الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نهاية أطول حرب في التاريخ الأمريكي.. واشنطن توقع اتفاقا يمهد للسلام مع حركة طالبان.. ترامب يعلن بدء مغادرة القوات من أفغانستان فورا.. وإتمام الانسحاب خلال 14 شهرا

توقيع اتفاق السلام
توقيع اتفاق السلام بين واشنطن وطالبان

ترامب يعلن نيته لقاء ممثلين عن حركة طالبان
الاتفاق يحول طالبان إلى قوة مضادة لداعش والقاعدة
محادثات بين طالبان والحكومة الأفغانية تبدأ في 10 مارس
واشنطن ستبدأ جهدًا دبلوماسيًا لرفع طالبان من قوائم العقوبات الدولية

وقّعت واشنطن مع حركة طالبان، اليوم السبت اتفاقًا يهدف لإنهاء أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن القوات الأمريكية ستبدأ مغادرة أفغانستان اعتبارًا من اليوم.

وأكد ترامب، اليوم السبت، أنه سيلتقي بممثلين عن حركة طالبان في البيت الأبيض، لأنه يعتقد أن اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه بين الحركة والولايات المتحدة اليوم السبت في العاصمة القطرية الدوحة سوف ينجح. 

وستبدأ القوات الأمريكية فورًا عملية الانسحاب التدريجي من أفغانستان بعد توقيع الاتفاق مع طالبان. وتستند عملية الانسحاب إلى برنامج زمني مبدئي ومشروط، يرتبط بشكل رئيسي بمدى احترام الحركة المتطرفة لضمانات أمنية التزمت بها، وبالتقدم في المفاوضات بين الأطراف الأفغانية.

وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، من المقرر أن تسحب واشنطن وحلفاؤها جميع قواتهم من أفغانستان في غضون 14 شهرًا إذا التزمت عناصر طالبان ببنود الاتفاق.

وفي البداية، ستخفض الولايات المتحدة عدد جنودها إلى 8600 في غضون 135 يومًا اعتبارًا من السبت، بينما ستسحب قواتها بشكل كامل من 5 قواعد عسكرية.

ولدى الجيش الأمريكي حاليًا نحو 20 قاعدة بأحجام متباينة في أنحاء أفغانستان، بحسب مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون).

وفي حال التزمت جميع الأطراف بالاتفاق، فستستكمل الولايات المتحدة وشركاؤها «سحب جميع القوات المتبقية من أفغانستان»، وستمتنع الولايات المتحدة مستقبلًا كذلك عن استخدام القوة ضد أفغانستان أو التهديد بذلك أو التدخل في «شؤونها الداخلية».

وينص الاتفاق كذلك على بدء المحادثات بين طالبان وجميع الأطراف الأفغان اعتبارًا من 10 مارس، ولم ترد تفاصيل عن هوية الأطراف المتحاورين أو الجهة التي ستمثل الفريق الأفغاني.
وينص الاتفاق كذلك على أن وقف إطلاق النار سيكون مجرد «بند» على جدول أعمال المحادثات، ما يعني أنه ليس إجباريًا.

وبموجب الاتفاق، سيناقش المشاركون في المحادثات «موعد ووسائل (تطبيق) وقف دائم وشامل لإطلاق النار».

واتفقت الولايات المتحدة مع طالبان على تبادل آلاف السجناء في «إجراء لبناء الثقة» يتوقّع أن يتزامن مع بدء المحادثات بين طالبان والجانب الأفغاني.

وجاء في النص أنه «سيتم إطلاق سراح ما يقارب خمسة آلاف سجين من طالبان وألف سجين من الجانب الآخر (القوات الأفغانية) بحلول 10 مارس».

وتعهدت الولايات المتحدة كذلك ببدء مراجعة قائمة العقوبات الحالية التي تستهدف قادة طالبان وأعضاء الحركة، بهدف رفع هذه الإجراءات بحلول 27 أغسطس 2020.

وقالت واشنطن إنها ستبدأ كذلك بالتواصل دبلوماسيًا مع أعضاء مجلس الأمن الدولي وحكومة كابول لشطب طالبان من قوائم العقوبات.

ويحضّ الاتفاق طالبان على منع جماعات بينها تنظيم القاعدة من استخدام أفغانستان منصة لتهديد أمن الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها.

وينص بأن على طالبان منع هذه المجموعات من «التجنيد والتدريب وجمع الأموال» وأن عليها عدم استضافتها في أفغانستان، ويمنع طالبان كذلك من تقديم وثائق سفر أو أخرى قانونية لهذه المجموعات.

ولا ينص الاتفاق بأن على طالبان أن تتبرّأ علنًا من القاعدة أو تقطع صلاتها بها رسميًا.

مع ذلك، دعا وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، طالبان في الدوحة السبت إلى «التزام وعودها بقطع العلاقات مع المجموعات المتطرفة».

واختُتم الاتفاق بتعهد الولايات المتحدة وطالبان بالسعي لإقامة علاقات «إيجابية» بينهما ومع أي حكومة تنبثق منها المحادثات الأفغانية الداخلية.

وتتعهد الولايات المتحدة بـ«السعي للتعاون اقتصاديًا» مع «حكومة ما بعد التسوية الجديدة» التي ستتولى السلطة في كابول من أجل إعادة إعمار أفغانستان.

ومن جهته، حث وزير الخارجية الأمريكي مارك بومبيو حركة طالبان على الالتزام "بوعودها بقطع العلاقات" مع تنظيم القاعدة ومواصلة محاربة تنظيم داعش، وذلك خلال حفل توقيع الاتفاق.

وقال بومبيو أمام ممثلين عن الحركة: "التزموا بوعودكم حيال قطع العلاقات مع القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى وواصلوا محاربة تنظيم داعش حتى الانتصار عليه".

يذكر أن استقبال حركة طالبان لتنظيم القاعدة على أرض أفغانستان السبب الرئيسي للغزو الأميركي في أعقاب هجمات 11 سبتمبر عام 2001.

وطرد تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الحركة من السلطة بعد الهجمات. ونفذ المتمردون الذين كانوا يحكمون كابول منذ 1996 وحتى أكتوبر 2001، هجمات متواصلة أودت بحياة أكثر من 2400 جندي أميركي وعشرات الآلاف من أفراد قوات الأمن الأفغانية.