الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حصاد 2019 في إثيوبيا.. احتجاجات تهز عرش رئيس الوزراء المنتخب.. آمال الإثيوبيين تنهار على صخرة المواجهات العرقية.. فوز رئيس الحكومة بجائزة نوبل للسلام.. البلاد في اتجاه المزيد من مناطق الحكم الذاتي

صدى البلد

  • أبرز ما شهدته إثيوبيا في 2019: -
  • الطائرة المنكوبة
  • انفصال سيداما
  • القمر الصناعي
  • آبي أحمد يفوز بجائزة نوبل للسلام
  • مظاهرات ضد الفائز بجائزة نوبل للسلام
  • مظاهرات المسلمين
  • انعدام الأمن الغذائي

شهدت إثيوبيا في عام 20196 العديد من الأحداث المفصلية التي يمكن أن تؤثر على أوضاع البلاد في المستقبل، والتي تنوعت ما بين الانفتاح في السياسة الخارجية الإثيوبية على روسيا والولايات المتحدة الأمريكية ودول أفريقيا خاصة إريتريا وجيبوتي والصومال وغيرهم، وما بين الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد على خلفيات سياسية وعرقية، بالإضافة إلى استقلال اقليم آخر تابع للدولة الإثيوبية ليحظى بالحكم الذاتي.

الطائرة المنكوبة

في مارس من عام 2019 تحطمت طائرة ركاب إثيوبيا من طراز "بوينغ 737- 800" بعد دقائق من إقلاعها، في طريقها إلى العاصمة الكينية نيروبي، مما أدى إلى مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 157 شخصا.

وأعلنت الخطوط الجوية الإثيوبية تحطم طائراتها من طراز "بوينغ 737- 800". وقالت الشركة في بيان: نؤكد تعرض الرحلة إي تي 302 المتجهة من أديس أبابا إلى نيروبي لحادث في منطقة بيشوفو (ديبريزيت) جنوب شرق أديس أباب". ولفتت الشركة إلى أن الضحايا ينتمون لأكثر من 30 جنسية، بينهم 3 من حاملي جوازات سفر الأمم المتحدة".

انفصال سيداما
لم تكن حادثة الطائرة وحدها أبرز الأحداث التي شهدتها إثيوبيا في العام 2019، فعلى الصعيد الداخلي، حيث صوت سكان إقليم "سيداما" الإثيوبي بأغلبية ساحقة لصالح استحداث إقليم مع اختيار 98 % منهم الحكم الذاتي، حسبما أفاد المجلس الانتخابي الوطني في إثيوبيا.

وأفادت وسائل إعلام إثيوبية حكومي بأن "النتائج الأولية للاستفتاء الذي جرى بشأن وضع منطقة سيداما تظهر أن الناخبين يؤيّدون تشكيل إقليم إداري" وأكد وبشت أيل عضو مجلس الانتخابات الوطني الإثيوبي، خلال مؤتمر صحفي في "أواسا"،  أن النتائج الأولية لعملية الاستفتاء أظهرت أن 98.51% من الناخبين السيداما صوتوا لصالح إنشاء إقليم لهم. وأشار محللون إلى أن الخطوة قد تشجّع مجموعات أخرى على الضغط من أجل الحصول على الحكم الذاتي ما قد يعيد ترسيم الحدود في إثيوبيا.

القمر الصناعي
وعلى الصعيد التكنولوجي، فقد أطلقت إثيوبيا، قمرا صناعيا لجمع المعلومات. وأوضحت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية أن إطلاق القمر الصناعي (ETRSS-1) تم من محطة فضائية في الصين.

وقال الدكتور جيت نت فيليك، عالم فيزياء في جامعة كوتبي إن إطلاق القمر الصناعي سيسهم كثيرًا في جمع المعلومات المفيدة. وأضاف أنه سيعفي إثيوبيا من الاعتماد على البلدان الأخرى للحصول على معلومات.

وقال الدكتور جيت، وهو أيضًا عضو في المعهد الإثيوبي لتكنولوجيا علوم الفضاء، إن إثيوبيا بحاجة إلى التخطيط المسبق لإطلاق أقمار صناعية أخرى. فيما قال ييليكال ​​تشالو، مدير أبحاث وتطوير الأقمار الصناعية والمعهد الأثيوبي لتكنولوجيا علوم الفضاء، إن خبراء إثيوبيين وصينيين شاركوا في تصميم القمر الصناعي.

آبي أحمد يفوز بجائزة نوبل للسلام
وفاز رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، بجائزة نوبل للسلام، وأعلنت لجنة نوبل النرويجية في أوسلو أن أحمد فاز بالجائزة تقديرًا لجهوده الرامية إلى تحقيق السلام والتعاون الدولي وخاصة مبادرته لحل النزاع الحدودي مع الجارة إريتريا.

مظاهرات ضد الفائز على جائزة نوبل للسلام
لكن الرجل الفائز بجائزة نوبل للسلام واجه أيضا مظاهرات حاشدة في البلاد، حيث أعلنت الشرطة الإثيوبية، أن المظاهرات المناهضة لرئيس الوزراء آبي أحمد راح ضحيتها حوالي 67 شخصا.

وقال قائد الشرطة إن مالا يقل عن 67 شخصا قتلوا في أوروميا". وفي إطار هذه المظاهرات نشرت وزارة الدفاع عسكريين في سبع مناطق بالبلاد كانت تشهد توترا ملحوظا، فيما وصف المنافس السياسي لآبي أحمد، جوهر محمد، إلى أن "آبي أحمد لجأ إلى ما يؤشر إلى التمهيد لإقامة ديكتاتورية. وحاول ترهيب الناس بمن فيهم حلفاؤه الذين مكنوه من تولي السلطة والمختلفين مع بعض مواقفه". وأضاف محمد، وهو إصلاحي من إثنية أورومو: "أن الترهيب هو مقدمة الديكتاتورية".

وكان لجوهر محمد دور أساسي في التظاهرات المناهضة للحكومة التي أدت إلى الإطاحة بسلف آبي وتعيين الأخير في أبريل 2018 رئيسا حكومة.

واندلعت الظاهرات حينما احتشد المئات من أنصار المعارض جوهر محمد للتنديد بمحاولة السلطات إبعاد موظفي حمايته الشخصية عنه، قبل أن تتحول إلى صدامات بين أنصار محمد وقوات الأمن الإثيوبية.

واندلعت أعمال العنف قبل أن تمتد إلى منطقة أوروميا إثر نزول أنصار المعارض للشارع وحرق إطارات سيارات وإقامة حواجز وسد الطرقات في عدة مدن.

وتدهورت العلاقات بين جوهر محمد وآبي أحمد، بعدما انتقد الأول عددا من إصلاحات رئيس الوزراء الذي فاز بجائزة نوبل للسلام. فيما أقدم متظاهرون على حرق كتاب آبي أحمد الذي ظهر للنور بعد فوزه بجائزة نوبة للسلام.

مظاهرات المسلمين
بعيدا عن مظاهرات الأورومو، فقد خرج الآلاف من المسلمين في إثيوبيا في جميع أنحاء البلاد للاحتجاج على حرق 4 مساجد في ولاية أمهرة كما استهدفت هجمات في بلدة موتا شركات يملكها مسلمون. و دعا المتظاهرون المسلمون إلى تقديم الجناة للعدالة.

ووصف رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الهجمات بأنها محاولات من جانب المتطرفين لتشويه التاريخ الإثيوبي الغني بالتسامح الديني والتعايش وقال: " اتخذت الاضطرابات العرقية الأخيرة في بعض أنحاء البلاد شكلا دينيا. ومن جهته قال العالم الإسلامي البارز كامل شيمسو، إن هناك "جهات فاعلة سياسية ترغب في إثارة جماعة دينية ضد أخرى" وألقى باللوم على الدور السلبي للنشطاء ومقاطع الفيديو التي تم نشرها على الإنترنت.

وقال مسؤولو أمهرة الإقليميون إنهم اعتقلوا 15 مشتبهًا بهم فيما يتعلق بالهجمات. وقال قائد الشرطة جمال ميكونين لوسائل الإعلام الحكومية إن الهجمات بدت على ما يبدو بسبب أنباء اندلاع حريق في كنيسة أرثوذكسية.

وانتقد ميكونين المسؤولين الإقليميين لرد فعلهم البطيء وعدم قدرتهم على وقف هجمات مماثلة.

مفاوضات سد النهضة
كما شهد 2019 أيضا تحولا في مسار المفاوضات المتعلقة بالقضايا الخلافية الخاصة بسد النهضة بين إثيوبيا ودول المصب، مصر والسودان، حيث وافقت إثيوبيا على إجراء مباحثات مع مصر تتعلق بالقضايا المذكورة، تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية، مع ممثلين من البنك الدولي أيضا.

وعلق وزير الخارجية،سامح شكري، على هذا التطور قائلا: "بعد سلسلة من المفاوضات استمرت 4 سنوات، وجدت أنه من الأهمية استمرار العمل للتوصل إلى اتفاق، وضرورة اللجوء لوسيط وفق لاتفاق المبادئ يقرب من وجهات النظر، ويطرح ما يعد اتفاقا منصفا وعادلا يحقق مصالح الدول الثلاث ويحيد بعيدا عن أي محاولات لفرض الإرادة وأمر الواقع".

الجوع والفقر
وعلى الصعيد الاقتصادي، شهد 2019 كارثة بحسب مقياس "IPC" أو التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي قال إن تحليل الأمن الغذائي الذي أجري في 6 أقاليم في إثيوبيا كشف عن وجود 8 ملايين شخص 27% من أصل 28.7 مليون شخص تم تحليلهم، يعانون من انعدام الامن الغذائي الشديد في المرحلة الثالثة من الأزمة، أو ما هو أسوأ، في الفترة ما بين يوليو وسبتمبر 2019.

ومن بين هؤلاء، صنف حوالي 6.1 مليون شخص في المرحلة الثالثة من التصنيف، وحوالي 1.9 مليون شخص في المرحلة المرابعة، والتي تدعى مرحلة الطوارئ.