الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منقذ مصر من السنوات العجاف والفيضان.. حكاية السد العالي أعظم مشروع هندسي في القرن العشرين.. صور

حكاية السد العالي
حكاية السد العالي أعظم مشروع هندسي في القرن العشرين

محافظة أسوان عاصمة الشباب الإفريقى والإقتصاد والثقافة بالقارة السمراء والتى تعتبر من أبرز المحافظات التى تمتلك العديد من المشروعات التنموية والخدمية العملاقة وتعد بمثابة مصدر الخير والنماء لكافة أنحاء المحروسة بدءًا من إنشاء خزان أسوان والسد العالى مرورًا بمشروع توشكى وصولًا إلى مشروعات الطاقة الشمسية ومصنع كيما 2.

وفى هذا الصدد يلقى " صدى البلد " على أعظم مشروع هندسى فى القرن العشرين وهو السد العالى والذى سيتم الإحتفال بالذكرى ال 49 لإنتهاء العمل به بإعتبار ذلك هو المناسبة السنوية لإحتفالات محافظة أسوان بعيدها القومى فى 15 يناير من كل عام.

ونجد أن تحقيق هذا الحلم يمثل ملحمة وطنية حيث أن إنجاز مشروع عملاق فى حجم السد العالى يؤكد على عظمة الأيدى العاملة المصرية الذين إستطاعوا بسواعدهم ، وبإصرار وعزيمة الأبطال أن ينفذوا هذا المشروع الخالد والذى سيظل ذكرى عظيمة محفورة فى وجدان المصريين.

ولذا فإنه لازمًا علينا أن نستمع لقصص الكفاح التى سطرها بناة السد العالى بدمائهم ليتركوا تاريخًا مشرفًا من الجد والاجتهاد والتضحية بأرواحهم لتحقيق هذا المشروع التنموي الكبير.

فهم وأسرهم وأحفادهم يؤكدون مرارًا وتكرارًا بأنهم يشعرون بأن السد العالى مشروعهم الشخصي لذلك تناسوا كل الآلام والمخاطر التي واجهتهم أثناء العمل من أجل تحقيق حلم الشعب المصري، ليروا على أرض الواقع إنشاء سد يحميهم من مخاطر الفيضانات المدمرة ويكفيهم شر الجفاف في السنوات العجاف.

وقال رمضان عبد الحميد، أحد بناة السد العالى، إنه التحق بالمشروع في عام 1962 ووقتها كان كل عامل في السد العالي يشعر بأنه يعمل في بيته أو في مشروع يمتلكه شخصيا، لذلك كان يبذل كل الجهد والهمة لإنجاز العمل لدرجة أن الواحد منهم كان يعمل أحيانًا لمدة 15 ساعة متواصلة دون أن يطلب أجرًا إضافيًا.

وأضاف أن المشروع شهد العديد من الحوادث التي راح ضحيتها كثيرون، منها على سبيل المثال مصرع وردية كاملة تضم 130 شخصًا سقطت عليهم الصخور في المرحلة الأولى من بناء السد، ورغم ذلك كان العمل يستمر بدون توقف.

وعن دور الخبراء الروس خلال تنفيذ المشروع، قال عبد الحميد إنهم كانوا مخلصين وجادين في عملهم منذ بداية تنفيذ المشروع، وإن الترفيه لم يكن له وقت لديهم، وكانوا يعملون 24 ساعة متواصلة، ودفع ذلك المصريين العاملين في إنشاء السد للتنافس معهم، والإخلاص لصالح العمل.

وأضاف أن العاملين في المشروع كانوا يعملون بحماس شديد منذ بداية المرحلة الأولى، التي تم فيها التجهيز للقناة الأمامية والخلفية، موضحًا أنه تم تحويل مجرى النيل في مايو 1964 التي تم فيها التعامل مع جسم السد الرئيسي وغلق المجرى القديم لنهر النيل.

فيما أوضح المهندس عبد اللاه عبد الله الهمشري، مدير عام بالهيئة العامة للسد العالي وخزان أسوان، أن شهداء السد العالي الذين قدموا أرواحهم فداء لإنجاز هذا المشروع يستحقون التحية والرحمة لأنهم ضحوا بأنفسهم وسجلوا أروع ملحمة في تاريخ مصر المعاصر وحققوا حلمًا طال انتظاره، خاصة أن السد العالي يعتبر من أعظم المشروعات الهندسية العملاقة في القرن العشرين ويكفي فخرًا أن السد العالي بني بأيد وإرادة مصرية خالصة.

وقال الهمشرى إن السد العالي يعتبر صرحًا شامخًا وتتساوى قمته مع منسوب 196 فوق سطح الأرض مع هضبة المقطم في القاهرة ويعتبر بمثابة خط الدفاع الأول لحماية مصر من الفيضانات المدمرة، مشيرًا إلى أن السد العالي حمي مصر أيضًا لمدة 9 سنوات خلال السنوات العجاف من عام 1979 حتى 1988، حينما تعرضت القارة الأفريقية للجفاف ومات بسببه العديد من أبناء الدول الأفريقية.

وتجدر الإشارة إلى أنه فى عام 1952 بدأ التقدم بمشروع لبناء سد لحجز فيضان النيل وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربائية منه، حيث بدأت الدراسات فى 18 أكتوبر 1952، وفى عام 1954 تقدمت شركتان هندسيتان من ألمانيا بتصميم للمشروع، والموافقة عليه ديسمبر 1954، وفى ديسمبر 1955 تقدم البنك الدولى بعرض لتقديم معونة بما يساوى ربع تكاليف إنشاء السد، ليعقبه سحب البنك الدولى عرضه فى 19/7/1956 بسبب الضغوط الاستعمارية.

وفى 27/12/1958 تم توقيع اتفاقية بين روسيا ومصر لإقراضها 400 مليون روبل لتنفيذ المرحلة الأولى من السد، و1959 قام الخبراء السوفييت بمراجعة تصميمات السد، وفى ديسمبر 1959 تم توقيع اتفاقية توزيع مياه خزان السد بين مصر والسودان، وتنفيذ المرحلة الأولى من السد فى 9 يناير 1960.

كما شهد عام 1960 توقيع اتفاقية ثانية مع روسيا ومصر بـ500 مليون روبل إضافية لتمويل المرحلة الثانية من السد، وفى مايو 1964 تم تحويل مياه النهر إلى قناة التحويل للبدء فى تخزين المياه بالبحيرة، أكتوبر 1967 انطلقت الشرارة الأولى من محطة كهرباء السد، و1968 بدء تخزين المياه بالكامل أمام السد العالى، واكتمل الصرح فى يوليو 1970 وتم افتتاحه 15 يناير 1971.