الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد الشناوي يكتب: معا على الطريق نصحح المسار

صدى البلد

أحسنت الحقول الدعوية صنعا بفتح الباب أمام الداعيات الفضليات انطلاقا بنشر الوسطية في شتى ربوع المجتمع تصحيحا للمفاهيم وخطفا للخطاب الديني مرة أخرى إلى أحضان الشرع الحنيف ومقاصده الربانية .

وإن من أولئك الداعيات الراشدات الداعية الكبيرة الدكتورة فاطمة موسى نجم دعوي تألق في سماء الفضائيات بلين جانب ورحمة متناهية وأريحية كبيرة غير متكلفة تصل بنضجها الدعوي وعمقها الفكري إلى قلب نساء وفتياتنا فتخطفهن من أبواق التشدد إلى رحاب الوسطية عبر أثير من النور والفقه المستنير .

فكم ننادى بضرورة إعطاء الفرصة لهؤلاء الداعيات البواسل وتصدرهن المشهد الدعوي أكاديميا وميدانيا .

وإذا كان تجديد الخطاب الديني من أهم القضايا التي يطرحها خطاب النهضة الفكرية في كل المجتمعات والحضارات الإنسانية عبر تاريخها الطويل....

فإن ما كان يمر به عالمنا العربي والإسلامي_بالأمس القريب_من شيوع تطرف ديني أو طائفي أو مذهبي يرتكز على أفكار متشددة تخنق الإبداع، وتحد من حرية الفكر والتعبير، يجعل من تجديد الخطاب الديني ضرورة حياتية وحتميه حضارية لا بديل عنها.

ومن هنا تبرز الحاجة إلى وجود استراتيجية إسلامية شاملة لتحديد أسس فقه الواقع تحاول تطوير الخطاب الديني حتى يصل بالمجتمع إلى الاعتدال المطلوب، والنهوض والتقدم.

كما يجب أن نعمل على الاهتمام بالعلم، ونحن نتعامل مع الخطاب الديني، بشرط ألا يتنافى العلم مع الثوابت الدينية والأخلاقية التي يلزمنا الإسلام بها.

وكما يجب أن نعلم أيضا أن الاشتغال بالعلم أولى من الاشتغال بالعبادات التطوعية، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «إن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب»، وعنه أيضًا أنه قال: «فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد».

فالعلم في الإسلام عبادة في حد ذاته، وهو مصدر الخير كله ومفتاح النجاح في كل عمل؛ ولهذا يجب أن نعتمد في خطابنا الديني على بعث لغة العلم لحث مجتمعاتنا الإسلامية على التماس سبل العلم المؤدية إلى تقديم الإسلام بصورته السمحة أمام الآخر.

لاسيما أنه يعيش العالمان العربي والإسلامي اليوم حالة متردية حضاريًّا وثقافيًّا بعد قرون من التوهج الحضاري والثقافي في العصور الوسطى، وهو ما يعكس حالة من الإحباط داخل نفوس الكثير ..

الأمر الذي تحاول معه الجماعات المتطرفة بادعاء أن أفول الحضارة الإسلامية والعربية راجع إلى البُعد عن صحيح الدين واتباع الخرافات والبدع

لذا إذا أرادت الأمة العودة إلى ماضيها يجب عليها إحياء فرائض الدين والرواتب والسنن النبوية على هوى تلك الجماعات المتأسلمه!

كما بالتحايل على الأزمات واستغلالها يلجأ هذا الخطاب دومًا إلى استغلال الأزمات السياسية والاجتماعية، من خلال دغدغة المشاعر الدينية والقومية.

يغلب الغموض والعمل السري على تاريخ أغلب الفرق والجماعات المتطرفة عبر التاريخ، ويعود ذلك إلى الهدف الذي من أجله نشأ هذا الخطاب الذي يعمل على معاداة الأنظمة القائمة والمجتمعات، وبالتالي يلجأ في البداية إلى الغموض والسرية كفترة حضانة ينتقل من خلالها إلى مرحلة متقدمة وهي مرحلة المواجهة والتمكين.

كما بادعاء التفرد والخلاص فعادة ما يلجأ أنصار هذا الخطاب إلى ادعاء التفرد بأنهم هم المسؤولون فقط عن أمور الدين الإسلامي والأمة الإسلامية ومصالحها، كما يدعون الخلاص بأنهم هم الفرقة الناجية وبقية التنظيمات والجماعات من الفرق الهالكة!


-