الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هدير الذبيدى تكتب: انتظار

صدى البلد

لا أحدَ يعلمُ ما بداخلِكَ، لا أحدَ يعيشُ في ظلامِكَ الدامسِ،
ولا أحدَ يسيرُ في طريقِ وحدتِكَ،
الجميعُ يرى خارجَكَ فقط،
فأنت تبتسمُ رغم كل شيء،
صلبٌ رغم كل هذه الصدماتِ،
لا تبالي رغم أن الموقفَ يستدعي منك الوقوفَ على ناصيةِ طريقِكَ والصراخَ بقوةٍ في وجهِ العالمِ الزائفِ هذا،
ليسَ هذا هو المكانُ المناسبُ لك،
ليست تلك هي حياتُكَ،
فأنت بعيدٌ كل البعدِ عن نفسِك،
بعيدٌ عن مبادئك وأفكارِك،
تشعرُ بأن المجتمعَ يحاصرُ عقلِك،
شيء ما يخيمُ على روحِك ويعرقلُ مسارَك،
كلما حاولتَ النهوضَ لتحقيقِ هدفِكَ يختلُ توازنُكَ،
لا تعرفُ أينَ أنتَ أو من تكونُ،
كلُ ما تحاولُ فعلَه هو القضاء على تلك الوحدةِ القاتلةِ والتخلص من هذه الغربةِ الموحشةِ،
فأنتَ تعيشُ في مجتمعٍ يتعارضُ مع أفكارِكَ وينتقضُ طموحَكَ،
تعيشُ في عالمٍ لا يشبهُكَ على الإطلاقِ،
فتحاولُ أن تستجمعَ قواك لمواجهةِ العاصفة التي طالما أنهكتكَ،
ولكن متى الخلاصُ من تلك الغربةِ المؤلمةِ؟
فكيف النجاةُ من ذاك المجتمع الفارضِ قيوده؟؟؟
كيف الهروبُ من تلك الحياةِ الزائفةِ وبناءُ حياةٍ جديدةٍ بعيدةٍ عن لؤمِ البشرِ ومكرهم؟؟؟
حياة بعيدة عن مجتمعٍ فاسدٍ ينظرُ للمرءِ بعينِ الاحتقارِ الدائمِ،
كيف....؟؟؟؟؟!!
فهذا الصديقُ الذي يحطمُك عن عمدٍ،
وذاك القريبُ الذي يقتلُ روحَك ويطفيء شغفَك،
وذاك الذي يحطمُ طموحَك بحروفِه الساذجةِ،
تجدُ نفسَك في النهايةِ مجردَ بقايا لأفعالِهم المريبةِ وعباراتِهم السيئةِ التي تجعلُ منك انسانًا آخرَ غيرَ الذي بداخلِك،
تجدُ نفسَك على حافةِ الغرقِ والاستسلامِ لليأسِ،
فقد أصبحتَ لا تبالي بأي شيء حولك،
لا تكترثُ حتى بتحقيقِ هدفِك،
فأنت الآن تحطمت معنويًا وهم يكملون طريقَهم بكل شيء من اللا مبالاة،
فقد جعلوا منك شيئًا باليًا لا حولَ له ولا قوةَ،
لا تبالي يا عزيزي واشحنْ نفسَكَ بأنَّكَ ما زلتَ بخيرٍ،
أنتَ فقط تنتظرُ الخلاصَ وتستشعرُ النهايةَ القريبةَ،
فما عدتَ تملكُ سوى أملٍ مفقودٍ وحلمٍ ضائعٍ وطموحٍ زائلٍ،
ما عادت روحُكَ تتعلق بشيءٍ،
أنت فقط في حالةِ إنفصالٍ كليٍّ عن نفسِكَ التي كنتَ عليها،
وها نحن نستمرُ في مواجهةِ تلكَ الموجةِ إلى أن تمرُ بسلامٍ،
فهل أنت الآن على إستعدادٍ لمواصلةِ الانتظارِ؟
لا بأس هو فقط مجرد يومٍ جديدٍ سيمرُ عليك مثلَ غيره،
فلا داعي للبكاءِ أو حتى التفكير،
فأنتَ الآن فقدتَ الطاقةَ التي تعينُك على فعلِ ذلك،
فنحن محضَ الانتظارِ للتخلصِ من هذا المجتمعِ اللعينِ......