الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.جوزيف رامز أمين يكتب: أسبوع ناجح لمصر بالجمعية العامة

صدى البلد

كان من الطبيعى والمتوقع أن تكون هناك مقالة تتابع النشاط المصرى الملحوظ فى فعاليات الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة,والتى قد تكون انتهت للتو، وذلك بحكم غزارة النشاط المصرى وتحركه فى كافة الاتجاهات:الاستراتيجية والجغرافية والأمنية للوطن,بجانب تبنيه بالفعل قضايا أمته العربية خاصة: الفلسطينية، والليبية والسورية, واليمنية وغيرها...وكذا قضايا القارة الأفريقية: خاصة التنموية والبشرية, وقضايا الصحة والبيئة والمياه فضلا عن استمرار تبنى مكافحة الارهاب ووضعه باستمرار على خارطة الدبلوماسية المصرية,وهى: فى خضم هذا المحفل العالمى , لم تنس المطالبة برفع شقيقتها السودان، وذلك بعد التطورات الأخيرة فيه, من قائمة الدول الراعية للارهاب ,فمصر : وهى تخاطب العالم بأسره من منصة الجمعية العامة والتى تضم العالم جميعه:شرقه وغربه,شماله وجنوبه,لم تنس أية قضية أو أدنى تفاصيل تخصها أو تخص الجوار المحيط بها.

ولكنى فضلت الانتظار ليومين تقريبا بعد نهاية جولة الرئيس وعودته بالسلامة ,الى أرض الوطن وهدوء الساحة الداخلية تقريبا الا من أعداء الوطن الذين يتربصون به,ويرغبون فى النيل منه.. وبنظرة موضوعية لما تم تحقيقه نجد أن الرئيس السيسى حسنا فعل عندما شارك فى تلك الفعاليات الدولية كعادته منذ عام 2014,ولم يلتفت لادعاءات واهية هدفها الحقيقى تعطيل مسيرة مصر وانطلاقها الدولى وتحقيقها إنجازات غير مسبوقة فى المجال الخارجى ,وعلى كل الأصعدة خاصة وأنه قد التقى هذه المرة بقرابة 25 زعيم ورئيس دولة أو حكومة, وشارك فى ثلاث قمم متنوعة برعاية الأمم المتحدة ,بجانب وجوده فى المحفل العالمى الواسع للأمم المتحدة,والقائه كلمة مصر أمام اجتماعات الجمعية العامة والتى حازت ليس فقط على تصفيق الحاضرين لتلك الاجتماعات والمليارات من البشر المتابعين للحدث السنوى الأهم فى العالم على شاشات التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعى ولكن أيضا على احترامهم وقناعتهم وتقديرهم لمصر وشعبها ورئيسها.

واسمحوا لى من خلال متابعتى لتلك الأحداث الساخنة التى حدثت فى الأسبوع المنصرم ومازالت إرهاصاتها مستمرة- وهى تخص وطننا الغالى- أن أدون بعض الملاحظات ,لعلها تحظى باهتمام من المسئولين وأولى الأمر فى بلادنا.

أولا: أنه على قدر نجاح الرئيس والدبلوماسية المصرية النشطة فى توسيع أعمالها وشبكة اتصالاتها الدولية والاقليمية وما تحققه أجهزة الدولة من انجازات غير مسبوقة فى كافة المجالات,يجب أن نروج لذلك ليس فقط فى الداخل ومن خلال برامج "التوك شو" والتى حققت نجاحا ملحوظا داخليا أيضا ولبعض المصريين فى المهجر...لكن المطلوب تحقيق ذلك دوليا لإخراس المناهضين لنا ولبلدنا الغالى والمشوشين على انجازاتنا ومحاولة اظهار أن هناك على الأقل فى مصر اتجاهين متعارضين, وقد يتحقق ذلك فى قناعتى من خلال قناتين دوليتين مستقلتين "بدعم من الدولة" –قناتان مؤثرتان بالفعل وليس فقط بالاسم-وذاتا شأن كبير : إحداهما بالانجليزية والأخرى بالفرنسية ,وما شابه ذلك, تخاطبان العالم ليس فقط باللغات المسموعة عالميا ولكن أيضا بالحجة والمنطق والمصداقية.

وأعتقد أن مصر زاخرة بالكوادر الاعلامية والقدرات اللغوية والخبراء فى كافة المجالات، قادرين بلا شك على الدفاع عن الوطن والترويج له وتسويقه أمام العالم,فليس من المتصور أن يستقى الغرب أخبارنا من "الجزيرة والبى بى سى والحرة" طبعا الناطقة بالانجليزية ,وتتكفل القناة الأولى طبعا ببث الأكاذيب والترويج للاشاعات والتهويل من المواقف والمبالغات والفبركة المقصودة,ونحن لا نقل عنهم حرفية ومهنية,وقد يكون العديد من المصريين قد أفادوهم بخبراتهم الراقية,بجانب وجود البعض منهم أيضا فى تلك القنوات, ويمكن الاستفادة منهم ان أمكن...بجانب وجود القمر الصناعى المصرى"نايل سات" وقدرته على بث القناتين لأنحاء العالم.

وفى ضوء أن المعركة المقبلة قد تكون شرسة اعلاميا على المستوى الدولى, فلابد أن نعجل بخطة طموحة ومدروسة لانشاء مثل تلك القنوات بخطة متكاملة ترعاها رئاسة الجمهورية مثلا لضمان جديتها ويشارك فيها: المجلس الوطنى للاعلام ,هيئة الاستعلامات,الاذاعة والتليفزيون, خبراء الاعلام ,والسياسة والاقتصاد واللغات وكل من له رأى وخبرة فى هذا المجال, ويدعمها رجال الأعمال القادرون والوطنيون ,وهم كثر فى بلادنا... ويجب أن يكون فى قناعة الجميع أن الوطن ينفتح ولا ينغلق ,تتوسع آفاقه ومجالاته ولا تضيق أبدا, فاذا كان رئيسنا يجول العالم شرقا وغربا لتحقيق مصالح الوطن,ودفع علاقات مصر الدولية,وزيادة التبادل التجارى, واستقدام استثمارات خارجية ,والترويج للسياحة والآثار وكل خيرات بلادنا,فلابد أن تدعمه أداة اعلامية قوية ناطقة أمام العالم وتعرض نصف الكوب المملوء بكل شفافية واقتدار.. فتلك مهمة وطنية مقدسة وقد لا تتحقق بالتقشف واغلاق المزيد من المكاتب الاعلامية والسياحية والتجارية, والتى قد تكون تمت فى مراحل معينة كان الوطن فيها يعانى,لكن آن الأوان الآن وقد بدأ الوطن فى الانطلاق أن ينطلق الاعلام أيضا ليواكب العالم المحيط بنا...وفى زمن الانفتاح ووسائل التواصل الاجتماعى بالغة التأثير فى العالم كله...ولعل اطلاق منصة "ووتش ات" الاليكترونية مؤخرا وقبلها قناة "تايم سبورت"يعد دلالة هامة على بداية واعدة لانطلاق الاعلام....كما أن انطلاق مثل هذه القنوات يساعدنا لاحقا على تحقيق حلم"انشاء القناة الفضائية الأفريقية التى طالما حلمنا ببثها,خاصة وأن افريقيا بأسرها اليوم تحترم مصر وتقدرها خير تقدير.

ثانيا: أنه على قدر نشاط الرئيس وعمله الدؤوب ونجاحه الباهر ...يجب أن يواكبه تحركات مماثلة من أجهزة الدولة والمسئولين والوزراء, ولقد أعجبتنى تحركات د.مصطفى مدبولى "رئيس الوزراء" وجولاته الداخلية وبالمحافظات... وهو ما يجب أن يواكبه كافة المسئولين والوزراء وفى كافة المجالات وهو ما من شأنه أن يسهل الحياة للمواطن البسيط ويحميه من الاستغلال عن طريق ضبط الأسواق ومنع الارتفاع المبالغ فيه فى أسعار السلع والخدمات بدون مبرر,أو مطالبة بعض السائقين بتعريفة ركوب أكثر من التعريفة المقررة سواء بين المحافظات أو فى القاهرة وغيرها من المدن.

وينصرف الأمر الى موضوع النظافة الذى بات ظاهرة غير حضارية بالمرة,وتستدعى تكاتف أجهزة الدولة والحكم المحلى والمواطنين بأنفسهم لمواجهتها...وأعتقد أنها قضية شعبية قبل أن تكون حكومية. وينطبق الأمر على كافة المجالات وخاصة قطاعات :الصحة والتعليم والنقل وكافة الخدمات...وأعطى مثالا على موضوع :صرف العلاوات الخمس لأصحاب المعاشات وهم بالملايين ومن يعولونهم...وبعد صدور حكمين قضائيين على الأقل بأحقية الصرف ,وتوجيهات الرئيس السيسى الشخصية الواضحة بالصرف....فهو لم يتم حتى الآن,ونرجو التخفيف عن أعباء المواطنين وكل من هو صاحب حق,تماما كما يحرص الرئيس بنفسه على تحقيق ذلك ومتابعته بشكل مستمر سواء فى ضبط الأسعار أو موضوع البطاقات التموينية والعدالة فى توزيعها واستفادة المحتاجين منها أو غيرها من الأمور والمتابعات اليومية للرئيس والتى يلحظها المجتمع كل يوم وساعة.

ثالثا: ان حديث الرئيس أكثر من مرة حول تعثر مفاوضات سد النهضة والدائرة منذ قرابة أربعة أعوام "بين: مصر أثيوبيا, والسودان" ,على الأقل فى مؤتمر الشباب الأخير وفى أثناء القائه كلمة مصر أمام الجمعية العامة ... فى تصورى يفرض علينا أمرين : أولا مطلب شعبى وهو ضرورة المحافظة على نقطة المياه لأقصى درجة وعدم التفريط فيها لأن مصر بالفعل ليست فى حاجة الى التفريط فى المياه بل فى تدويرها واعادة الاستفادة منها.. والمطلب الثانى: هو فى البحث من الآن عن بدائل مساعدة لمياه النيل مثل: تحلية المياه المالحة,والتوسع فى الآبار الجوفية, ومحاولة نشر ثقافة الرى بالتنقيط وعدم اهدار المياه بأى شكل.. ولكن ذلك لا يعنى بالتأكيد التفريط فى حقوق مصر المائية والتاريخية وهو ما يعيه الرئيس السيسى جيدا وكذلك الدبلوماسية المصرية الواعية وكل المسئولين والخبراء المعنيين سواء فى : الرى أو الخارجية أو القانون الدولى واتفاقيات الأنهار الدولية المماثلة المعمول بها أو الأمن القومى، فمصر دائما زاخرة بأبنائها ومن يدافع عن مصالحها وحقوقها لكن بالطبع من خلال القنوات الدبلوماسية والحرص على مصالح مصر القارية وعلاقاتها القوية والضاربة فى جذور التاريخ مع أشقائها بدول حوض النيل.. والتى تعنى دائما الامتداد الجغرافى والطبيعى لنا, وضمان أمن مصر المائى والقومى على الدوام.