الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل الدعاء بعد التشهد مستجاب ؟.. النبي حرص على ترديده بهذه الصيغة في صلاته

هل الدعاء بعد التشهد
هل الدعاء بعد التشهد مستجاب

هل الدعاء بعد التشهد مستجاب ؟ وهل يختلف الدعاء بعد التشهد الأول عن الدعاء بعد التشهد الأخير ، قبل التسليم من الصلاة، وماذا عن دعاء ختم الصلاة بعد التشهد ؟ هل كلها مسميات لأمر واحد ويمكن جمعها في صيغة واحدة هي دعاء الصلاة بعد التشهد ، وأيًا كان فكل هذا يؤدي بنا ويعيدنا مرة أخرى إلى طرح ذات السؤال: هل الدعاء بعد التشهد مستجاب ؟ سواء كان هذا الدعاء بعد التشهد الأول أو حتى كان دعاء قصير يقال بعد التشهد الأخير ، أو بمسمى دعاء ختم الصلاة بعد التشهد ، فأهمية هل الدعاء بعد التشهد مستجاب ؟ تنبع من عدة أمور تترتب عليه منها، أنه في حال كانت إجابة هل الدعاء بعد التشهد مستجاب ، بالإيجاب سندخل في حكم اطالة الدعاء قبل السلام، و هل يجوز رفع اليدين في الدعاء قبل التسليم ؟ ومسائل أخرى تستوجب البحث فيما هل الدعاء بعد التشهد مستجاب ؟.

الدعاء بعد التشهد الاخير مستجاب ؟
الدعاء بعد التشهد الاخير مستجاب ؟ أو بصيغة أخرى ماهو الدعاء الذى يقال بعد التشهد الاخير وقبل التسليم في الصلاة ، فنجد السُنة النبوية الشريفة أن هناك حرصًا كبيرًا من رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على الدعاء بعد التشهد الاخير وقبل التسليم في الصلاة، بما يدل على أن الدعاء بعد التشهد الاخير مستجاب ، والذي قد أرشدتنا إليه السُنة النبوية الشريفة ضمن مجموعة من الأدعية في الصلاة ، سواء دعاء الاستفتاح أو بين السجدتين أو الدعاء بعد التشهد الاخير أو بصيغة أخرى ماهو الدعاء الذى يقال بعد التشهد الاخير وقبل التسليم .

الدعاء بعد التشهد الاخير مستجاب إذن ، لذا ينبغي معرفة ما يقال بين التشهد والتسليم أو بصيغة أخرى ماهو الدعاء الذى يقال بعد التشهد الاخير وقبل التسليم الوارد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، فعنه قال مجمع البحوث الإسلامية، إنه فيما ورد عن السلف الصالح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان في صلاته يدعو بستة وعشرين كلمة بين التشهد والتسليم، وهي في إطار الدعاء بعد التشهد الاخير مستجاب أو بصيغة أخرى ماهو الدعاء الذى يقال بعد التشهد الاخير وقبل التسليم، فقد ورد في صحيح مسلم، أنه كانَ رَسُولُ اللَّهِ إذا قام إلى الصَّلاةِ يكونُ مِنْ آخِر ما يقولُ بينَ التَّشَهُّدِ والتَّسْلِيم : « اللَّهمَّ اغفِرْ لي ما قَدَّمتُ وما أَخَّرْتُ ، وما أَسْرَرْتُ ومَا أعْلَنْتُ ، وما أَسْرفْتُ ، وما أَنتَ أَعْلمُ بِهِ مِنِّي ، أنْتَ المُقَدِّمُ ، وَأنْتَ المُؤَخِّرُ ، لا إله إلاَّ أنْتَ» .

الدعاء بعد التشهد الاول
الدعاء بعد التشهد الاول ، وفيها ينبغي معرفة حكم الدعاء بعد التشهد الأول ، فقد ذهب العلماء إلى أن التشهد الأول ينبغي للإنسان أن يخففه، وأن يقتصر على قول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وعليه فإنه لا يكون الدعاء بعد التشهد الاول ، وإنما يكون الدعاء بعد التشهد الأخير ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا تشهد أحدكم التشهد الأخير فليقل: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال».

الدعاء في التشهد الأول أو حكم الدعاء بعد التشهد الأول فإنه ليس بمشروع، وإذا أتى به المُصلي فلا سهو عليه، لا سجود عليه لكن إن سجد فلا بأس، لأنه أتى به في غير محله، أما الدعاء بعد التشهد الأخير فهو مشروع، بل إن الدعاء بعد التشهد الأخير قبل السلام مشروع ومأمور به يعني: في آخر الصلاة قبل أن يسلم، هذا الدعاء مشروع ، على عكس الدعاء بعد التشهد الأول وهذ يوضح حكم الدعاء بعد التشهد الأول .

دعاء قصير يقال بعد التشهد
دعاء قصير يقال بعد التشهد ، فينبغي للمُصلي أن يحرص على سُنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- من حيث الدعاء بعد التشهد الأخير ، ولو دعاء قصير يقال بعد التشهد فينبغي له أن يدعو بالدعوات الطيبة والمأثورة أفضل، الدعاء المأثور يكون أفضل، كالتعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ، وسؤال المغفرة والعفو، وقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، فمن أمثلة دعاء قصير يقال بعد التشهد ما ورد بقول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: «لا تدعن أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك». ومعنى دبر كل صلاة أي فى آخرها قبل السلام، وهكذا كل ما جاء لفظ دبر كل صلاة كان دعاء؛ لأن محل الدعاء في الصلاة ما بعد التشهد أي الدعاء بعد التشهد الأخير ؛ وعن دعاء قصير يقال بعد التشهد فقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم- في حديث ابن مسعود لما ذكر التشهد قال: «ثم ليتخير من الدعاء ما شاء».

دعاء قصير يقال بعد التشهد ، ففيه ورد أيضًاعنْ أبي هُريرة رضيَ الله عَنْهُ قال: كانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَدْعُو: «اللَّهُمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ النَّار وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمسِيحِ الدَّجَّالِ»، وكذلك من دعاء قصير يقال بعد التشهد ، في لفظ لمسلم: «إذَا تَشَهَّدَ أحَدُكمْ فَلْيَسْتَعِذْ بالله مِنْ أرْبَع، يقول: اللهُمَّ إِني أعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ» ثم ذكر نحوه، وفي دعاء قصير يقال بعد التشهد ، ورد عَنْ عبدِ الله بن عَمْرو بن العاص عَنْ أبي بَكْر الصدِّيقِ رضيَ الله تَعَالَي عَنْهُمْ: أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم عَلِّمْني دُعَاءً أدْعُو بِهِ في صَلاَتي. قَالَ: «قُلْ: اللَّهُم إني ظَلَمْتُ نَفْسي ظُلْما كَثِيرًا، وَلاَ يَغْفرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أنْتَ، فَاغْفِر لي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْني إِنَّك أنْتَ الغَفُور الرَّحِيمُ».

فضل الدعاء بعد التشهد
1. هذه أدعية عظيمة هامة، لأنها طلب الإعادة من أعظم الشرور وأسبابها، ولهذا عُنىَ بها النبي صلى الله عليه وسلم عناية خاصة.
2. كانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يدعو بها، ويأمر بالدعاء بها، وجعل موضع الدعاء بها، دُبُر الصلوات، لأنه موطن إجابة.
3. أنها تشمل الاستعاذة، من عذاب القبر، وعذاب النار، ومن شهوات الدنيا وشبهاتها، ومن إغواء الشياطين عند الاحتضار، وفتن القبر التي هي سبب عذابه، ومن فتن الدجالين الذين يظهرون على الناس بصورة الحق، وهم متلبسون بالباطل، وأعظمهم فتنة، الذي صحت الأخبار بخروجه في آخر الزمان، أعاذنا الله من الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
4. استحباب هذا الدعاء عقب التشهد الأخير كما هو صريح بتقييده بهذا المكان في صحيح مسلم.
5. أن هذه الاستعاذة من مهمات الأدعية وجوامعها، لكون النبي صلى الله عليه وسلم عُنِيَ بها، ولاشتمالها على الاستعاذة من شرور الدنيا والآخرة وأسبابها، ولذا أمر بتكريرها في هذه المواطن الفاضلة لرجاء الإجابة فيها.
6. ثبوت عذاب القبر وأنه حق، والإيمان به واجب، لاستفاضة الأخبار عنه بل تواترها.
7. التحفظ من شبهات الحياة وشهواتها الآثمة، فإنها سبب الشرور.
8. التبصر بدعاة السوء، وناشرى الإلحاد والفساد، فإنهم يخرجون على الناس باسم المصلحين المجددين، وهم- في الحقيقة- الهادمون للفضيلة والدين.
9. يقي الإنسان من فتنة المحيا: ما يتعرض له الإنسان مدة حياته من الانشغال بالدنيا والشهوات، وأعظمها سوء الخاتمة.
10. يحفظه من فتنة الممات: هي فتنة القبر كما ورد في البخاري عن أسماء بنت أبي بكر وإنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريبا من فتنة الدجال.
11. أنه يشتمل على الأسباب النافعة لحصول الإجابة.
12. فقد افتتح بالاعتراف بالظلم الكثير لنفسه والتقصير منها في جانب حق الله تعالى، ثم إفراد الله تعالى بإسداء المغفرة والستر والإحسان، وهذا يتضمن صدق الالتجاء وحرارة الطلب.
13. بعد هذه التوسلات النافعة، طلب منه المغفرة وحده، لأنه لا يقدر عليها غيره، ولا يجزل بهبتها سراه، وفي هذا طلب ستر الذنوب، والسماح عن الزلات.
14. بعد هذه سأله الرحمة، التي هي الخير الكثير، وختم هذا الدعاء بالتوسل إليه بصفاته الكريمة، فإنه ما اتصف بالعفو والرحمة إلا ليجود بهما على عباده، لاسيما المقبلين عليه، الملتجئين إليه.