الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إزار فرعوني وخيتون يونانى ودلماسية روماني.. موضة ملابس الأطفال عبر العصور

صدى البلد

قال الدكتور أشرف أبو اليزيد مديرعام متحف النسيج ن مصر احتلت منذ فجر التاريخ وعلى مر العصور مركزا متقدمًا فى صناعة وانتاج النسيج،مما جعلها دائما فى موقف الصدارة فى ازدهار صناعة الملابس وتطورها بين كثير من بلدان العالم.

وتابع أبو اليزيد:بل امدتهم بالعديد من انواع المنسوجات والثياب التي حملت أسماء كثير من المدن والمراكز المصرية الشهيرة بإنتاجها ،فمصر كانت ولا زالت عاصمة الأزياء التراثية المميزة.

وكشف أنه كان لملابس الأطفال نصيب من هذا الازدهار والتطور على مر العصور المصرية القديمة،فنجد فى العصر الفرعونى كانت ملابس الأطفال قريبة الشبه من ملابس الكبار،وكانت عبارة عن إزار للأولاد يغطى النصف الأسفل من جسم الطفل،بالإضافة الى غطاء رأس في بعض الأحيان.

ثم تطور هذا الإزار الى عدة أشكال منها ما يثبت بحزام يشد حول الوسط أو يعقد من الأمام، أما ملابس الفتيات فقد أوضحت التسجيلات ان ملابس الفتيات فى الدولة القديمة كانت قليلة جدًا،وكانت تتكون من ما يسمى بالقميص او التونيك،هو عبارة عن ثوب بسيط ترتديه الفتاة يغطى جسدها من الرقبة وحتى قدميها وذو أكمام قصيرة .

وفيما بعد بدأت تظهر أنواع جديدة من الملابس تمثلت فى ظهور العباءة(الكاب)،وكان منها الشفاف والثقيل الذى يستخدم فى الشتاء اتقًاء للبرد،وكانت تنسدل على الكتفين وتربط برباط عندالعنق، ووصل إهتمام المصريين القدماء حتى بالأطفال الرضع فصنعوا لهم الملابس المناسبة حتى انهم كانوا أول من ابتكر صناعة الكوافيل للأطفال.

وفى العصر اليونانى تميزت الملابس اليونانية بالشكل الفضفاض ذى الثنايا، ومكونة من قطعة واحدة مستطيلة الشكل أو قطعتين من القماش، وتلف حول الجسد وتضم من الوسط بحزام،وكان هذا يعرف بإسم الخيتون القصير لتسهل معه حركة الطفل.

أما الفتيات قد ارتدين الخيتون الدورى،وهو رداء بدون اكمام يصنع من قطعة مستطيلة الشكل يلفحول الجسم يحيط به كنار زخرفى على الأطراف،ويثبت على الأكتاف بألوان مبهجة تتمثل فى اللون الأرجوانى ،الأحمر،والزعفران.

وقال أنه فى العصر الرومانى ارتدى الأطفال الذكور ما يعرف بـ الدلماسية، وهى عبارة عن تيونيك ذو اكمام واسعة مزينة الأطراف بأشرطة، بالإضافة الى الأردية الخارجية التى تلتف حول الجسد متمثلة فى العباءات وكانت ترتدى فى الأجواء غير المستقرة.

أما الفتيات فكانت ملابسهن تتمثل فى التونيك،وهو عبارة عن قميص طويل ترتديه الفتيات يصل الى ما قبل الكاحلين وذو اكمام قصيرة تزينها أشرطة عريضة باللون الأرجوانى تزين جانبى التونيك والأكمام.

واستمر التحول التدريجى يظهر على ملابس الأطفال من الطراز الرومانى الى الطراز البيزنطى خلال الفترة من القرن الثالث حتى السادس الميلادى حيث ظهرالطراز البيزنطى فى ملابس الأطفال والتى تحولت إلى أزياء تتسم بالعظمة والفخامة.

وتعتمد على المنسوجات الحريرية والتطعيم بالأحجار الكريمة والألوان المبهجة والفرنشات المزركشة وتمثلت فى لبس القميص الطويل وكانت له أكمام طويلة ضيقة يضمه حزام من الوسط ويرتدى فوقه العباءة وكانت الفتيات ترتدى نفس الملابس مع تميزها ببعض الأشرطة ذات الألوان المختلفة.

وتابع:وكان لظهور الديانة المسيحية أثرًا واضحًا على أزياء الأقباط التى اتسمت بالإحتشام،وهو التأثير الذى فرضته تعاليم الديانة المسيحية،وكانت أزياء الأطفال متناسقة ومتطابقة فى الخطوط العامة مع الأزياء البيزنطية،وتمثلت فى القميص للأولاد المزين بشرائط على الأكمام والجانبين والدلماسية للفتيات وهى رداء طويل يلبس من أعلى وله فتحه رقبةإما نصف دائرية أو مربعة الشكل(TM118,116,564).

وأضاف:ونجد تطور لملابس الأطفال فى العصور الإسلامية،فنجد هناك تطابق فى ملابس الأطفال من صبيان وبنات،حيث ارتدوا ملابس تطابقت فى تفاصيلها مع ملابس الكبار،وكان الصبيان يرتدون الإزار وهو غطاء شامل للجسد ذو أكمام قصيرة بحزام فى الوسط،اما الفتيات فقد ارتدين السروال ومن فوقة الثوب وغطاء رأس تمثل فى شكل الطواقى والكوافى بدلا من الحجاب الذى ارتدته النساء.