الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مشاهير بلدي.. بطرس غالي باشا..ابن بني سويف وأول قبطي يحصل على الباشوية

بطرس غالي الإبن
بطرس غالي الإبن

يعد سياسي ورجل دولة مصري من طراز فريد، وأحد رجلين من الأقباط توليا رئاسة الوزراء هو ويوسف وهبه باشا، كما أنه أحد رجلين من الأقباط نالا شهرة سياسية واسعة مع مكرم عبيد باشا وتولي ابنان له الوزارة نجيب غالي وواصف غالي كما تولى ثلاثة من أحفاده الوزارة هم مريت غالي، وبطرس بطرس غالي، ويوسف بطرس غالي .

إنه بطرس باشا نيروز غالي " والد بطرس يوسف بطرس غالي، السكرتير العام الأسبق للأمم المتحدة، "الذي ولد في قرية الميمون مركز الواسطي شمال محافظة بني سويف سنة 1846، والده نيروز غالي كان ناظرا للدائرة السنية لشقيق الخديوي إسماعيل في الصعيد. تلقى تعليمه في كلية البابا كيرلس الرابع .
اقرأ أيضا:
مشاهير من بلدنا| الراحل أحمد العماوي ابن كفر الشيخ .. وزير القوى العاملة ووكيل مجلس الشورى


والتحق بطرس غالى في صغره بأحد الكتاتيب كغيره من المصريين حيث تعلم مبادئ القراءة والكتابة ثم التحق بالمدرسة القبطية بالقاهرة، ثم انتقل إلى مدرسة البرنس مصطفى فاضل، وكانت تلك المدرسة تهتم بتدريس اللغات فأتقن الإنجليزية والتركية، وتلقى تعليمه في كلية البابا كيرلس الرابع.

بعدها عُين بطرس غالي مدرسًا بالمدرسة القبطية بالقاهرة، لكنه سافر بعد ذلك في بعثة إلى أوروبا لتلقى تعليمه العالى هناك. عندما عاد بطرس من أوروبا عمل في الترجمة بالإسكندرية، وعندما قامت الثورة العرابية في مصر بقيادة أحمد عرابى كان بطرس من أنصارها ومن المنادين بالتفاوض مع الخديو، ولذا اختير ضمن وفد المفاوضة للتفاوض مع الخديو باسم العرابيين.

كان بطرس غالى هو أول من يحصل على رتبة الباشوية من الأقباط، وصعد نجم بطرس غالى سريعًا. في عام 1893 تولى نظارة المالية في بداية عهد الخديو عباس حلمي الثاني في نظارة رياض باشا التى استمرت حوالى عام، ثم لم يلبث أن أصبح ناظرًا للخارجية، في النظارة الثالثة التى شكلها مصطفى فهمي باشا الذي كان يعتبر رجل الإنجليز في مصر.

واستمر في نظارة الخارجية ثلاثة عشر عامًا من 12 نوفمبر 1885 حتى 11 نوفمبر 1908 وهي أطول فترة يشغلها ناظر في هذا المنصب الكبير كوزير للخارجية صاغ ووقع على اتفاقية الحكم الثنائي الإنجليزي المصري للسودان عام 1899 كرئيس وزراء، وافق على تمديد امتياز شركة قناة السويس 40 عامًا إضافية من 1968 إلى 2008 في نظير 4 مليون جنيه تدفع على أربع أقساط، وتمكن محمد فريد من الحزب الوطني من الحصول على نسخة من المشروع في أكتوبر 1909 ونشرها في جريدة اللواء.

وأصدر بطرس غالي أول قانون للمطبوعات في مصر في (5 محرم 1299 هـ / 26 نوفمبر 1881م) في عهد الخديوي توفيق، لكن هذا القانون لم يتم العمل به حتى اشتد ساعد الحركة الوطنية خاصة بعد حادثة دنشواي وحالة الغضب التي اجتاحت الرأي العام المصري على محاكمة دنشواي، لذا طلب الإنجليز من حكومة بطرس غالي ضرورة عودة قانون المطبوعات مرة أخرى.

فأصدر مجلس الوزراء في (4 من ربيع الأول 1327 هـ/ 25 مارس 1909م) قرارا بإعادة العمل بقانون المطبوعات الصادر في عهد الخديوي توفيق، وكان الهدف منهُ مراقبة الصحف ومصادرتها وإغلاقها إذا اقتضى الأمر، وكان هذا القانون لأجل وضع القيود على الأقلام، فقام "محمد فريد" زعيم الحزب الوطني بالذهاب إلى الخديوي عباس حلمي في نفس اليوم الذي صدر فيهِ ذلك القانون بعريضة احتجاج على ما قامت به وزارة بطرس غالي وقامت المظاهرات الرافضة لهذا التضييق والكبت لحريتها.

مع تنامي الحركة الوطنية بمصر تحت شعار "مصر للمصريين"، أصبحت سياسات بطرس غالي شديدة الولاء لبريطانيا بؤرة لنقمة الوطنيين المصريين. وفى الساعة الواحدة بعد الظهر يوم 20 فبراير 1910، خرج بطرس غالى من غرفته في ديوان الخارجية بصحبة حسين باشا رشدى ناظر الحقانية، وفتحي باشا زغلول (وكيل الحقانية)، وعبدالخالق ثروت (النائب العمومى)، وأر مولى بك التشريفاتى بالخارجية، ثم فارق من كانوا معه عند السلم الخارجى، وبينما هو يهم بركوب عربته اقترب منه الفتى إبراهيم نصيف الورداني، الصيدلي الشاب العائد حديثا من انجلترا بإغتيال بطرس غالي، متظاهرًا بأنه يريد أن يرفع له عريضة وأطلق عليه رصاصتين أصابته إحداهما في صدره، وما كاد يلتفت خلفه ليرى صاحب هذه الفعلة حتى أطلق عليه الفتى ثلاث رصاصات أخرى أصابت عنقه من الخلف واثنتين في كتفه، وأطلق رصاصة سادسة أصابت ثيابه.