الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مدير قصر المنيل يكتب..144 عاما مرت على ميلاد الأمير

صدى البلد

صديق الفنون الإسلامية، واحد من أهم وأبرز أمراء الأسرة العلوية المالكة الذين أثروا الحياة الفكرية والحضارية والفنية بمصر إبان القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين. عاش أميرًا عاشقًا للفنون الإسلامية وراعيًا لها، ومغرمًا بالعمارة العربية وباحثًا عنها، فخلد ذكراه بتخليده لهما.. إن ولادته كانت بقصر القبة تؤرخ في يوم الحادى عشر من شوال 1292هـ/ الموافق 9 نوفمبر 1875م.

إنه الأمير محمد علي بن الخديو محمد توفيق باشا ابن الخديو إسماعيل باشا، وهو الشقيق الأصغر للخديو عباس حلمي الثاني، وابن عم ملك مصر السابق، الملك فاروق الأول.

والدته هي الأميرة أمينة هانم الهامى كريمة الأمير إبراهيم إلهامي باشا ابن الوالي عباس حلمي الأول ابن طوسون باشا ابن محمد على باشا، الجد الأكبر للأسرة العلوية المالكة، ولدت الأميرة أمينة فى (24 مايو 1858- 19 يونيو 1931).

وتعلمت منذ نشأتها القراءة والكتابة باللغتين العربية والتركية وآداب الدين الاسلامى فكان لذلك أثرًا بالغًا فى نفوس وتربية أولادها. وفى ربوع شبابها تزوجت فى قصر القبة بالأمير محمد توفيق إبان ولايته لعهد والده الخديوي إسماعيل قبل وصوله إلى العرش بنحو ست سنوات، وتحديدًا في 15 يناير عام 1873، وكان عمرها آنذاك 15 سنة ، فكانت إحدى عرائس أفراح الأنجال وقد عرفت الأميرة أمينة الهامى باسم "الوالدة"كما لقبت على مدى حياتها بلقب "أم المحسنين"وذلك لكثرة أعمالها الخيرية وأياديها البيضاء على الفقراء والمحتاجين وكان الخديو إسماعيل قد خصص لها 600 كيس سنويـًا كمصروف شخصي لها. تولت الإشراف على المدارس التي كانت قد أنشأتها الأميرة بنبا قادن،ام الوالى عباس الاول؛ راصدة وقفـًا كبيرًا للإنفاق على المدارس المصرية. كما أنشأت المدارس الإلهامية الابتدائية للبنات والإلهامية الثانوية للبنين والإلهامية الصناعية، والمدرسة الإلهامية لبعث الطراز الفرعوني والإسلامي في الأثاث والزخارف، وأرسلت البعثات الدراسية على نفقتها.

لقد ورث الخديو توفيق عن والده الخديو إسماعيل الاهتمام بتعليم أبنائه من الأمراء، ويتضح لنا ذلك الاهتمام من خلال ما أورده الخديو عباس الثانى فى مذكراته.

أرسل الخديو توفيق بعد ذلك كلا من الأميرين عباس حلمى ومحمد علي إلى معهد هكسوس ببلدة لانسي على مقربة من جنيف بـسويسرا، ثم ألحقهما بعد ذلك بأكاديمية"التريزيانوم" فى فينا عاصمة النمسا، وهى خاصة بتعليم أبناء الأشراف، وكان الأميران يعاملان فيها حسب القوانين المنظومة أسوة غيرهما من الطلاب وقد مكثا بها قرابة السبع سنوات.

وفى وقت لاحق، أوفد الخديو توفيق الأميران لمقابلة ملوك أوربا، فأصبحا موضع اعجاب العالم الغربي بأسره، فأهدى ملوكه لهما العديد من الأوسمة والنياشين اعترافًا بقدرهما وسمو مكانتهما، وفى سنة 1889م، عادا إلى مصر واستأذنا والدهما فى زيارة معرض باريس لذلك العام المذكور فأجابهما إلى ذلك، فلقيا هناك ترحابًا عظيمًا، وعادا مرة ثانية بعد ذلك إلى فينا، وفى سنة 1891م، عادا إلى مصر أثناء الراحة الدراسية لهما ثم سافرا إلى فينا مرة ثالثة. وعند وفاة والدهما الخديو توفيق فى 8 يناير 1892م، اضطر الأميران العودة إلى مصر حالًا، حيث ارتقى الخديو عباس حلمي الثانى عرش مصر وليكون شقيقه الأمير محمد علي وليًا لعهده حتى ميلاد الأمير محمد عبد المنعم، الأبن الأكبر للخديو عباس حلمي الثاني.

كان الأمير محمد علي، على درجة بالغة من الثقافة فكان يجيد العديد من اللغات الأوربية مثل الفرنسية والتركية الأنجليزية والألمانية وغيرهم هذا فضلًا عن اللغة العربية.

كان أيضًا واسع الاطلاع محبًا للعلم ومشجعًا له سواء كان ذلك التشجيع معنويًا عن طريق زيارته للمدارس التعليمية أو ماديًا عن طريق التبرع بالأموال لتلك المدارس ووقف العديد من الأوقاف للإنفاق عليها.

عرف عن الأمير محمد علي، أنه كان مهندسًا بارعًا وفارسًا شجاعًا وصديق قديم للفنون الإسلامية، كما اشتهر بخبرته الواسعة بالنباتات والزهور وتقليم النباتات، وكان يعلم جيدًا أصول علم الموسيقى الشرقية والغربية، وهو ما أشادت به إحدى الصحف الأفرنجية فى ذات الوقت معبرة عن رأيها فى شخص الأمير محمد علي فأشادت بقولها "...أنه من ذوى البراعة العظيمة فى فن الرسم ومن ذوى الخبرة الواسعة فى فن الموسيقى ويخيل إلى رائيه وهو بمظهره الوقور ‏نال الأمير ثقافات عربية وأجنبية رفيعة المستوى، وكان محبًّا للفنون بكافة صورها خاصة الإسلامية منها، ومارس بنفسه بعض الفنون. وكان أحد أشهر هواة تربية الخيول العربية ذات الأنساب العريقة، وله مؤلفات في ذلك المجال .
------------------------
د.ولاء الدين بدوي
مدير عام متحف قصر المنيل