الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سارة مجدي تكتب: نقع في الحب ضد أي منطق

صدى البلد


معظمنا يخاف من الوقوع في الحب، في حين أن مخاوفنا قد تتجلى بطرق مختلفة أو تظهر نفسها في مراحل مختلفة من العلاقة، فنحن جميعًا نؤمن ان أول وسائل الدفاع البشرية هي "الشك “ و كنوع من الدفاع الذي نعتقد انه على مستوى ما سيحمينا من التعرض للأذى.
ايه هو الشك ؟
الشك 3 أنواع :
الشك المقبول: هو شك طبيعي يحتاجه الناس جميعًا والهدف منه أن يحمي الناس أنفسهم حتي يتأكدوا ويتيقنوا من بعض الأمور قبل الإقدام عليها.
الشك الذي يلازم الشخص: حيث يتصف الشخص الذي يعاني منه بأنه يجد صعوبات عديدة في التواصل مع الناس، كما تتغلب عليه صفة الارتباك والارتياب، ويمكن تصنيف هذه الحالة كبداية لمرض نفسي مع تفاقم الحالة.
الشك المرضي: يصاب المصاب هنا بأوهام اضطهادية، هذه الأوهام تجعله يعتقد أن جميع الناس يكيدون له أو يرغبون في إيذائه.

قد يوفر لنا هذا نوع من الدفاع الفطري وهمًا من الأمان، لكن هذا يمنعنا من تحقيق القرب الذي نرغب فيه..
فما الذي يتحكم بمخاوفنا ؟
ما الذي يمنعنا من إيجاد المحبة التي نتمناها؟
تظل مخاوفنا المتحكم الأول و الأخير لإتمام أي خطوة مع الطرف الاخر .. و لكن للطرف الأخر ايضا مخاوفه التي تمنعه في بعض الأحيان من المحاولة خوفا من الصدمات ..
للخوف أشكال .. و الشكل الأول: هو الخوف من المجهول .. العلاقة الجديدة هي منطقة مجهولة، ومعظمنا لديه مخاوف طبيعية من المجهول.. نحن نضع قدرا كبيرا من الثقة في شخص آخر، مما يسمح لهم بالتأثير علينا، مما يجعلنا نشعر بالضعف.. الوقوع بالحب يعني أخذ مجازفة حقيقة و احتمالية كبيرة من الشعور بالضعف ..
الشكل الثاني للخوف: هو الشعور بالضعف ..كثرت المقولات و الأشعار و الأغاني بأن الحب ضعف و احتياج .. نحن نميل إلى الاعتقاد بأننا كلما أهتمينا أكثر، كلما تأذينا أكثر.
و لكن ضد كل مقولات الحب والمنطق يوجد هؤلاء الذين رأوا نواقصنا فلم يتركوا أيدينا، و الذين عرفوا نقاط ضعفنا فعلمونا كيف نجعلها نقاط قوة، و هؤلاء الذين أخبرونا أننا الأفضل بعيوبنا ونقصنا وضعفنا وعجزنا وقلة حيلتنا، فشدوا على أيدينا وربتوا على أكتافنا ولم نهن عليهم يوما وإن كنّا من قبل قد هُنّا على من سواهم.. لذلك تظل حقيقة واحدة؛ ان العين تهوي من يعجبها ..ويهوى العقل من يفهمه، أمّا الروح فلا تهوى إلاّ من يُشبهه..
الإحتواء من الشخص الصح بيلغي أي خوف ..
فما هو الاحتواء وكيف يكون؟
يُفسِّر علم النفس التحليلي الاحتواء، بأنه الطريقة التي يستوعب فيها أحدنا الطرف الآخر، ويشمله ويهتمّ به وبمشاعره، بشكل يغطّي جوانب حياته، أي هو تمامًا كالوعاء الكبير الذي يحتوي الوعاء الصغير.
قوة الرجل و المرأة تكمن فى الإحتواء. الإحتواء ليس مقتصر علي الرجل أو المرأة فقط .. و لكن لكل منهم دور لاستمرار العلاقة ..
الاحتواء هو شعور غريزى عند المرأة لذا تظل تبحث عن الرجل الذى يحتضنها و يطمئنها ..
عندما نشعر بالاحتواء نشعر بالحب ولا نخشى مواجهة أى مشكلة مهما كانت .. كثير منا يشعر بـالإحتواء بالكلمات و التعبير عن الحب مع الأفعال..حتي لو الأفعال كلها تؤكد حب الطرف الاخر .. نحنُ نعلم.. لكنّا أحيانًا نريد أن "نسمع" ما نعلم، لنطمئن.
يحتاج الرجل لاحتواء بشكل مختلف .. يكمن احتواء المرأة للرجل بان تهتم بكل كبيرة وصغيرة فى كل تفاصيل حياته و ان تكون "صاحبته” و حبيبته في ان واحد ..ان تمنحه الحب و الثقة و المرح و لكن لا تسطيع وحدها ان تفعل ذلك ..العلاقة العاطفية بدون الأحتواء المتبادل لا تنجح ..

الخلاصة
مفيش حد كامل .. كلنا فينا عيوب .. كلنا عندنا أشكال من الضعف المختلفة .. لما تحب حد اقبله زي ما هو .. حب كل تفاصيله الحلوة و الوحشة .. مفيش حد كامل !
و متحاولش تغيره يكون حد تاني أو شبه حد .. هو ده الاحتواء و الحب أنك تتقبل الطرف الأخر زي ما هو بكل تفصيلة و تحبها.
التغيير اكذوبة . محدش بيتغير عشان حد و محدش بيقدر يغير حد .. ممكن اغير صفة بس عشان أنا عايزة اغيرها .. يعني أنا المتحكم الاول في التغيير ..لكن لو في صفة إنتي شيفاها من الاول زي الخيانة و لو في صفة انت شايفها زي الكذب ساعتها حرام تظلم روحك و تكمل بيهم و تصر علي اختيارك ..
أمشي عشان محدش بيتغير عشان حد . اللي بيتغير هو الشخص الواعي اللي بياخد القرار لتغيير صفة يكون هو / هي قادر علي تغيريها بكامل قواه العقلية.
إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد:11]
متفقدوش الأمل في انكوا تتحبوا بجد و تلاقوا الشخص اللي قادر يحتوي ما فيكم من ضعف .. في مكان ما، وبطريقة ما، هناك من يرى وجودك جزءًا من وجوده، في مكان ما هناك من يحبك بلا أسباب منطقية، في مكان ما هناك من يضعك في عمق قلبه بصدق، وهذا مكان آمن جدًا.