الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتاوى تشغل الأذهان.. هل الأكل على الجنابة يورث الفقر.. حكم قراءة سور مخصوصة من القرآن بعد كل صلاة.. هل يشترط لفظ الطلاق في الخلع.. هل تعتبر الشقة المؤجرة من الميراث؟ حكم إلقاء السلام عند دخول البيت

صدى البلد

  • فتاوى تشغل الأذهان..
  • هل الأكل على الجنابة يورث الفقر؟
  • حكم قراءة سور مخصوصة من القرآن بعد كل صلاة
  • حكم إلقاء السلام عند دخول البيت.. وماذا يقال إذا لم يوجد به أحد؟
  • هل يشترط لفظ الطلاق في الخلع.. الإفتاء تجيب
  • الحكم الشرعي في خدمة الزوجة لزوجها وإرضاع الأولاد
  • هل تعتبر الشقة المؤجرة من الميراث؟ علي جمعة يرد

تلقت دار الإفتاء والمؤسسات الدينية العديد من الأسئلة والاستفسارات التي حرص المواطنون على معرفة حكم الدين فيها، وما التوجيه الشرعي الصحيح للتعامل مع ما يواجهونه من قضايا يحتاجون فيها إلى رأي الشرع من علماء الدين، وفيما يلي يستعرض «صدى البلد» أبرز هذه الفتاوى.

فى البداية، ورد سؤال للشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، من سائل يقول: "هل الأكل على الجنابة يورث الفقر؟".

وأجاب أمين الفتوى، خلال البث المباشر عبر الصفحة الرسمية للدار، أن الأكل على جنابة جائز لا شيء فيه، ولا يوجد أحكام شرعية تمنع تناول الطعام على الجنابة.

وأوضح أمين الفتوى، أن بعض الفقهاء يقول إنه من المجربات أن تناول الأكل على جنابة ربما يتسبب في ضيق رزقه، وهذه ليست أحكاما فقهية.

ونوه أمين لجنة الفتوى، إلى أن الجنابة لها أحكام، فعلى سبيل المثال لا يجوز مس المصحف والإنسان جُنب، وكذلك لا يقرب الصلاة، أما الفقر وما شابه ذلك من الصفات فلا دليل عليها، لا في القرآن الكريم ولا في السُّنة النبوية المطهرة.

كما ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك» تقول صاحبته «ما حكم قرءاة سور معينة من القرآن بعد كل صلاة ؛ كسورة ياسين بعد الفجر، والواقعة بعد الظهر، والرحمن بعد العصر، والدخان بعد المغرب، والملك بعد العشاء، والمداومة على ذلك كورد يومي».

وأجاب الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية السائلة قائلًا: "قراءة سور مخصوصة من القرآن بعد كل صلاة جائزة شرعًا ولا شيء فيها"، مستندًا في ذلك إلى قوله – تعالى-: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»، (سورة الحج: الآية77)؛ فقراءة القرآن من فعل الخير.

وتابع أنه كلما قرأ المسلم شيئا من القرآن كلما أخذ أجرًا وثوابًا عليه؛ لما روى عن عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ».

بينما أوضح مجمع البحوث الإسلامية، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن إلقاء السلام عند دخول البيت سواء وجد أحد فيه أو لم يوجد من الأمور المستحب فعلها شرعًا.

واستند البحوث الإسلامية إلى قول الإمام النووي - رحمه الله- في كتابه "الأذكار" «يستحب أن يقول: بسم الله، وأن يكثر من ذكر الله تعالى، وأن يسلم سواء كان في البيت آدمي أم لا؛ لقول الله - تعالى- : « فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَة النور»، (سورة النور: الآية 61).

وأضاف أنه قد ثبت عن الصحابة إلقاء السلام على البيت غير المسكون، مستشهدًا بما روى البخاري في "الأدب المفرد" عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: «إذا دخل البيت غير المسكون فليقل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين».

واختتم بما ذكره القرطبي - رحمه الله - في ذلك: "والأوجه أن يقال: إن هذا عام في دخول كل بيت، فإن كان فيه ساكن مسلم يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وإن لم يكن فيه ساكن يقول: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين".

ومن ثم، قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه لا يشترط لفظ الطلاق في الخلع؛ وإلا لما تلجأ المرأة إلى الخلع، مشيرًا إلى أن الخلع في الأصل هو المال الذي تفتدي به المرأة نفسها؛ لأنها لا تريد الاستمرار مع زوجها.

وأضاف «شلبي» في إجابته عن سؤال: «هل يشترط لفظ الطلاق في الخلع؟»، عبر فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن الزوجين قد يتفقان على أمر الانفصال وديًا فيكون بلفظ الطلاق وقد يذهبان إلى مأذون شرعي، ويتم الطلاق على الإبراء.

وتابع: "فإن لم تستطع المرأة الانفصال عن زوجها بأحد الأمرين السابقين؛ تلجأ إلى الخلع الذي يقوم فيه القاضي بالتفريق بينهما دفعًا للضرر الواقع عليها".

فيما قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الحكم الشرعي في خدمة الزوجة لزوجها وإرضاع الأولاد قال عنها الإمام النووي إنها سنة حسنة سارت عليها نساء المسلمين، هن يقمن تفضلا منهن بخدمة الزوج ورعاية الأطفال فهذا من الفضل، وننصح النساء أن تزيد منه.

وأضاف جمعة، خلال أحد الدروس الدينية بمسجد فاضل: "إن هذا الفضل هو سبب دخول المرأة الجنة بغض النظر عن كونه فريضة أو غير فريضة أو له أجر أو ليس له أجر".

وتابع: "الفقهاء الأربعة أجمعوا أن خدمة المرأة في بيتها ليس واجبا عليها، ولكن هي سنة حسنة صارت عليه نساء المسلمين منذ بدء الخليقة، لذا يجب على الزوج أو الرجال عموما أن تقدم الشكر والامتنان للمرأة على ما تقدمه له ولأولاده عمليا ولفظيا وبحسن الخلق وتوفير متطلباتها كلما تيسر ذلك".

أرسل شخص سؤالا للدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عبر صفحته الرسمية، يقول فيه: "هل تعتبر الشقة المؤجرة من الميراث؟".

وردّ الدكتور علي جمعة قائلا: "المسكن المؤجَّر لا يُوَرَّث، ولا يكون ضمن تركة الميت؛ لأن الميراث يكون فيما كان يمتلكه المتوفَّى قبل الموت، والإيجار ليس تمليكًا للعين المؤجَّرة للمستأجر، ولكنه تمليكٌ للمنفعة فقط؛ لأنَّ العين ملكٌ لصاحبها، ولكن للحاكم أن يُقيِّد المباح، وهذا من المباح الذي قيده الحاكم وجعل المنفعة فيه للعين المؤجَّرة تنتقل لمن كان يقيم مع المستأجر لمدة لا تقلُّ عن سنةٍ كاملةٍ قبل وفاته".

وعليه وفي واقعة السؤال: فإنَّ الشقة المنوَّه عنها في السؤال ليست تركةً للمتوفاة، ولكن منفعتها حقٌّ لابنها الذي أقام معها مدَّة ثلاث عشرة سنة قبل وفاتها.