الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طومان باي الأشرف والعادل.. مخطوطة وصورة تكشفان حكاية أميرين بنفس الاسم وكان مصيرهما الشنق والقتل

صدى البلد

في 17 نوفمبر الماضي بدأ عرض مسلسل ممالك النار ليخلق حتي الآن جدلا بين المهتمين والمختصين في التاريخ وحتي رجل الشارع، خاصة فيما يتعلق بالحقائق التاريخية المتعلقة بشخصيات المسلسل، وعلي رأسها طومان باي الذي قام بدوره الفنان خالد النبوي.

وما لم يذكره المسلسل أنه هناك تقريبا 9 من أمراء المماليك حملوا اسم طومان باى، وبرز اسم اثنين توليا الحكم، وهما العادل طومان باى والأشرف طومان باى، وما بين هذا وذاك الكثير من الحقائق التاريخية المثيرة، والتي كشفها لنا شريف فوزي المنسق العام لشارع المعز.

وقال: العادل طومان باي والأشرف طومان باي سلطانان مملوكيان جركسيان حكما مصر في العصور الوسطي، ويتشابهان في الاسم وقصر مدة الحكم والعمر وكذلك نهايتهما القاسية وإن اختلفت شخصيتهما، حيث كان أحدهما سفاكا للدماء والأخر عادل ومجاهد ومحبوب من شعبه ودافع عن وطنه.

ومعني كلمة طومان باي أمير فرقة عسكرية، والعادل طومان باي كان طموحه للحكم تواقا له عكس الأشرف طومان باي، والعادل طومان باي هو السلطان 45 من السلاطين الترك و19 من السلاطين الجراكسة في مصر.

أما الأشرف طومان باي فهو ال 47 من ملوك الترك و21 من ملوك أو سلاطين الجراكسة في مصر، حيث تم إسقاط بعض السلاطين بينهما إما لأنهم ليسوا جراكسة أو لم يتولوا تولية حقيقية للحكم.

وتولي العادل الحكم بعد قتله لسلفه السلطان جانبلاط بالخنق وذلك عام 906 هجري /1501 ميلادي، وكانت مدة حكمه حوالي 3 شهور وتولي وقد جاوز 40 عاما وكانت فترة حكمه إضطرابات وقتل للأمراء وفتنة حيث عرف عنه سفك الدماء،أما الأشرف طومان باي هو السلطان فقد تولي الحكم أيضا حوالي 3 شهور مثل العادل طومانباي.

إلا أن الأشرف لم يكن يسعي للحكم ،بل تولي الحكم بطريقة سلمية حيث كان نائب الغيبة حينما سافر السلطان الغوري لملاقاة السلطان العثماني سليم الأول في موقعة مرج دابق،وعندما تولي الحكم كان سنه 44 عاما تقريبا مثل السلطان العادل.

والسلطان الأشرف طومانباي تولي الحكم بعد وفاة الغوري عام 923 هجري/1517 ميلادي،وكان الأشرف عادلا وألغي الكثير من المظالم والضرائب والمكوس من عهد الغوري،وقد جاهد العثمانيين حينما دخلوا مصر ونال إعجاب المصريين وتعلقهم به وأنه سيخلصهم من سليم وجيشه.

وقد جاهد بكل ما أوتي من قوة العثمانيين ونال إعجاب السلطان سليم ذاته،إلي أن وشي به بن مرعي من عربان البحيرة وقد وشوا به لسليم ،فسلموه له حيث تم شنقه علي باب زويلة وكان أن طلب من المصريين قراءة الفاتحة والدعاء له ،وقد بكله المصريون كثيرا وإعتبروه بطلا شعبيا تحكي سيرته علي القهاوي في العصر العثماني.

وقد غسل ودفن بالحوش الجنائزي بمجموعة السلطان الغوري ،وذكر إبن زنبل الرمال أنه لم يكن له أبناء وإن ذكر إبن إياس أنه كانت لديه ابنة،ولم يترك الأشرف منشأت سوي بيت علي بركة الفيل إندثر وقد لحقه بعد خرابه علي باشا مبارك وإن كانت هناك وثائق تثبت أنه كان يمتلك بعض الدور ولكنها مندثرة الآن أيضا.

أما إذا عدنا إلي السلطان العادل طومان باي فقد مات مقتولا علي يد المماليك بعد أن ساءت العلاقات بينهم وسادت الفتن والقتل،حتي هرب منهم وقفز من فوق حائط فوقع علي فخذه فإنكسرت نصفين فلحقه أحد مماليك سلفه جانبلاط ويدعي أرزمك وقطع رأس العادل وقام مماليك جانبلاط ومماليك قصروه بالتشفي منه بضربه بالسيف بعد موته.

حتي ذكر المؤرخ إبن إياس أنهم"هروه"،وقد وضعوا رأسه علي طبق من نحاس وطاف بها المشاعلية بالشوارع وقالوا هذا جزاء من يسفك الدماء،ومن منشأته لوحة تجديد بالقلعة وقبته الموجودة في منطقة العباسية، وكانت جزءا من مجموعة متعددة أسوة بمجموعات سلاطين المماليك.

وكشف شريف فوزي عن وجود مخطوطة عثمانية تورخ لشنق الأشرف طومان باى علي باب زويلة على أيدى العثمانيين،ونلاحظ فى المخطوطة أن نصف طومانباى العلوى عارى،وهذا لا يتفق مع روايات المؤرخين المعاصرين الذين قالوا إنه كان يرتدى مايشبه العباءة وعارى الرأس.

كما أن غطاء الراس الظاهر فى المخطوطة يشبه أغطية رأس بدو سيناء وعرب الخليج،فقد كان مختفيا عند عربان أولاد مرعى بالبحيرة،وقد إنتقم المماليك فيما بعد من أولاد مرعى وعلقوا رؤوسهم على باب النصر فيما بعد.