يواصل "صدى البلد" إستكمال سلسلة حلقات فيتشرات "لكل إسم حكاية" عقب تنفيذه فى ثوب وكيان جديد، حيث نلقى الضوء على أحد المدن التاريخية بمحافظة أسوان عاصمة الشباب الأفريقى وهى مدينة كوم أمبو.
فقد سميت كوم أمبو بهذا الاسم لأن أسطورة الملك (أمبو) والتى تسمى باسمه مدينة كوم أمبو، كما نجد أن اسم المدينة يتكون من مقطعين حيث أن المقطع الأول هو( كوم) ومعروف معناها ما يعتلي الأرض من الاستواء، والمقطع الثانى ( أمبو) وهو اسم الملك أو حاكم الوادى فى ذلك الزمان
و( أمبو) والي من ولاة الفراعنة وله حكاية مشهورة ومكتوبة على جدران معبد كوم أمبو، وهو يعد المعبد الوحيد بتلك المدينة.
ويرجع معبد كوم أمبو عصر الأسرة الفرعونية الحاكمة فى ذلك الوقت ، وتتلخص قصة الحاكم (أمبو) فى أنه كان له ولد وحيد ليس لديه سواه، وكان يباركه يوم عند أحد الكهنة فقال له نبئوة عن ابنه بأنه سوف يموت في شبابه وكبر الغلام مع أبيه ومازلت النبؤة المرعبة تمر في ذهن أبيه فتقرب لجميع الآلة لحفظ الأبن من الموت صغيرًا .
ولكن وقع المحتوم فينما يسبح الأبن بنهر النيل أفترسه تمساح كبير قضى عليه، فغضب الأب غضب شديد على أبنه وحزن حزن اليأس فأقسم بأن يقتل كل التماسيح فى النهر وأقام مصيدة كبيرة للتماسيح حيث أنه حفر بجانب مجرى نهر النيل مسار تسير إليه المياه ، فينقض على التماسيح أثناء مرور المياه للمجرى الجديد الذى حول به مسار النهر فأصبح مكان المعبد شرق النيل بعدما كان مبناه غرب النيل ، وكان يأخذ تلك التماسيح المقتولة من قبل جنده فكان يحنطها ويعلقها على جدران المعبد خاصته حتى نظر إليها ، ويشفى غليله منها وعسى تخفف من أحزانه على أبنه المتوفى .
ويقع معبد كوم أمبو على ربوة عالية تشرف على النيل ، ويرجع تاريخه إلى عصر البطالمة ، كذلك توجد مقابر الدولة القديمة فى شمال مدينة كوم أمبو وهى تبعد عن المدينة حوالى 45 كم شمال أسوان ، وقد تم إنشاء المعبد عام 180 ق. م. لعبادة الآلهة (سبك وحورس) ، ويعد هذا المعبد فريدًا فى تركيبه المعماري لأنه يقوم على محورين يمثل كل منهما قائمًا بذاته .
ويوجد معبد كوم أمبو جنوب أسوان ، وتوجد فيه لوحة جدارية تصور الفرعون أمنحتب ومعه بعض الأدوات المتطورة، التى يشبه بعضها إلى حد كبير الأدوات الجراحية الحديثة على نحو مدهش ، ولم تكن هذه الصورة الجدارية الدليل الوحيد على ممارسة الفراعنة للطب ، وإنما ظهرت هذه الأدلة فى بردياتهم ، ونقوشهم الجنائزية ، بل وفى أجسام المومياوات المحنطة الموجودة حتى الآن .
كما توجد على نقوش معبد كوم أمبو الذى كان يمثل أكبر مستشفى فى ذلك العصر صورة لكأس يستخدم لسحب الدم من الجلد , فقد إستخدمت الكؤوس المعدنية ، وقرون الثيران وأشجار البامبو لهذا الغرض ، وقد وجدت هذه الكؤوس فى سراديب وآثار قدماء المصريين , وكانت الكؤوس تصنع عادة من قرون الأغنام مع حفر ثقب عند طرفها المدبب من خلاله يسحب الدم إلى خارج الجسم بإمتصاصه بواسطة الفم.