الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ختم القرآن في رمضان ثلاث مرات.. احرص على هذه الطريقة

ختم القرآن في رمضان
ختم القرآن في رمضان ثلاث مرات.. احرص على هذه الطريقة

ختم القرآن في رمضان ثلاث مرات.. محل بحث الكثيرين على مواقع الإنترنت، ويكون بحثهم عن ختم القرآن في رمضان مرتين وختم القرآن في رمضان ثلاث مرات وختم القرآن في رمضان فضل؛ لأن ختم القرآن الكريم في رمضان له فضل عظيم، فهو شهر القرآن حيث أنزل الله -عزّ وجلّ- القرآن الكريم على سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، قال -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)، وفي ليلة القدر تحديدًا؛ قال - تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ).

ختم القرآن في رمضان ثلاث مرات.. ختم القرآن عمومًا جلاء للهموم والأحزان، وانشراح للصدر، وزيادة في اليقين، وبصيرة في الدين، وفرقان في المشتبهات، وزيادة في الحسنات، وتحصيل للشفاعة في الآخرة، وقد وصف النبي عليه الصلاة والسلام قارئ القرآن كمثل الأترجة رائحتها طيبة وطعمها طيب، فكلما كان ختم القرآن في رمضان ثلاث مرات أو أكثر كان أفضل لقارئه وأكثر ثوابًا وأجر.

ختم القرآن في رمضان ثلاث مرات
يُمكن للمسلم ختم القرآن الكريم ثلاث مرات في شهر رمضان؛ بتخصيص ساعةٍونصف يوميًا للقراءة، على ثلاث فترات مختلفة، وموزعةٍ طوال اليوم، بجعل الفترة الواحدة نصف ساعةٍ، فيقرأ جزء واحد في النصف ساعة الأولى، ثم يُقرأ جزءٌ ثانٍ في النصف ساعة الثانية، ثمّ جزءٌ ثالثٌ في الفترة الأخيرة، وبذلك يُتم ثلاثة أجزاءٍ في اليوم الواحد.

ختم القرآن في رمضان مرتين
ويمكن أن يختم القرآن مرتين في شهر رمضان؛ بقراءة جزأين كل يومٍ، من خلال  قراءة عشر صفحاتٍ في أربعة أوقاتٍ مختلفةٍ من اليوم، أو قراءة ثمان صفحاتٍ بين كلّ أذانٍ وإقامةٍ، أو بعد كلّ صلاةٍ.


تقسيمات القرآن الكريم
يُقسم القرآن الكريم إلى ثلاثين جزءًا، ويُراد بالجزء من القرآن الطائفة منه، ويقدّر تقريبًا بعشرين صفحةً، ويتضمّن الجزء حزبَين، والحزب يتكوّن من أربعة أرباعٍ، والأصل في تجزئة القرآن الكريم ما ورد في السنّة النبويّة، إذ رُوي أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال ذات مرّةٍ: (قرَأتُ جزءًا مِن القُرآنِ)، كما ورد لفظ الحزب من القرآن، في حديثٍ رُوي عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفيّ، إذ قال فيه: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان سمر معهم بعد العشاءِ، فمكث عنَّا ليلةً لم يأتِنا، حتَّى طال ذلك علينا بعد العشاءِ، قال: قلنا: ما أمكثك عنَّا يا رسولَ اللهِ؟ قال: طرأ عليَّ حزبٌ من القرآنِ، فأردتُ ألَّا أخرجَ حتَّى أقضيَه، قال: فسألنا أصحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين أصبحنا، قال: قلنا كيف تُحزِّبون القرآنَ؟ قالوا: نُحزِّبُه ثلاثَ سوَرٍ، وخمسَ سوَرٍ، وسبعَ سوَرٍ، وتسعَ سوَرٍ، وإحدَى عشرةَ سورةً، وثلاثَ عشرةَ سورةً، وحزبَ المُفصَّلِ من ق حتَّى يختِمَ).

تقسيم القرآن في عهد النبي والصحابة
بيّن حديث عبد الله الثقفيّ سابق الذكر كيفيّة تجزئة القرآن أحزابًا على عهد النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، والصحابة -رضي الله عنهم-، فقد قسّموا القرآن إلى سبعة أحزابٍ، وهي: 

الحزب الأول: سورة البقرة، وآل عمران، والنِّساء.

الحزب الثّاني: يتضمن سور: المائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، والتّوبة.

الحزب الثالث: يتضمّن سور: يُونس، وهود، ويُوسف، والرَّعد، وإبراهيم، والحِجْر، والنَّحل. 


الحزب الرابع: وهو الحزب المبتدِء من أوّل سورة الإسراء، إلى آخر سورة الفرقان.

الحزب الخامس: وهو المبتدِء بسورة الشُّعراء، إلى نهاية سورة يس.

الحزب السادس: ويبدأ من سورة الصَّافات، إلى نهاية سورة الحُجرات. 

الحزب السابع: ويبدأ من سورة ق، إلى نهاية سورة النَّاس.

تقسيم القرآن فيما بعد عهد الصحابة 

مرت تجزئة القرآن بمراحل عدّةٍ؛ من سبعة أجزاءٍ، إلى عشرين، حتى استقرت إلى ثلاثين جزءًا، وربما تكمُن الغاية من تجزئة القرآن إلى ثلاثين جزءًا؛ التوافق مع عدد أيام الشهر، وبذلك يستطيع المسلم إتمام جزءٍ؛ تلاوةً وتدبرًا، في كل يومٍ من أيّام الشهر؛ تيسيرًا وتخفيفًا عليه، وتنظيمًا لختم القرآن.


أنواع قراءة القرآن في رمضان وغيره

قراءة الثواب والختم: وتكون غاية القارئ منها تحصيل أكبر قدر يتمكّن منه المسلم، وتكرار الختم قدر الإمكان؛ لغاية تحصيل الأجر الأكبر بقراءة كلّ حرف من كتاب الله؛ لمضاعفة الأجر، كما قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللَّهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ)، وهذه القراءة هي أكثر أنواع القراءة شموليّة، ويتّبعها العوامّ من المسلمين، ويُشار إلى أنّ الصحابة كانوا يقرأون القرآن على هذه الطريقة، وعلى غيرها.


 قراءة التدبُّر والتأمُّل: وتهدف هذه القراءة إلى التفكُّر في كلام الله -تعالى-، وكلّ ما جاء به القرآن من المأمورات، والمَنهيّات، والإرشادات، وهي من أفضل أنواع القراءات، علمًا أنّها واردة في قوله -تعالى-: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)، ويُشار إلى أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان قد قام في ليلة، وقرأ فيها سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، مُتدبّرًا إيّاها، ومُستعيذًا ممّا جاء فيها من آيات التخويف، وسائلًا الله الرحمة فيما جاء من آيات الترغيب، وقد سار على هذا النهج في القراءة المُفسِّرون منذ زمن الصحابة إلى الزمن الحاليّ؛ لأنّ عمل المُفسّر الأساسيّ هو تدبُّر كلام الله -تعالى-، والتأمُّل فيه؛ فالتدبُّر يُعدّ الركيزة الأساسية لعلم التفسير، ويندرج تحت هذا النوع من القراءة ما يكون لأجل الغايات البحثية والأكاديمية، وهو على مراتب تختلف باختلاف الهدف من القراءة، واختلاف المستوى العلميّ للقارئ.


قراءة الحفظ والمراجعة: ويتمّ اتّباعها من قِبل الذين يحفظون القرآن غيبًا؛ وغايتهم فيها إلى جانب الأجر، تثبيت القرآن في صدروهم؛ من خلال تكرار الحفظ، وترديد الآيات، وهي مسؤولية كبيرة تقع على عاتق حُفاظ القرآن الكريم، وهذا النوع يفيد كتاب المصاحف من تمكين الكتابة بمراجعة الحفّاظ، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (تَعاهَدُوا هذا القُرْآنَ، فَوالذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ لَهو أشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإبِلِ في عُقُلِها).

ثواب ختم القرآن
تلاوة رتب الله جل وعلا ثوابًا وأجرًا لمن تلى القرآن الكريم وختمه، فبكل حرف يقرأه المسلم من كتاب الله يحصل على حسنة، وفي الحديث: (مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقول الم حرفٌ ولَكن ألفٌ حرفٌ ولامٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ).

وفي الحديث الآخر في فضل قارئ القرآن أنّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال: (يقالُ لصاحِبِ القرآنِ: اقرأْ وارقَ ورتِّلْ، كما كنتَ تُرَتِّلُ في دارِ الدنيا، فإِنَّ منزِلَتَكَ عندَ آخِرِ آيةٍ كنتَ تقرؤُها).

وقال الخطابي إن قدر درج الجنة على قدر آي القرآن الكريم، فيُقال للقارئ يوم القيامة اقرأ من كتاب الله وارتقي على قدر ما كنت تقرأ من كتاب الله، فيصل القارئ إلى درجته بقدر قراءته للقرآن، فمن قرأ جزءًا من كتاب الله ارتقى في الدرجات على قدر ما قرأه، ويكون منتهى الثواب والأجر لمن بلغ في القراءة منتهاها.

نصائح لختم القرآن في رمضان
ينصح المسلم الراغب بتحقيق هدفه في عدد مرات ختم القرآن الكريم في شهر رمضان، بعدة أمورٍ، أبرزها:
 
الحرص على تهيئة النفس قبل رمضان؛ بالحرص على قراءة القرآن الكريم، وتدبره طوال أيام السنة.

تنظيم الأوقات في اليوم والليلة، وتخصيص وقت معين لقراءة القرآن.