- الرئيس في جلسة "التحديات الراهنة للأمن والسلم الدوليين"
- الإرهاب صناعة شيطانية.. ولن نقضي عليه بدون مواجهة الدول التي تدعمه
- الهدف من المنتدى أن نستمع لبعضنا البعض.. وفرصة لمعرفة الحقائق
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الهدف من المنتدى هو أن نستمع إلى بعضنا البعض في مختلف الموضوعات بين شباب العالم، لافتا إلى أن الإرهاب صناعة شيطانية تستخدم أدواتها للإضرار بالإنسان وتقدمه وكل شر في العالم يتم تحت ستار الإرهاب الذي أصبح غطاءً للأهداف التي ترغب بعض الدول في تحقيقها، وأخطر ما به استغلال العقيدة لتحقيق أهداف شيطانية، وطالما بقيت المصالح والأهداف الشريرة لبعض الدول ستبحث تلك الدول عن طرق جديدة للإضرار بدول أخرى، وعندما نتحدث عن دولة مثل مصر نجد أن عملية إرهابية واحدة تؤثر على موارد الدولة من قطاع عام مثل السياحة لأعوام، ولم يكن أحد يتصور أن الأعمال الإرهابية التي تتم في بلد مثل مصر خلفها مطالب سياسية لتركيعها.
وبخصوص إصلاح الأمم المتحدة، لفت السيسي إلى "نشأة المنظمة منذ سبعين عاما في ظروف مختلفة، ونحتاج اليوم إلى تطوير المنظومة لمجابهة التحديات التي نشأت مؤخرا، وإذا لم نقم بذلك ستبقى الأمم المتحدة بأدوات غير عصرية".
ولفت الرئيس إلى لقائه مع مفوض الهجرة السابق بالاتحاد الأوروبي عقب ثورة 30 يونيو وما قاله له حينها عن خطورة تكرار سيناريوهات دول أخرى بمصر.
وقال سامح شكري، وزير الخارجية، إن أحداث عام ٢٠١١ كان لها تأثير بالغ على زعزعة الأمن والسلم الإقليمية والدولي وهددت مفهوم الدولة الوطنية نتيجة التغيير الذي تم بشكل غير منظم وإخفاق الدولة الوطنية في الاضطلاع بمسئولياتها.
وأضاف سامح شكري أن هذه الأحداث أدت أيضا إلى الصراعات الداخلية في سوريا وليبيا واليمن والاستقطاب الإقليمي وتوسع رقعة التنظيمات الإرهابية استغلالا لهذا الأوضاع وتحفيز دول كانت تستفيد من توسع رقعة المنظمات الإرهابية، كما كان لها تأثير واسع اجتماعي واقتصادي وسياسي لا يقتصر على المنطقة العربية، كما كان لها أثر على القضية الفلسطينية وأدت إلى استقطاب الشباب والمقاتلين واستغلال التنظيمات لدعاوى غير سليمة من الدين الإسلامي، بالإضافة إلى استغلال وسائل التواصل الاجتماعي في مزيد من تجنيد المقاتلين والشباب.
ولفت وزير الخارجية إلى أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام الجمعية العام للأمم المتحدة في عام ٢٠١٤ بضرورة مواجهة الإرهاب وتصويب الخطاب الديني كان له أثر، وكذلك دعوة الرئيس السيسي بضرورة وضع مقاربة شاملة لمواجهة الإرهاب والتطرف بجميع صوره والعمل على محاصرة التنظيمات والدول التي توفر لها التمويل والملاذ الآمن والمنصات الإعلامية، مما أدى إلى التركيز على أن تكون الحرب على الإرهاب شاملة من خلال سياسات جماعية، ومن هنا كانت مشاركة مصر في التجمعات الدولية وعضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن لمحاربة داعش والفكر الأصولي الذي يسعى لإقصاء الآخرين.
وطالب أحمد أبو الغيط بعودة التنافس الحاد والمواجهة بين القوى العظمى رغم انتهاء الحرب الباردة في التسعينات وهناك إعادة تموضع للولايات المتحدة في شرق آسيا وعودة ظهور لروسيا والصين، وحتى الحرب التجارية بين واشنطن وبكين تظل قائمة رغم الاتفاق المبدئي، وهو ما يهدد فكرة العولمة والتجارة الحرة.
وقال إن الحرب السيبرانية تمثل خطرا كبيرا لأن شابا يمكن أن يدخل على مجتمع وأن يدمره من الداخل من خلال مهاجمة شبكات الكهرباء أو البنوك مثلا، بالإضافة إلى خطر الحرب المعلوماتية لأن الرئيس ترامب يسميها أخبارا زائفة ولكنها ضارة للغاية وتهد المجتمعات من الداخل، مضيفا أنه سافر أمريكا لحضور اجتماعات الجمعية العامة في سبتمبر الماضي ووجد صخبا إعلاميا كاذبا بأن هناك حدثا جللا على الأرض المصرية، وهو هوس لا يعكس شيئا ولكن يجب الحذر.
وأضاف أن التهديد بالانتشار النووي يمثل خطرا كبيرا لأن لدينا الآن ٩ دول نووية بعد أن كانت خمسة، وهناك حديث عن محاولات امتلاك ايران سلاحا نوويا وأيضا حديث تركيا عن هذا الأمر، وإذا حدث ستسعى دول عربية لامتلاك السلاح النووي.
ونوه بتسليح الذكاء الاصطناعي الذي يجب أن يخدم البشرية بدلا من أن يتحول إلى سلاح خطير، وأشار إلى أن تغيير المناخ سيلحق أيضا بالغ الضرر بالكوكب وسيكون له تأثيرات اقتصادية بالغة الخطورة على مناطق كبيرة من العالم، مما يهدد بهجرات جماعية من بعض المناطق.
وأشار إلى أنه في خضم كل ذلك ضاعت القضية الفلسطينية، مما يهدد بأن يدفع العالم ثمنا ضخما جدا.
وأوضح أحمد أبو الغيط أن منطقة الشرق الأوسط ضربت بقوة بغزو العراق في ٢٠٠٣ ثم ما جاء بعد ذلك في ٢٠١١ الذي هز المنطقة والدولة الوطنية في المنطقة العربية، مما جعل دول الجوار وبعض التيارات الإرهابية تسعى لملء هذا الفراغ ورأينا إيران التي أخذت الجامعة العربية موقفا ضدها، وأيضا تركيا وحتى بعض الجيران المطلة على النهر قررت أن تحجب المياه عن جيرانها وإسرائيل ضربت بعرض الحائط القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ومن هنا تأتى ضرورة لم الشمل العربي.
من ناحيته، أكد يوسف العثيمين، أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، أن المنتدى يشعر الشباب بأن لهم منصة جامعة للحديث عن تصوراتهم نحو المستقبل، مشيرا إلى أن مشاركة الرئيس السيسي تعكس اهتمام القيادة السياسية في مصر بالشباب ومصر دولة مهمة في المنظمة.
وأضاف أن المسلمين عليهم احترام قوانين الدول التي يعيشون بها، مشيرا إلى أن الإرهاب لا دين له ولا عرق ولا جنسية، وأن الإنترنت رغم فوائده يمثل خطرا جسيما على المجتمعات ولا بد من إحكام الرقابة على الفضاء الإلكتروني، لافتا إلى أن من قام بهجوم نيوزيلاند قام قبلها بشهور باستخدام الإنترنت في بث الكراهية ضد المسلمين، مما بستدعي سن قوانين صارمة في استغلال الفضاء الإلكتروني لبث الكراهية والتشجيع على القيام باعتداءات إرهابية.
وأوضح أن الشباب هدف لدعوات التطرف وعليهم التصدي لها، وتأثير العمليات الإرهابية ليس فقط بعدد القتلى وإنما أيضا بتأثيرها على قضايا أخرى مثل التنمية الاقتصادية والاستثمار والأمن والثقة بالأنظمة التي تحكمنا وظواهر الكراهية والإسلاموفوبيا والشعبوية واليمين المتطرف ومعاداة المهاجرين.
من جانبه، قال ديميتريوس افرامو بولس، المفوض الأوروبي السابق في شئون الهجرة، إن الشباب ينتظرون منا مسئولية كبيرة والهجرة أصبحت ملفا مهما للاتحاد الأوروبي في ظل التدفقات الكبيرة من المهاجرين والهجمات الإرهابية على الأراضي الأوروبية والأحداث والتحديات تمثل مسئولية كبيرة وتتطلب استجابة عالمية.
وأضاف أن غالبية القادة بارعون في التحدث ولكن في مصر بلد محب للسلام وعنصر استقرار في تلمنطقة واستضافة شرم الشيخ تعكس ريادة مصر للأمن والاستقرار في منطقة غير مستقرة في العالم، وعلى أوروبا أن تضع ثقتها في جميع الشركاء في المنطقة والعالم للقضاء على الإرهاب والتصدي للهجرة غير الشرعية وهى وقود للشعبوية والكراهية.
وتابع المفوض الأوروبي: "إننا نعرف أن داعش انهزمت على الأرض ولكن لم يتم القضاء عليها على الإنترنت، والإرهاب سيظل موجودا، مما يتطلب المزيد من التعاون الإقليمي والدولي، وعلينا أن ندرك أن الدول العميقة لا تزال تتحلى بالقوة ويتعين على الدول تبادل المعلومات للتمكين من معالجة القضايا والتحديات".
وأوضح أن أوروبا تحتاج إلى مهاجرين في المستقبل ولكن من خلال مسارات مشروعة، وعلى أوروبا أن تقدم الدعم والتنمية في دول المنطقة والإبقاء على سكان وشعوب الدول المجاورة في بلدانهم، كما أن عودة المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية يفيد هذه الدول من خلال الاستفادة من خبرات أبنائها والهجرة هي فرصة للعالم، وهناك ٤٥٠ مليون شخص يتحركون في العالم كلاجئين ومهاجرين.
وتوجهت كريستينا شوفيرانيج بالشكر إلى إدارة المنتدى لدعوتها أمام هذا الحدث الهام، مؤكدة أن جماعات الإرهاب والجريمة المنظمة اختلفت تمامًا وازدادت قوتهم بتنامي النشاط الإجرامي، واليوم تجني سنويا مليارات الدولارات سنويًا، مثل شركة ناشئة تستخدم الجريمة لتحقق ثراءً، وأيضا منظمة الشباب الصومالية، وكل هذه الجماعات الإجرامية يكون لديها دوافع عرقية وغيرها، ويستخدمون الثروة لشراء للأشخاص والأسلحة وغسيل أدمغة الشباب، وفي الماضي الجماعات الإرهابية لم يكن لديها هذا الثراء وهذه القوة لافتقارهم للإنترنت واليوم أصبحوا يسيطرون علي عقول وآذان واعين كل من يملك هاتفا ذكيا.
وأعرب الدكتور بول ديكور، مدير مكتب منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، عن شكره لمصر على دعوته لهذا المنتدى، موضحا طبيعة عمل منظمته التي تعمل في نطاق جغرافي محدد يضفي عليها خصائص محددة وتجمع دولا لا تربط بينها صداقة مثل روسيا والأولويات المتحدة كمنبر فريد للحوار، ولدينا شركاء بدول المتوسط ومصر شريك بالغ الأهمية، وعندما نفكر في الأمن نفكر بمفهومه الشامل الأمنية والسياسية ونزع السلاح وأيضا الأبعاد الاقتصادية والبيئية والإنسانية.
وقال إن منظمته أدركت أهمية دور الشباب باعتبارهم المستقبل، ولذا يجب إشراكهم في جميع المسائل الأمنية ولدينا فريق من الشباب لوضع استراتيجية المستقبل، ونعتقد أن الجميع يريد العيش في سلام جنبا إلى جنب بعكس ما يعتقد الكثيرون، مشيرا إلى أن هناك قصصا كثيرة تستند إلى حكايات وأشخاص حقيقيين من الواقع حول كيفية العيش المشترك، ومع وجود هذا العدد الكبير مع الشباب هناك رسائل هامة يجب أن نوجهها لهم حول التعايش، ومواجهة العنف والتطرف الذي يؤدي للإرهاب، ولدينا جميعًا دور نضطلع به من خلال رفع القدرات المؤسسية للدول، وزيادة مساحات التعاون فيما بينها.
ووجه الدكتور عادل العدوي، الأستاذ المساعد بالجامعة الأمريكية، في بداية حديث الشكر للرئيس السيسي لدعمه واحتوائه للشباب، وقال: "المنافسة بين الدول الكبرى مثل ما يحدث بين الصين والولايات المتحدة حول النفوذ محرك أساسي سيؤثر في منطقتنا الخمسة وعشرين عاما القادمة، ومنطقتنا مسرح مصالح، وهناك دول مثل إيران دولة أساسية في المبادرة الصينية الخاصة".
وقال ميشيل تشيكوانيني، الناشط في مجال السلام من الكونغو الديمقراطية، والذي تعرض إلى الاختطاف من قبل الجماعات المسلحة وهو طفل وأجبر على حمل السلاح: "أشكر الرئيس السيسي على استضافة هذا الحدث".
وأضاف: "اللحظة الفارقة في قصته هي لحظة رفضي لفكرة حمل السلاح، ووالدي هو الشخصية المحورية في حياتي وعلمني مثلا أفريقيا هاما أنه عندما يعتقد أنه قوي وضخم يجب أن يعيش في غرفة مع ناموسة - في إشارة لمدى ضعف الإنسان مهما كان قويا - وعلمني أن أبحث عن العلم والمعرفة باعتبارها هي القوة الحقيقية، وأمي أيضا شجعتني وحاربت حتى أصل إلى كندا التي أعيش بها الآن وأنا أتحدث اليوم من هذا المنبر بفضلها".
وحول العنف والإرهاب قال: "نقص التعليم والاستثمار والرعاية الصحية تؤثر على الشباب، خاصة في قارة مثل أفريقيا، ويجب أن نعلم الشباب أن يتحلوا بالفكر النقدي وطرح الأسئلة، حتى لا يتلقوا ويتأثروا بأي معلومات من الإنترنت وغيره دون تفكير".