الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السر وراء هجوم أرامكو| كيف ضربت إيران الولايات المتحدة في السعودية؟

صدى البلد

كشفت وكالة رويترز البريطانية في تقرير لها عن تفاصيل تورط إيران في الهجوم الإرهابي على المنشآت النفطية لشركة أرامكو السعودية.

ونقلت رويترز عن 4 مصادر إيرانية مطلعة تفاصيل اجتماع قادة الحرس الثوري الإيراني قبل 4 أشهر من الهجوم بقيادة الميجور جنرال حسين سلامي، لمناقشة كيفية معاقبة الولايات المتحدة على الانسحاب من الاتفاق النووي والعقوبات الخانقة الموقعة على طهران.

وخلال الاجتماع، أثار أحد كبار القادة امام سلامي فكرة شن هجوم على أهداف ذات قيمة عالية بما في ذلك القواعد العسكرية الأمريكية.

وبدلا من الدخول في مواجهة مباشرة مدمرة مع الولايات المتحدة، تمخض الاجتماع عن فكرة استهداف منشآت نفطية في السعودية حليفة الولايات المتحدة، واعتمد هذا القرار بعد مناقشته من قبل القادة في 4 اجتماعات أخرى.

وكشف أيضا التقرير عن تورط المرشد الإيراني علي خامنئي في الهجوم، حيث وافق على العملية بشروط مشددة أن تتجنب القوات الإيرانية إصابة أي مدنيين أو أمريكيين. بحسب ما أفادت به 3 مصادر مسئولة اطلعت على اجتماع، ومصدر رابع مطلع على علمية صنع القرار.

يشير التقرير بالبنان إلى استراتيجية جديدة تتبعها إيران حاليا في حربها مع الولايات المتحدة، والتي استقتها من حليفتها روسيا، وهي المحرك الرئيسي الذي دفع طهران لضرب واشنطن، ولكن في الرياض.

استراتيجية الحرب الإيرانية الجديدة

نشرت مجلة ناشونال إنترست الأمريكية في أغسطس الماضي تقريرا مطولا بعنوان "إيران ستستخدم إستراتيجية خاصة جدًا لمهاجمة أمريكا..والفضل لروسيا".

أشار التقرير الذي شارك به عدد من المسؤولين والمحللين العسكريين، إلى أن التوتر الحالي بين الولايات المتحدة وإيران يمثل حقبة جديدة في الصراعات، حيث باتت قوة الدولة على المسرح العالمي لا تقاس بالنفوذ الاقتصادي او القوة العسكرية، أو حتى التأثير الدبلوماسي فحسب، وإنما بالاستخدام الفج للمعلومات المضللة لتشكيل الرأي العام داخليا وخارجيا أيضا. والابتعاد عن الحروب بمعناها التقليدي، في مقابل استخدام تكتيكات الحرب الهجينة.

الحرب الهجينة

يعرف مصطلح الحرب الهجينة بأنها استراتيجية عسكرية تجمع بين الحرب التقليدية والحرب غير النظامية والحرب السيبرانية، والتي يمكن تعريفها أيضا بأنها هجمات تستخدم وسائل نووية وبيولوجية وكيميائية وعبوات ناسفة وحرب المعلومات.

استخدمت روسيا تلك التكتيكات في أوكرانيا، وتعمل إيران على إعادة تنفيذها في الحرب مع الولايات المتحدة.

وفي النموذج الإيراني، تعمل طهران على تهديد المصالح الأمريكية دون اللجوء إلى العمل العسكري المباشر، وفي المقابل، تضع عبء تصعيد النزاع وقرار الحرب على الولايات المتحدة.

ونقل التقرير عن ناتاليا بوجايوفا، الباحثة في الشؤون الروسية في معهد دراسات الحرب، وهو مركز بحثي أمريكي قولها إن:"هجمات إيران على ناقلات النفط في الخليج تشبه، في غرضها، عمليات الحرب الهجينة التي شهدناها في أوكرانيا وأماكن أخرى".

وأضافت:"تستخدم روسيا وإيران عمليات الحرب الهجينة لتعزيز أهدافهما الأشمل فيما تحاولان إرباك الواقع على الأرض ومنع الغرب من اتخاذ إجراءات للدفاع عن مصالحه. ولإيران تاريخ من التعلم من روسيا في ساحة المعركة".

يعمل الإيرانيون على اختبار مساحة ما يعرف بـ"المنطقة الرمادية" لدى الولايات المتحدة. وهي الهجمات غير المميتة التي تضر بشدة لكنها لا تستدعي ردا او تصعيدا عسكريا من قبل واشنطن، حيث تشمل أنشطة طهران الأخيرة في المنطقة الرمادية هجمات غير تقليدية من قبل الوكلاء (الحوثيين في اليمن مثلا)، بالإضافة إلى أعمال عدائية غير مميتة مثل تخريب ناقلات النفط وخطوط الأنابيب.

يشير التقرير أيضا إلى احتجاز إيران ناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبيرو" وإسقاط الطائرة الأمريكية المسيرة بدعوى أنها اخترقت المجال الجوي الإيراني، ليعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه ألغى قرارا بشن غارة انتقامية قبل 10 دقائق من تنفيذها.

حرب الرجل الفقير

يجبر الفارق الاقتصادي والعسكري الشاسع بين الولايات المتحدة، وعدوتيها روسيا وإيران، الأخيرتين على اختيار حرب لا تلعب فيها القوة الاقتصادية أو العسكرية دورا حاسما.

ويقول التقرير إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أدرك ذلك، وقامت روسيا بشن حرب معلومات، من خلال نشر منظماتها الإعلامية التي تديرها الدولة لتقويض المجتمعات الغربية ومؤسساتها. كذلك تجدر الإشارة إلى التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية عام 2016.

وبالنسبة لإيران، وتحت ضغط العقوبات الأمريكية الخانقة، لجأت طهران إلى زيادة أنشطتها في المنطقة الرمادية لتخويف الزعماء الأوروبيين لتقديم تنازلات بشأن العقوبات.

هجوم أرامكو

يعد هجوم أرامكو مثالا واضحا على الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة، حيث استبعدت طهران ضرب هدف أمريكي مباشر، لتقوم بالتخطيط وتنفيذ هجوم من شأنه إصابة سوق النفط العالمية بهزة كبرى، وهو ما حدث، في الوقت الذي تعاني فيه طهران من عدم القدرة على تصدير نفطها بفعل العقوبات.

كذلك أعلنت مليشيات الحوثي الإرهابية مسئوليتها عن الهجوم ممارسة دورها في الحروب الإيرانية بالوكالة.

وشهدت التظاهرات في لبنان والعراق التي خرجت ضد النفوذ الإيراني المتغلغل في الدولتين، حملة تشويه كبرى من الإعلام الإيراني والإعلام الموالي له.

-