اللواء أسامة كامل منتصر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في حواره لـ« صدى البلد»:-
- جماعة الإخوان أرادوا اختطاف الدولة ومؤسساتها.. والشعب رفض الأخونة
- خلايا الإخوان النائمة تسببت في تغلغل التنظيم داخل شركات ومؤسسات الدولة الاقتصادية
- جماعة الإخوان حاولت تشكيل حرس ثورى لتفكيك مؤسسات الدولة وبث الفوضى
- 30 يونيو ثورة رفضت اختطاف الوطن و مهدت لطريق الإنجازات
- القيادة السياسية أدركت أن تماسك الجبهة الداخلية الحل الوحيد للقضاء على أي مخططات خارجية
- التخلص من حكم جماعة الإخوان مهد الطريق للجمهورية الجديدة
- مصر حققت نجاحات كبيرة في ملف العلاقات الخارجية بعد ثورة 30 يونيو
تحل علينا غدا الذكرى الـ 12 لـ ثورة 30 يونيو ، تلك الثورة التى استعاد فيها الشعب المصري هويته ممن أرادوا اختطافها، وأعادوا تصحيح مسار الدولة، رافضين العبث بالهوية الوطنية أو اختطاف مصر لحساب مشروعات مشبوهة تخدم أجندات خارجية.
وبالتزامن مع ذكرى ثورة 30 يونيو ، قام موقع “صدى البلد” الإخباري، بإجراء حوار مع اللواء أسامة كامل منتصر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ، وضح خلاله كيف نجحت الثورة في استعادة تماسك مؤسسات الدولة، إلى جانب مواجهة الإرهاب بشجاعة حتى استعادة الأمن الكامل.
استهداف للشخصيات العامة، وضرب للأكمنة، وترويع للآمنين.. هكذا وصف اللواء أسامة كامل منتصر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ ، المشهد عقب الإطاحة بجماعة الإخوان فى 30 يونيو من خلال ثورة شعبية أزاحت جماعة الإخوان من الحكم، استطاع الشعب من خلالها أن يقدم نموذجًا فريدًا في الوعي السياسي، حيث أدرك أن جماعة الإخوان تمثل تهديدا مباشرا على الدولة بكافة بمؤسساتها وشعبها وتاريخها، فتحرك في مشهد تاريخي لاستعادة دولته وهويته، في واحدة من أعظم ثورات تصحيح المسار في العصر الحديث.
وإلــى نــص الــحــوار:
- كيف قاومت ثورة 30 يونيو الاحتلال الإخواني؟
لا أحد ينسى عنف جماعة الإخوان الإرهابية، واستهدافهم لمؤسسات الدولة ورجال الأمن، فضلا عن ارتكابهم العديد من الجرائم، والتى تمثلت أبرزها في خطف وتعذيب وترويع المصريين وتهديد الشخصيات العامة واغتيالهم.
كما أنه لا أحد ينسي الدور الكبير الذي قام به رجال الشرطة فى مواجهة الإرهاب واستعادة الأمن، حيث نجحوا عقب ثورة 30 يونيو فى القضاء على الكثير من البؤر الإرهابية.
ما حدث خلال حكم الإخوان لم تمر به مصر من قبل، ولكن القيادات السياسية والشعبية والتنفيذية أدركت هذه الحقيقة وتأثيرها المباشر على مصر، فقامت ثورة 30 يوينو، تلك الثورة الشعبية التي أيدتها القوات المسلحة، والتى آمنت بضرورة وجود نوع من التغيير حفاظا على الوحدة الوطنية.
ذاك المشهد الفوضوى، لم يكن يتحول بسهولة لمشهد مبهج، ومشروعات اقتصادية وتنموية ضخمة، لولا وجود قيادة سياسية حكيمة ، تعاملت مع الموقف بحسم وقوة، ونجحت فى القضاء على عنف الإخوان، لتبدأ عجلة التنمية منذ هذه اللحظة .
- كيف حاولت جماعة الإخوان السيطرة على مفاصل المال العام؟
التنظيم الإرهابي استطاع بسهولة أن يتغلغل داخل الشركات والمؤسسات الاقتصادية التابعة للدولة، وذلك بسبب أنهم منتشرين في كافة المؤسسات كونهم خلايا نائمة.
هذه الحالة جاءت من الفراغ الأمني متزامنًة مع رغبة جماعة الإخوان الإرهابية في خلخلة بنية الدولة ومؤسساتها، ضمن سلسلة الجرائم التي اشتهرت بها الجماعة منذ تاريخ تأسيسها عام 1928، واستمر هذا الوضع حتى جاءت ثورة 30 يونيو عام 2013.
ومن ثم استهدفت جماعة الإخوان من مخطط أخونة الدولة جميع المناصب من قمتها إلى أصغرها، والسيطرة على الوزارات، لضمان أن تكون الحكومة كاملة فى يد الجماعة الإرهابية.
الشعب المصري شعب متدين بطبعه، وهذه الدعوة الموجودة كانت باطنة، و حاولت جماعة الإخوان تشكيل حرس ثورى لحماية الإخوان، بهدف تفكيك مؤسسات الدولة، وعمل مؤسسات بديلة ، إلا أن الفكرة فشلت فى النهاية، وذلك بخلاف تكفير المعارضة الذى جاء فى خطاب رسمى حينما وصف محمد مرسى فى استاد القاهرة فى يونيو 2013، من سيخرجون فى 30 يونيو بأنهم أعداء للدين، فى رسالة واضحة لتكفير المعارضة والمختلفين مع أفكار وسياسات الجماعة الإرهابية.
_ كيف استعادت مصر مكانتها الإقليمية بعد 30 يونيو؟
ثورة 30 يونيو، استدعت ردة فعل إقليمية ودولية كبيرة، لاسيما و أن سقوط جماعة الإخوان الإرهابية في مصر كان مدخلا لانهيار مشروع الإسلام السياسي فى الإقليم الذى توافرت له الحواضن الإقليمية والدولية لتمكينه سياسياً.
وفي مواجهة ذلك، تمكنت مصر من إدارة سياستها الخارجية فى دوائر المصلحة الوطنية الخاصة بها، على النحو الذى ارتكز على رؤية استراتيجية ترمى إلى تحقيق هدفين لا ثالث لهما من خلال توظيفها لعلاقاتها الدولية، أولهما كسر الحصار الذى فرضه الغرب على مصر، عقب التخلص من حكم جماعة الإخوان.
أما الهدف الآخر، فتمثل في إعادة بناء العلاقات الخارجية مع العالم على النحو الذى يخدم المصالح الاقتصادية للقاهرة.
من هنا، جاء التحرك المصرى فى مسارات متوازية تشمل فتح علاقات جديدة بقوى أخرى خارج دوائر التحرك التقليدية لمصر، وعدم القطيعة مع الدول الأوروبية والأمريكية، حيث أن دعوة الرئيس السيسي آنذاك تمثلت في أن مصر ليس لها هدف الا أن تكون وسط المحيط الاقليمي، ومحيط الوطن العربي والافريقي وتعود لمكانتها الأساسية .
كذلك دعوته للسلام، لتسترد مصر بإرداة سياسة وحس شعبي مكانتها على المستوى الاقليمي والدولى.
-كيف استعادت مؤسسات الدولة دورها بعد الإخوان؟
كان هناك نوع من النهضة الشعبية والثورة الشعبية قام على أساس مقاومة هذا الاخطبوط الاخواني في هذا الاتجاه، فولد نوع من الضمير الانساني، والذي حرص على أن يسترد قوة الدولة في كافة المؤسسات،لكن ما زال أصحاب الشر متواجدون في المجتمع كونهم خلايا نائمة.
-مصر والخليج بعد ثورة 30 يونيو .. كيف تحولت العلاقات من الدعم المالي إلى التنسيق الاستراتيجي؟
مصر تحتضن العالم العربي بالكامل، وهي في هذه المرحلة منذ ثورة 30 يونيو ومنذ تولى الرئيس السيسي حكم مصر في عام 2014 ودعوته للوطن العربي أنه يد واحدة في كافة الاتجاهات الاستراتيجية ، هذه الدعوة التي دفعت بدول الخليج إلى دعم استعادة مصر مكانتها في المحافل الدولية.
و لم يقتصر هذا الدعم على الجانب السياسى أو الاقتصادى فقط، لكنه امتد إلى المستوى الدولى، حيث قررت العديد من الدول العربية وضع جماعة الإخوان فى قائمة التنظيمات الإرهابية لديها بعد شهور قليلة من ثورة 30 يونيو.
-كيف نجحت الدبلوماسية المصرية في مواجهة حالات التشكيك لتشويه صورة مصر في استعادة مكانة البلاد خارجيا وداخليا؟
ثورة 30 يونيو، ثورة أنقذت مصر من براثن قوى الإرهاب بفضل يقظة المصريين ووعيهم، وانحياز القوات المسلحة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ضد محاولات سلب الوطن واختطافه لتصبح أكبر الثورات في التخلص من طغيان الجماعة الإرهابية وكتابة شهادة وفاتهم بالدولة المصرية .
وبذلك استطاعت دبلوماسية مصر أن تتصدي لـ جماعة الإخوان التي كانت تستهدف تحويل الميادين لساحة للإرهاب والإقتتال وسفك دماء الأبرياء ومحو هوية وحضارة المصريين و أخونة الدولة بالكامل .
_ ما رأيكم في دور الرئيس السيسي في تحريك السياسة الخارجية شخصيًا ؟
الاستراتيجية السلمية الموجودة في الإدارة الداخلية والخارحية تلتزم الالتزام الكامل بإتخاذ القرارت بعد دراسة وافية ومستحقة لهذه الملفات .
فمنذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد حكم البلاد في عام 2014، استطاعت مصر أن تحقق نجاحات كبيرة في ملف العلاقات الخارجية، بعد أن عانت لسنوات من تحديات في إدارة هذا الملف الحيوي، نتيجة للظروف الصعبة التى شهدتها مصر خلال الفترة التى سبقت توليه رئاسة الجمهورية.
بعدها دخلت السياسة الخارجية المصرية مرحلة جديدة ، و أكثر إشراقاً بعد الإطاحة بجماعة الإخوان في 30 يونيو.
إن الجهود التي بذلتها القيادة السياسية، على صعيد السياسة الخارجية وعلاقات مصر الدولية ، أثمر عن تعزيز مكانة مصر الإقليمية والدولية، وساهم في تحقيق المصالح الوطنية للدولة في المجالات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، كما ساهم في تحقيق متطلبات الأمن القومي المصري وتعزيز القدرات المصرية في كل المجالات، وتوفير الدعم الخارجي والتعاون الدولي مع جهود التنمية الشاملة التي تشهدها مصر حاليا .
_كيف تغيّرت نظرة العالم لـ القاهرة بعد ثورة 30 يونيو ؟
العالم أجمع أدرك أن ثورة 30 يونيو ، ثورة شعبية قام بها الشعب ، وأيده فيها القوات المسلحة ، وانتصرت علي السيطرة الاخوانية التى احتلت مفاصل الدولة ، وبهذا تحقق هذا الانجاز في فترة وجيزة، ومازل حكم الرئيس السيسي خلال الـ 10 سنوات السابقة متميز بالاتزان السياسي والثقة في النفس، فضلا عن الإرادة السياسيىة في تحقيق كافة المطالب الموجودة على المستويين الاقليمي والدولي .
-المعاشات والحماية الإجتماعية.. كيف تغيرت نظرة الدولة للفئات الأولى بالرعاية بعد ثورة 30 يوينو ؟
ثورة 30 يونيو ، كانت بمثابة لحظة فارقة فى تاريخ مصر الحديث، حيث لم تقتصر آثارها على استعادة الاستقرار السياسى فحسب، بل امتدت آثارها الإيجابية إلى التغلغل في ملفات الحماية الاجتماعية، و الذى بات أحد أهم أولويات الجمهورية الجديدة.
و من أبرز الإنجازات التي تحققت في مجال الحماية الاجتماعية بعد ثورة 30 يونيو، إطلاق وزارة التضامن الاجتماعي برنامج "تكافل وكرامة" في مارس 2015، كأداة مباشرة لدعم الأسر الفقيرة والمهمشة، من خلال مساعدات نقدية مشروطة للأسر الأولى بالرعاية ، مع توجيه قدراتهم لصالح التنمية المستدامة في مصر.
_ما رأيكم في دور الدبلوماسية المصرية في إدارة ملف سد النهضة؟
الواضح تمام أن هناك نوع من العقل السياسي في إدارة ملف سد النهضة ، و أدوات الحل تميل إلى كونها سياسية أكثر من كونها عسكرية، والواضح تماما أيضا أن سياسة مصر استعادت حقوقها الشرعية سواء في الإعلام أو القوى الناعمة بالكامل في إدارتها لهذا الملف .
-أهم مكتسبات ثورة 30 يونيو ؟
أهم مكتسبات الثورة من وجهة نظري أنها ساهمت بشكل كبير في الحفاظ على وحدة مصر من خلال قيادة وطنية وضعت مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وغيرت مسيرة الدولة المصرية إلى الأفضل في كافة المجالات، لتعيد مصر مكانتها على المستويين الإقليمي والدولي.
كما أنها جاءت بمثابة طوق النجاة لمصر وأهلها وساهمت في تغيير مجرى التاريخ المصري الحديث، وكتبت بأحرف من نور ميلاد دولة جديدة، بعيدة كل البعد عن المصالح و الأهداف، لتنطلق مسيرة البناء والتنمية على كافة المستويات، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، معتمدا علي التلاحم الشعبي والاصطفاف الوطني لمجابهة التحديات التي خلفتها جماعة الإخوان الإرهابية.