الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حرب الخليج الأولى.. بين غزو صدام وتصدير ثورة الخميني

الخميني - صدام حسين
الخميني - صدام حسين


في 22 سبتمبر 1980 وبعد عام واحد من وصوله للحكم دخل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين حربا مع إيران كلفت بغداد مبالغ مالية ضخمة، وأودت بحياة نحو مليون قتيل من الطرفين، في صراع استمر لنحو 8 سنوات وانتهى في أغسطس 1988.

توصف "حرب الخليج الأولى" بأنها أطول نزاع عسكري في القرن العشرين وواحدة من أكثر الحروب دموية، وقدرت مصادر مختلفة خسائر الحرب بنحو 400 مليار دولار.

اشتعل الصراع بين بغداد وطهران، عقب الثورة الإسلامية في ايران عام 1979 والإطاحة نظام الشاه محمد رضا بهلوي وأقيمت في إيران جمهورية إسلامية بقيادة الخميني، وفي تلك الفترة.

تصاعدت الخلافات العراقية الإيرانية وتبادل البلدان طرد السفراء وبدأت الاشتباكات الحدودية بين البلدين لنحو 10 أشهر بسبب خلاف حول الأحقية بمعبر شط العرب المائي المختلف عليه، حيث ألغى صدام حسين وقتها اتفاقية الجزائر المعقودة مع شاه إيران عام 1975 حول شط العرب وأعلن سيادة العراق عن كامل أراضيه ومياه.

وعقب أشهر من المناوشات وتبادل الطرفين قصف الأهداف، قصفت الطائرات العراقية مطار ميهراباد قرب طهران ودخلت القوات العراقية إلى المنطقة خوزستان الإيرانية الغنية بالنفط في 22 سبتمبر، كما بدأت القوات العراقية هجوما بريا تمكنت خلاله من السيطرة على بعض الأراضي الإيرانية، قبل أن تستعيدها إيران.

انتهت الحرب عام 1988 بخسائر مادية وبشرية فادحة للطرفين وقدر مجموع بنحو مليون قتيل، كما أن الخسائر الاقتصادية قدرت بالمليارات وأصبح العراق مديونا من بعدها، ما اضطر صدام للاقتراض من بعض الدول العربية لإصلاح ما دمرته الحرب.

وقبل اندلاع الحرب، كان النظام الإيراني ينظر بقلق لوصول صدام للسلطة خلفا للرئيس أحمد حسن البكر، وبحلول 1982 أصبحت إيران هي القوة المهاجمة بعد رفضها الالتزام بقرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار.

وعلى جانب آخر بخلاف الحرب على الأرض والقصف الجوي، كان هناك ما يسمى بـ"حرب الناقلات" حيث سعت العراق إلى ضرب ناقلات النفط الإيرانية لإجبار إيران على وقف إطلاق النار أو السلام، لكن إيران ردت بقوة على مهاجمة سفنها، وطالت الهجمات سفنا سعودية وكويتية

كما اتهمت الطرفان في الحرب باستخدام الأسلحة الكيماوية، وتلقى الطرفان مساعدات مالية وعسكرية ، حيث انحازت معظم الدول العربية للعراق في تلك الفترة، بينما حظيت إيران بدعم النظام السوري بقيادة حافظ الأسد والليبي برئاسة معمر القذافي.

ويبرر النظام العراقي دخوله في حرب مع إيران محاولات طهران منذ عام 1979 إسقاط النظام العراقي، واتهم صدام إيران بدعوتها مرارًا لاندلاع انتفاضة ضده عبر إذاعاتها وقدمت دعمًا ماديًا وماليًا للمنشقين من الشيعة والأكراد من العراقيين.

بينما يقول الإيرانيون إن محاولاتهم تقويض نظام صدام حسين مبررة بسبب سياساته التمييزية ضد الشيعة العراقيين، وإن صدام يتعمد بصورة ممنهجة إقصاء الشيعة عن السلطة، وعزز ذلك إعدام الزعيم الشيعي محمد باقر الصدر و 70 ناشطًا شيعيًا آخر عام 1980.

كما بدأ النظام الإيراني الجديد في طهران بدعم موجة من الهجمات الإرهابية داخل العراق بهدف الإطاحة بصدام وإنشاء جمهورية إسلامية وشيعية ثانية في بغداد، الأمر الذي أدى لمواجهات حدودية بين الطرفين.


وكشفت الوثائق المنشورة لاحقا عن أن أمريكا وبرغم فرضها حظرًا على صادرات السلاح لإيران إلا أنها باعت لها السلاح سرًا عن طريق إسرائيل، فيما عرف باسم قضية "إيران - كونتر"ا وتضمنت الأسلحة التي بيعت من الولايات المتحدة لإيران عن طريق إسرائيل صواريخ تاو مضاد للدروع وقطع غيار لبطاريات إم آي إم-23 هوك وصواريخ هوك مضاد للطائرات، كما باعت ليبيا صواريخ دفاع جوي لإيران، إضافة إلى صواريخ أرض جو حصل عليها الخميني من سوريا وكوريا الشمالية والاتحاد السوفيتي.