أردوغان صاحب الوجهين.. رئيس تركيا أعلن تعازيه للنظام الإيراني وأدان ترامب.. وإعلامه يتحدث عن مكاسب من وراء واشنطن .. وديكتاتور أنقرة يسعى الى دور الوسيط بين أمريكا وإيران

-وفاة سليماني تقدم لأردوغان فرصة ثمينة لتحسين علاقته بـ ترامب
- تأخير ملحوظ في رد فعل أنقرة على التوتر بين إيران والولايات
- الانتخابات الأمريكية 2020..فرصة الرئيس التركي لكسب ود ترامب
قالت صحيفة أحوال التركية، إن وتيرة الأحداث الأخيرة لم تكن كافية لفضح الطبيعة البشعة للسياسة الخارجية الإقليمية لتركيا، فمقتل اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني مع العراقي أبو مهدي المهندس ، زعيم ميليشيا كتائب حزب الله ونائب قائد الحشد الشعبي، يضيف إلى الارتباك في أنقرة.
غرقت وسائل الإعلام التركية مرة أخرى في الوحل بعد أن انضمت وسائل الإعلام المحسوبة على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، مع وسائل الإعلام اليسارية في صفوف الذين أدانوا الإمبريالية الأمريكية والهجوم على سليماني واغتياله مع رجاله، وسط تجاهل للأنشطة الانقسامية والعنيفة والتخريبية التي قام بها سليماني في العراق وسوريا ولبنان، وعمله على تعزيز التوسع الإيران.
حاولت بعض وسائل الإعلام التركية أن تحدد ما الذي يجب أن تقوم به تركيا بعد اغتيال سليماني وتبعاته، بينما تكهنت منافذ إعلامية أخرى موالية للحكومة فيما إذا كانت وفاة سليماني ستفيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وهذا يفسر التأخير الملحوظ في رد فعل أنقرة على اندلاع التوتر بين إيران والولايات المتحدة. ففي بيان روتيني، استخدمت وزارة الخارجية التركية لغة حذرة، قائلة: "كانت تركيا دائمًا ضد التدخلات الأجنبية والاغتيالات والمواجهات الطائفية في المنطقة. ندعو جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس والتصرف بمسؤولية ، وتجنب التحركات التي يمكن أن تهدد السلام والاستقرار في المنطقة".
من خلال التصريحات المختلفة من أنقرة، كان من الواضح أن المصادر الرسمية لم تكن نشطة الحركة، حيث كانت عيونها وآذانها مغلقة حول ما سيقوله أردوغان.
صرح أردوغان في النهاية وأدلى بتصريحات معزية لإيران، في خلافٍ واضح حول مواقف أغلب الدول العربية والإسلامية، لأنه في النهاية، اختار أردوغان أن يلعب على مقتل سليمان وأن يكون تدخله مفيدًا للحد من التوترات بين إيران والولايات المتحدة.
رأى أردوغان إن تدخله يجب أن يكون كوسيط، مدركًا بذلك أهمية عودة تركيا إلى القوة الناعمة وتبني مهمة وسيطة لإنتشاله من الحفرة المظلمة التي أوقع بها نفسه، بعد دعمه خلال السنوات الماضية لجماعات مسلحة موسومة بالإرهاب وتدخله في سوريا وأخيرًا، تدخله في ليبيا.
في حقيقة الأمر، ربما يكون مقتل سليماني والمهندس قد مثل ارتياح لحكومة أردوغان، نظرًا لكون سليماني الأداة الأهم لإيران في تنفيذ توسعاتها في المنطقة، وذلك لخلاف الموقف المعلن الذي تباكى على مقتل رجل إيران الثاني.
ولهذا، يعد رحيل سليماني بمثابة حجر عثرة كبير وإنزاح من أمام مساعي تركيا لتغيير النظام لصالح رجالها في سوريا.
ورأت صحيفة أحوال، إنه من المرجح أن يكون أردوغان رأى فرصة تكتيكية لدور محتمل بينه وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع طهران.
وعلى الرغم من التنافس التاريخي بين تركيا وإيران وعلى الرغم من الانقسام السني الشيعي ، فإن تركيا في ظل حكم أردوغان منذ عام 2012 قد عمقت التجارة مع إيران ، وغالبًا ما كانت تتحدى الحظر الأمريكي - في عدة مناسبات.
وتسبب تحقيقات كبيران حول الكسب غير المشروع في تركيا عام 2013، في توجيه أمريكا تهم خطيرة لتركيا من خلال محكمة اتحادية أمريكية متخصصة في الجريمة المنظمة.
في مركز تلك الاتهامات، قضايا لشخصيات بارزة في إدارة أردوغان تعاملت مع بنك خلق الذي يعد أكبر بنوك تركيا.
وقال الخبراء إن النتائج تشكل قمة الجبل الجليدي، حيث تدور الشبهات حول مبلغ 30 مليار دولار في برنامج النفط مقابل الذهب الذي يضم الحكومتين التركية والإيرانية.
وبناء على ذلك، فلا تزال قضايا هذا الفساد منظورة بمحكمة في نيويورك، وهذا ما يجبر أردوغان أن يصوغ سياساته مع واشنطن وفق هذا البند، أنه مدان تجري محاكمته وهو خارج القضبان، وأن الداعم الوحيد له في أمريكا ترامب نفسه.
يسعى من كل ذلك أردوغان إلى تبني دور الوسيط بين أمريكا وإيران، ليحقق مصالحه بان تخفض إيران التوتر في المنطقة، وأن تقوم أمريكا من جانبها بإزالة ضغوطاتها من على تركيا.
وختمت صحيفة أحوال بقولها، إنه مع بدء انتخابات الولايات المتحدة عام 2020 ، يعرف ترامب وأردوغان أنهما يحتاجان إلى بعضهما البعض بشدة. بالنسبة إلى الأول ، فإن أي انتصار إقليمي له يمكن أن يبيعه للجمهور سيضمن له فترة ولاية ثانية.و بالنسبة إلى الثاني، فإن مساعدة صديقه الوحيد بأمريكا في الفوز في الانتخابات الرئاسية لمنحه 4 سنوات أخرى، ستمنح أردوغان قوة ليعزز سلطته المطلقة والديكتاتورية أكثر.. ورغم إن هذا .قد يكون بعيد المنال، لكن اغتيال سليماني قد يوفر هذه اللحظة لخدمة المصالح الشخصية للرجلين.