الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى جلاء حملة فريزر عن مصر وانتصار أهالي رشيد .. لهذا السبب تحتفل البحيرة بعيدها القومي

احتفال محافظة البحيرة
احتفال محافظة البحيرة بالعيد القومي

تحتفل محافظة البحيرة بعيدها القومي، الذي يوافق التاسع عشر من شهر سبتمبر كل عام، في ذكرى مهمة بتاريخ مصر حيث يرتبط هذا الاحتفال بذكرى جلاء حملة فريزر عن مصر وليس كما هو شائع بين كثيرين بأن الاحتفال يوافق ذكرى انتصار أهالي رشيد في معركتهم الشهيرة ضد حملة انجلترا على مصر بقيادة فريزر.

وأكد الأديب المؤرخ الدكتور محمد رفعت الإمام أن انتصار أهالى رشيد، بقيادة على بك السلانكلي، على حملة فريزر التى جاءت لاحتلال مصر عام 1807، أجبر الإنجليز على الإنسحاب من مصر، وأفشل محاولتهم الأولى لاحتلالها، وأخر محاولتهم الثانية حتى عام 1882.

وأوضح أنه فى القرن السابع عشر، وبداية القرن الثامن عشر، كانت رشيد هى الميناء التجاري الرئيسي لمصر على البحر المتوسط، لموقعها المهم عند التقاء النيل بالبحر، وشهدت المدينة نهضة عمرانية وعلمية كبيرة، مما أهلها لتكون ثاني أكبر مدينة تحتوى على آثار إسلامية بعد القاهرة.

وأوضح أن المدينة كانت زاخرة بالعلماء وكبار التجار، وكانت مساحتها شاسعة، وتضم إلى جانب موقعها الحالي مركزي المحمودية وإدكو، لذلك كانت مطمعا لكل من حاول احتلال مصر، وكان لأهالى المدينة دور كبير فى إنهاء الاحتلال الفرنسي، وخلد التاريخ اسمها باكتشاف حجر رشيد، الذى ساهم فى فك طلاسم الحضارة الفرعونية.

وأشار المؤرخ التاريخى إلى أنه عقب جلاء الاحتلال الفرنسى عن مصر عام 1801، تنبهت إنجلترا إلى الموقع الحيوي الذى تشغله مصر، وخططت لاحتلالها لتأمين الطريق إلى مستعمراتها فى الهند، وكذلك لتأديب السلطان العثماني فى تركيا، والذي كان يساند فرنسا العدو الرئيسى للإنجليز، وعزم الإنجليز على تنفيذ مخططهم عام 1807، حيث نزلت سفنهم التى تقل 7 آلاف جندي على شاطئ العجمى بالإسكندرية فى شهر مارس، واحتلوا المدينة بسهولة بسبب خيانة حاكمها التركى.

وأضاف أن الجنرال فريزر، قائد الحملة أرسل مساعده الجنرال ويكوب، على رأس حامية من 2000 جندي لاحتلال رشيد، فى الوقت الذى كان حاكم مصر محمد على باشا مشغولا بمطاردة المماليك فى صعيد مصر، ولا يستطيع إمداد رشيد بالجنود، أو العتاد للدفاع عن المدينة، لافتا إلى أن على بك السلانكلى، حاكم رشيد وقتها وضع خطة محكمة للدفاع عن المدينة بمشاركة الأهالى وجنود الحامية، وقرر إبعاد جميع المراكب إلى البر الشرقى للنيل، حتى لا يفكر الجنود فى الهرب، ووضع جنديا داخل كل منزل، وتسلح الأهالى بكل ما يصلح للقتال.

وأوضح أنه عندما دخل ويكوب ورجاله المدينة، لم يجدوا أى مقاومة، فظنوا أنها سلمت وهرب الجنود منها فدخلوا شوارع المدينة مطمئنين، وعندما انطلق الأذان من فوق مئذنة مسجد زغلول، إيذانا ببدء القتال، انهمر الرصاص على رؤوس الإنجليز من كل ناحية، ولاذوا بالفرار مخلفين 170 قتيلا، بينهم القائد ويكوب، و250 جريحا، و120 أسيرا، وهو ما أجبر الإنجليز على الانسحاب وتأخير احتلالهم لمصر حتى عام 1882.

وأكد د. محمد الإمام أن انتصار أهالى رشيد على الاحتلال الإنجليزى، رفع معنويات الشعب المصرى، وثبت أركان حكم الحاكم الجديد محمد على، ولكن من ناحية أخرى، خاف محمد على من نفوذ كبار العلماء والتجار فى رشيد، فعمل على تقليص نفوذهم، وسحب حركة التجارة من المدينة إلى الإسكندرية.

وعانت مدينة رشيد من نقص جميع الخدمات ودخلت فى طى النسيان حتى صدر قرارا عام ٢٠٠٧ بتطوير مدينة رشيد لجعلها متحفا مفتوحًا على غرار مدينة الأقصر وبعد أن بدات عملية تطوير المدينة وصرف الملايين توقفت أعمال التطوير عقب أحداث ثورة ٢٥ يناير، بسبب الانفلات الأمني الذي شهدته البلاد وقتها إلى أن جاء مؤتمر الشباب الثانى بالإسكندرية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي فى يوليو ٢٠١٧م واوصى بتطوير مدينة رشيد خلال ٣سنوات وجعلها متحفًا مفتوحًا على غرار مدينة الأقصر لوضعها على قائمة هيئة اليونسكو.