EN 
ﻛﻞ ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻨﺎ ﻳﺘﻄﻮﺭ ﻭﻳﺮﺗﻘﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺤﻴﻂ، ﻭﻓﻲ منظومتنا الكروية المغربية مازال احترافنا مشوها تشوبه شوائب في مخاض عسير ولد معاناة عديدة أفرزت عدة عقبات نحو مستقبل احترافي حقيقي، ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺗﺤﻘﻘﺖ، ﻭﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ، ﻭﺗﺮﺍﺟﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ المكتسبات، عقد من زمن الإحتراف الكروي، ﺩﺭﻭﺱ ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ غائبة، ﻭﺍلإﺳﺘﻔﺎﺩﺓ منه ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻌﺪﻭﻣﺔ، غرﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﻭإختلاق للإﺧﺘﻼﻓﺎﺕ، ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻴﺪ، لكنها ﺗﺒﺪﻭ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺴﺮﺍﺏ، هوس ﺑﺘﻜﺮﺍﺭ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﻭﺍﺳﺘﺒﺎﻕ ﺍﻟﻤﺒﺮﺭﺍﺕ، ﻭﺗﻮﻋﺪ ﺑﺎﻟﺤﺴﺎﺏ، كل ذلك تبخر ﺣﻴﺎﺀا ﺃﻭ ﻃﻤﻌﺎ ﻓﻲ مصالح شخصية.
ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍلكروي ﻣﺸﻐﻮﻟﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎﺫﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺼﻴﺪ ﻟﻠﺒﻌﺾ ﻭإﺧﺘﻼﻕ ﺍﻟﻤﺒﺮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ، عجز وجد تفسيره ﻓﻲ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﻬﻴﺎﻛﻞ، ﻭﺗﺄﺧﺮ ﺍلإﺣﺘﺮﺍﻑ ﻓﻲ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺤﺒﻮ، ﻭﻓﻲ ﺍﻓﺘﻘﺎﺩ جامعة الكرة لإدارة ﻓﻨﻴﺔ ﻭﺍﺯﻧﺔ، ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣﺘﻄﺎﺑﻖ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺒﺢ ﻏﺎﻳﺔ ﺗﺒﺮﺭ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻤﻨﻬﺞ ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﻭﺱ، ﺇﻥ ﻧﺤﻦ ﻛﺸﻔﻨﺎ ﻋﻦ حقيقة رغبتنا في تطوير كرتنا ﺑﺘﺠﺮﺩ ﻛﺎﻣﻞ، ﺿﻤﻨﺎ من ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺃﺟﻤﻞ ﻓﻲ قادم السنوات.
في أحيان كثيرة تتخذ القرارات ﻛﺮﺩﺓ ﻓﻌﻞ ﻭﻗﺘﻴﺔ، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺝ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺽ، ﺣﻴﺚ ﺗﺤﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺮﺟﺎﺗﻬﺎ ﺍﺣﺘﻤﺎﻻ ﻟﻠﻔﺸﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ، ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ اﻹﻟﺘﺰﺍﻡ، ﻭﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ .
ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻜﺮﻭﻱ المغربي، وفي إطار الممارسات المستمرة ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ باختلاف حجمها ونوعها، تدخل في حلقات من منظومة فاشلة ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺫﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺒﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﺎ ﺃﻟﺰﻡ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺟﻬﺎ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ، ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻳﺎﺕ ﻭﻃﻤﻮﺣﺎﺕ يعتقد ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻭﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻬﺪ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ بغية الوصول لمنظومة ناجحة.
ﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻭﻣﻮﺍﺳﻢ ﻣﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺷﻜﻞ ﻭﻧﻤﻂ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﺮﻭﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻼﻋﺒﻨﺎ، ﻟﻢ ﺗﺨﺮﺝ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻢ ﺭﺳﻤﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻬﺎ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ بطابعها الفني، ﺣﻴﺚ لم تخرج في ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ، ﻭﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺤﺒﻄﺔ ﻣﺤﻠﻴﺎ، رغم التمثيل الخارجي في سنوات كثيرة قوي لكنه ﻟﻢ ﻳﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻗﻌﻨﺎ ﻓﻲ منظومة كروية فاشلة، فاﻟﻮﺿﻊ ﺃﻓﺮﺯ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺒﺜﻴﺔ، ﺍﺳﺘﻨﺰﻓﺖ ﺃﻣﻮﺍﻻ طائلة، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺤﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻗﻮﻥ، ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺮﻑ والتبذير على مشروع احترافي لم يصل بعد لمستوى التطلعات، تولدت من خلاله ﻣﻴﻮﻋﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﺧﻠﻘﺖ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﻭﺗﺒﻌﺎﺕ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ، ﻭﻟﻮ ﺩﺍﺭﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﺪﻳﺮﺓ ﻻﻛﺘﻔﺖ ﺑﺎﻟﻬﻮﺍﻳﺔ، ﻭﺃﻭﺻﺪﺕ ﺑﺎﺏ اﻹﺣﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺗﺴﻮﻳﻘﻪ ﺧﺪﻋﺔ ﻭﺷﻤﺎﻋﺔ ﻷﻋﺬﺍﺭ مررت ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻬﺎ ﺃﺟﻨﺪﺓ ﻟﻔﺌﺔ ﺍﺳﺘﻠﺬﺕ ﺑﻄﻮﻧﻬﺎ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻣﺎ ﺇﻥ ﺷﺒﻌﺖ، ﻋﻼ ﺻﻴﺎﺣﻬﺎ، ﻫﻞ ﻣﻦ ﻣﺰﻳﺪ.
منظومة الكرة بحاجة إلى ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻮﺿﻊ المزري ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ ﺟﺬﺭﻱ ﻟﻠﻮﺍﺋﺢ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺳﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺗﻌﻤﻞ عليه جامعة الكرة ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﻧﺼﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﺪﺭﺀ ﺍﻟﻤﻔﺎﺳﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﻭﻗﻒ ﺍﻟﻤﻬﺎﺯﻝ ﺍﻟﻜﺮﻭﻳﺔ، ﻛﻮﻥ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺒﺎﺕ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻢ ﻭﺗﻤﻮﻳﻞ حكومي، ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺇﺧﻀﺎﻋﻬﺎ ﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﻭﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﻛﺤﺎﻝ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻷﻥ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﻋﺎﻣﺔ ﻳﺘﻮﺟﺐ حسن ﺇﺩﺍﺭﺗﻬﺎ ﻭﺻﺮﻓﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺨﺎﺭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ ﻣﻨﻬﺎ.
ما يلزم فعليا لتنظيم الشأن الكروي، استصدار قانون يحد من ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭﻧﺰﻳﻒ ﺍﻟﻬﺪﺭ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻞ ﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﻻ ﻳﻄﺎﻕ ﻭﺑﺎﺕ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﺪﺧﻼ ﺣﺎﺯﻣﺎ ﺻﺎﺭﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺸﺄﻥ الكروي.
ﺃﺗﺴﺎﺀﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﺋﻠﻴﻦ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻨﺎ ﺍلكروية ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺍﻟﻤﻌﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﺍﺯﻯ ﻣﻊ ﻣﻌﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ؟ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻄﺒﻖ ﺍلإﺣﺘﺮﺍﻑ ﻛﻨﻈﺎﻡ ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻭﺑﺮﻏﻢ ﻃﻮﻝ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻟﻢ ﻧﺘﺤﺼﻞ ﺑﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﻻ ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻼﻋﺐ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻑ، ﻭﻻ ﻓﻲ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺩﻱ، ﻭﻻ ﻓﻲ ﺁﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ تطلع به جامعتنا ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺄﻱ ﻗﻀﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻌﺘﺮﻱ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻫﺬﻩ ﺍلمنافسة ﺃﻭ ﺗﻠﻚ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﺗﺴﻮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺰﺍﺟﻴﺔ ﺗﺒﺮﺯ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﺟﺪﺍ ﺃﻥ ﻳﻜﺜﺮ ﺍﻟﺼﺮﺍﺥ ﻭﺗﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻭﻳﺨﻔﻖ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﺗﺘﻼﺷﻰ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻭﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﺤﺼﻴﻠﺔ ﺃﺭﻗﺎﻡرسلبية ﻧﺘﺪﺍﻭﻟﻬﺎ ﻭﻧﻌﻨﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﻛﻞ أﻃﺮﻭﺣﺎتنا في زمن احترافي فاشل بكل المقاييس.
