الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد 8 أيام من الحرب التركية على سوريا .. هل سقط أردوغان فى الفخ ؟

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب اردوغان

دخلت الحرب التي تشنها تركيا على الأراضي السورية يومها الثامن، وذلك منذ أن انطلقت تلك العملية الأربعاء الماضي، على منطقة شمال شرق سوريا، والتي أطلقت عليها أنقرة عملية «نبع السلام» بزعم تطهير تلك المنطقة من العناصر المسلحة وخلق منطقة آمنة على الحدود التركية السورية.

ومنذ يومها الأول لم تتوقف الإدانات الدولية للعملية العسكرية على الأراضي السورية، والتي اعتبرتها الدول العربية عدوانا غاشما يستغل الظروف التي تعانيها سوريا، بهدف تمزيق وحدة الأراضي السورية، في ظل ما يمثله هذا العدوان من تهديد مباشر للأمن القومي العربي، والأمن والسلم الدوليين.

ورغم أن غالبية دول العالم، أدانت العدوان التركي على الأراضي السورية، والدول العربية اعتبرته الحلقة الأحدث من التدخلات التركية واعتداءاتها المتكررة وغير المقبولة على سيادة واحدة من الدول الأعضاء في الجامعة العربية، كانت قطر على موعد جديد مع شذوذها عن الصف العربي، فهي الدولة العربية الوحيد التي أيدت العدوان التركي على الأراضي السورية، رافعة شعار مع «مع تركيا ظالمة أو مظلومة».

ووفقا لتقسيمات السيطرة والنفوذ على أرض الواقع، فإن الأراضي التي تستهدفها تركيا بعمليتها العسكرية، تقع شمالي شرق سوريا، وهى المنطقة المعروفة باسم "شرق الفرات"، والتي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، و يسكنها الأكراد بجانب العديد من العرقيات التي يتولى إدارتها ما يعرف باسم «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا»، والمعروفة باسم «مسد».

ومنذ بدء العملية العسكرية التي تشنها أنقرة على الأراضي السورية، ولم تسير الامور وفقا لما يحلو للخليفة العثماني، والذي توقع أن قواته ستتمكن من السيطرة على الأراضي التركية في لمح البصر، وأن جيشه كفيل بالقضاء على قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، والتي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية هى القوة الكبرى في تلك القوات والتي تقودها عسكريا.

العملية العسكرية التي تعتمد فيها انقرة على القصف المركز على البلدات السورية لم تنجح حتى اليوم رغم مرور 8 أيام على انطلاقها، لم تتمكن من تحقيق ما يطلق عليه سيطرة كاملة على مدينة سورية، بسبب القتال الشديد من قبل عناصر قوات سوريا الديمقراطية «قسد» للدفاع عن أراضيهم ضد العدوان التركي.

ومنذ بدء الحرب، وكلما سقطت مدينة في أيدي القوات التركية والعناصر المسلحة الموالية لها، والمعروفة باسم الجيش السوري الحر، لم تهنأ أنقرة بتلك السيطرة كثيرا، فسرعان ما تبادر قوات سوريا الديمقراطية هجوما معاكسا لاسترداد تلك الأراضي من جديد، حتى استطاعت القوات الكردية استعادة بلدة رأس العين، من قبضة القوات التركية، بجانب الاشتباكات العنيفة الدائرة في محاور غرب بلدة عين عيسى باتجاه منطقة تل أبيض.

ووفقا للمرصد السوري فإن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من تدمير أكثر من 10 آليات عسكرية تابعة للقوات التركية والفصائل الموالية لها في منطقة الجلبية التابعة لعين العرب "كوباني"، بعد استهدافها بالقذائف والصواريخ والرشاشات الثقيلة، بجانب تمكنها من استعادة السيطرة على قريتي عالية وأربعين بريف تل تمر والتي تمكنت من السيطرة عليها بعد اشتباكات كبيرة مع القوات التركية.

تأخر تحقيق العملية العسكرية التركية في سوريا لنتائجها، بسبب شدة دفاع قوات سوريا الديمقراطية وفي مقدمتها القوات الكردية على أراضيها، كشفت حقيقة الجيش التركي أمام العالم، فرغم أن الجيش التركي هو ثاني أقوى جيش في «الناتو» وما تمارسه القوات التركية من أساليب وحشية وقصف متواصل الإ أنه لم يتمكن حتى اليوم من السيطرة على أراضي شمال سوريا.