية سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.

وأكد أن صفقة القرن بالنسبة للفلسطينيين تعني إنهاء القضية الفلسطينية وسلب كل الحقوق لأنها تجاوزت حقوق اللاجئين وعودتهم وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم وحقوق الأرض والأسرى في طلاق سراحهم، فضلًا عن تجاوزها القدس وباقي المقدسات، مشيرًا إلى أن كل هذه الحقوق تجاوزها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقرار فردي لا يقبله حتى الشعب الأمريكي في التعامل مع قضايا مثل الفلسطينية.

وذكر أن الفلسطينيين ينظرون بخطورة بالغة لصفقة القرن ويأملون بوجود نشاط عربي وإسلامي لإخفاق هذه الصفقة، مشيرًا إلى أن المقدمات تقول إنها ستبوء بالفشل.

وأوضح أن العالم العربي والإسلامي يمكنه تقديم الدعم السياسي والدعم المالي لإخوانهم في فلسطين، وألا ينظر للقضية على أنها فقط بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ، بل يجب أن يراها الجميع على أنه صراع إسلامي عربي إسرائيلي، مشيرًا إلى أن لب الصراع هو القدس والأقصى اللذان يخصان كل مسلم في العالم حيث أسري بالنبي محمد-صلى الله عليه وسلم- من المسجد الحرام إلى الأقصى ومنه عرج به إلى السماء.

وأكد أن الأخوة والعدل واتباع الحق والعروبة يجعلون من غير الجائز لأي مسلم عربي مهما كان موقعه؛ السكوت عما تشاهد وتسمع عما يحدث في الأراضي الفلسطينية من ظلم وتهجير من الأراضي وتدنيس لقدسهم ومقدساتهم وطمس للهوية العربية والإسلامية كما حدث بمسجد الخليل إبراهيم.

واستطرد: "أنا أحب مصر والشعب المصري، والأمة العربية والإسلامية، ولا أجد في نفسي كراهية لهم، ولكني دومًا أصبو إلى أن تكون كل هذه الدول والأنظمة والأحزاب ضاغطة، ولا تنسى أن قضيتها الأولى والأهم هي القضية الفلسطينية للحصول على توافق دولي حول قضيتهم، وهو ما ننتظره من شعوب المنطقة".

وأشار إلى أن وجود انقسام وفرقة بين حركتي فتح وحماس لم يضر بالقضية وبمصلحة الفلسطينيين ولم يستفد منه إلا العدو الصهيوني، لافتًا إلى أنهم دائما يناشدون كل مسؤول عن القرار الفلسطيني من كلا الجانبين بأن يتقوا الله في قضيتهم وفي شعبهم، وترك التعلق بالشكليات والمناصب وأن يتحدوا جميعًا أمام عدو يستهدف الجميع وينتظر تقديمهم كلقمة سائغة لدبابات ومدفعيات الجيش الإسرائيلي.

يذكر أن وزارة الأوقاف افتتحت يوم الأحد الماضي، المؤتمر الـ30 الدولي تحت عنوان: بناء الدول..رؤية فقهية معاصرة، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبحضور علماء ومفتين ووزراء ورجال دين من 55 دولة على مستوى العالم.

وحول دعوة الشيخ إبراهيم خليل عوض الله، نائب مفتي فلسطين، المصريين والعرب للقدس والصلاة في المسجد الأقصى، خلال كلمته في الجلسة الثالثة بمؤتمر الأوقاف الدولي بالقاهرة، قال وزير الأوقاف، "نحن نقدر ما يعانيه الشعب الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال، ولكن لكل دولة ظروفها السياسية التي تحكمها، وقضية الزيارة لا نريد أن نفتح مجالا لها لأنها قضية خلافية ولا يوجد فيها رأي واضح وصريح، لذلك نحن لم ولن نفت بزيارة القدس، لأن ما يتصل بالشأن الخارجي اختصاص القيادة السياسية والرأي الديني يتبع الرأي الوطني في ذلك، لأن قياس المصالح والمفاسد تقدير السلطات المختصة بالشأن الخارجي".