قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

من مزارعي سيناء للمجلس العسكري... أعيدوا ترعة السلام


ناشد مزارعو شمال سيناء المجلس الأعلى للقوات المسلحة والحكومة ضرورة إعادة المياه إلى مجرى ترعة السلام بمناطق بئر العبد ورابعة.
واتهموا النظام السابق بقطع المياه عنهم وترك أراضيهم للبوار بعد تجفيف مساحات كبيرة بالترعة تخدم 156,5 ألف فدان من إجمالي المستهدف زراعته من المشروع والبالغ 400 ألف فدان تساعد على التوطين والتنمية لأراضي شمال سيناء وفقا لما أعلنته الحكومة.
في زيارتنا لمشروع ترعة السلام شاهدنا على الطبيعة دواعي نداء أهالي شماء سيناء. فالرمال تردم أجزاء من الترعة . وزراعات وأشجار ماتت حولها من قلة المياه.
" السيد فتحي" مزارع من محافظة الشرقية . يشكو ضياع كل ما يملك بعدما تكبد الكثير من الخسائر نتيجة اغلاق مياه الترعة عن العشرة أفدنة التي يمتلكها.

إهدار بالمليارات

"امتنعت الزراعة عن صرف الكيماوى والتقاوي .وماتت أشجار الجوافة والمانجو في أراضينا. بعنا كل ما نملك لاستصلاح هذه المساحات .ودفعنا للبدو خلو لتركها بينما تماطلنا الحكومة في تقنين اوضاعنا رغبة في اعطائها للمستثمرين الكبار لتسقيعها"، يقول السيد فتحى.
ويستكمل الحديث "محمد علي " من بدو شمال سيناء. ويقول "جئنا لنعمر سيناء. ولكنهم يريدون تركها فضاء لليهود. يريدون تخصيص الأراضي للكبار رغم أن توطينها بمساحات صغيرة للأسر هو أسرع طرق تعميرها".
ويتساءل عن المغزى من اهدار مليارات الجنيهات على شق الترعة وتركها لتردمها الرمال وينهب اللصوص البوابات الحديدية والمواتير ومحطات الرفع . وناشد حكومة الثورة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة فتح هذا الملف ومعرفة من ورائه وحل المشكلة بفتح المياه "حتى نزرع لنسد جوع أولادنا ونخضر سيناء ونعمرها".
وأكد أن جميع المزارعين على استعداد لدفع ما تطلبه الدولة لتمليكهم الأراضي مثلهم مثل المستثمرين الكبار.
واشتكى المزارعون من "خداع المسئولين بحكومة النظام السابق لهم بالتعلل بأن أثيوبيا هى السبب في قطع المياه عنهم".

أثيوبيا السبب

ويقول "أحمد سليم"، وهو مزارع من قبيلة الحيوات المستوطنة بمنطقة بئر العبد ، "أثيوبيا قطعت المياه عن النيل ولم يعد هناك وفر لتمرير المياه إلى ترعة السلام . هذا هو ما قاله لنا أحد المسئولين الذي التقينا به في مكتب رئيس الوزراء الأسبق د. أحمد نظيف عندما ذهبنا لعرض مشكلة قطع المياه عن أراضينا بسيناء".
"سليم" يملك 10 أفدنة على ترعة السلام يقول إنه ورثها عن جدوده البدو ولم يبدأ زراعتها إلا بعد خطاب الرئيس السابق مبارك الذي قال فيه "من يزرع شبرا في سيناء يتملكه". ويشير "سليم" إلى أن هذه المقولة هى التي جعلت الكثيرين يقدمون على شراء مساحات كل حسب مقدرته من البدو لاستصلاحها . وجاء الكثير من أسر أبناء الوادي والمحافظات المختلفة وبدأوا في الاستصلاح والزراعة ، وساعدتهم وزارة الري بتوصيل المياه للترعة في عام 2005 وحتى 2008 ، كما ساعدتهم وزارة الزراعة بتسليمهم التقاوي والاسمدة الكيماوية .
يلتقط "جمال عبد الهادي"طرف الحديث ليؤكد أن المساعدات من الحكومة دامت على مدار ثلاثة سنوات ومازالوا يحتفظون بإيصالات الاستلام للتقاوي والكيماوي من وزارة الزراعة .

ديون وغرامات

وتساءل"جمال " ، الذي باع أرضه بالشرقية ليشتري 3 أفدنة من البدو ، لماذا يفعل المسئولون بالمزارع المصري ذلك ؟.
وقال إنه لم يعد قادرا على ارسال أبنائه للمدرسة بعدما باع أخر ماكينة يمتلكها ليأكل وتهدم بيته.
أضاف "محمود ابراهيم" ، مزارع من الشرقية أنه اشترى 10 أفدنة من البدو وبعد زراعتهم انقطعت المياه ولا يجد قوت يومه لافتا إلى أنه قام حفر بئرا في أرضه ليحافظ على مزروعاته . ويقول إن "هناك حملات من وقت لآخرلملاحقتي بالغرامات التي تتجاوز الأربعة ألاف جنيه فاضطرت إلى العمل بالأجرة في إحدى المزارع القريبة لسداد ديوني".
وأوضح أن المسئولين بالزراعة عقب الثورة عقدوا معهم لقاء ووعدوهم "بضخ المياه لإحياء مزروعاتهم لحين البت في إجراءات تقنين أوضاعهم وتمليكهم الأراضي"، ولكنها" مجرد وعود".
وإذا كان هذا هو الحال في أراضي رابعة وبئر العبد للخلاف على إجراءات تخصيص الأراضي للمزارعين على الترعة ، فإن الحال لم يكن بأفضل في الأراضي التي تم تخصيصها بالفعل لأصحاب الاستثمارات وصغار المزارعين على ترعة السلام في مناطق سهل الطينة وجنوب القنطرة شرق .

كبار المستثمرين

ويتحدث عن كبار المستثمرين بجنوب القنطرة " عاشور عبد الحميد " المشرف الزراعي بشركة الطاروت الزراعية التي تمتلك 350 فدان. وأكد أن كميات ونوعية المياه المتدفقة في الترعة لا تساعد على إحياء التنمية بالمنطقة لأن نسبة الملوحة تتجاوز 3 الاف جزء في المليون بسبب خلطها بمياه الصرف الزراعي بنسبة تتجاوز الحدود المسموح بها حيث تصل الى 4 متر من مياه الصرف مقابل متر مكعب واحد من المياه النيلية.
وأوضح انه من المستحيل أن تعيش أي مزروعات على هذه المياه ، فضلا عن أن التدفق متقطع يومين فقط في الأسبوع ، ولهذا تقدمت الشركة ببلاغ للنائب العام ضد وزارتي الزرعة والري بسبب الخسائر التي تكبدتها بعد اتلاف المياه للمحصول.
أما صغار المستثمرين بقرى التوطين بسهل الطينة فيشكون من انقطاع الخدمات اللازمة للإعاشة بالقرى حيث يعيشون في الظلام بلا كهرباء ولا يجدون مياه للشرب ومدارس القرية مغلقة.

في انتظارالقرار

ويقول "مصطفى محمد الشودافي" الذي يستزرع بالمشاركة مع أخواته الثلاثة مساحة 10 أفدنة "غالبية من جاء إلى المشروع هجره بعد أن فاض الكيل بالجميع ..نعيش في الظلام نحن وأبناؤنا بقرى التوطين التي أتوا بنا إليها لنعمر المساحات حول الترعة ومياه الترعة لا تصلح حتى للماشية لأنها صرف زراعي ولا نجد مياه للشرب الا على بعد 5 كيلومترات من القرية.
"السيد محمد الشودافي" ، من مزارعي القرية 4 بسهل الطينة ، يضيف "لا يوجد كيماوي في الجمعية الزراعية وأبناؤنا يمشون لأقرب مدرسة 4 كيلومترات إلى "بالوظة".
وبرر المسئولون بوزارة الري قطع المياه عن اراضي ترعة السلام بأنهم "في انتظار قرارات من اللجنة الخاصة بوضع اجراءات تخصيص الأراضي على الترعة بوزارة الزراعة وحماية للأراضي المحيطة من التعديات عليها".
وقال المهندس علي المهر وكيل وزارة الري لقطاع شمال سيناء إن فتح المياه "كان اطلاقا تجريبيا " ، وهو ما قامت عليه الزراعات الكائنة بالمنطقة .
وأوضح أن اللجنة المشكلة في طريقها لوضع الاجراءات اللازمة حرصا على عدم اهدار حق الدولة .